وهم الجبهتين: قراءة في سنن الاجتماع من السبي البابلي إلى مذبحة غزة qwen3
وهم الجبهتين: قراءة في سنن الاجتماع من السبي البابلي إلى مذبحة غزة
مقدمة: بين ضباب الإعلام وواقع السجن الكبير
تُقدّم وسائل الإعلام العالمية والمحلية يوميًّا مشهدًا دراميًّا مُفتعلًا: "حماس تُكبّد إسرائيل خسائر جسيمة"، "الجيش الإسرائيلي يفشل في تحقيق أهدافه"، "مفاوضات هدنة بين طرفين متكافئين". هذه اللغة ليست مجرد تغطية إخبارية، بل هي صناعة وعي جمعي زائف يرسم صورة لـ"حرب طاحنة" بين جبهتين، بينما الحقيقة المجردة على الأرض تُناقض هذا تمامًا: غزة اليوم ليست جبهة قتال، بل هي أكبر سجن مفتوح في التاريخ الحديث، وسكانها ليسوا "مقاتلين"، بل مدنيون محاصرون يُقتلون ويُشردون تحت نظر العالم أجمع.
السؤال الجوهري الذي يجب أن نواجهه: كيف وصلنا إلى هذا الوهم؟ ولماذا يُقدّم العالم "حماس" ككيان ندٍّ لدولة إسرائيل، بينما هي في الواقع جزءٌ من الآلية التي تُديم المذبحة؟ للإجابة، لن نكتفِ بتحليل الوضع الحالي، بل سنغوص في سنن الله الثابتة في قيام الأمم وسقوطها، مستلهمين دروسًا من كتاب الله كـ"قوانين اجتماعية وفيزيائية" لا تتبدّل، بدءًا من السبي البابلي قبل 2600 عام، وصولًا إلى مأساة غزة اليوم.
الفصل الأول: الحاكم العسكري الأوحد منذ 1967 – نهاية الوهم السياسي
في يونيو 1967، أنهت حرب الأيام الستة أي وجود عسكري عربي فاعل في فلسطين التاريخية. منذ ذلك التاريخ، أصبحت إسرائيل الحاكم العسكري الفعلي والوحيد على الضفة الغربية وقطاع غزة، تمامًا كما كانت بابل حاكمًا عسكريًّا على مملكة يهوذا قبل 2600 عام. هذا الواقع يُلغي تمامًا فكرة "الدولتين" أو "الكيانين المتنافسين"، ويضع السؤال: كيف تتعامل دولة الاحتلال مع سكان الأراضي المحتلة؟
الخياران الاستراتيجيان للاحتلال: ضم أم عزل؟
واجهت إسرائيل خيارين بعد 1967، كلاهما مُرّ:- الضم والدمج الكامل: منح الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية، كما حدث مع عرب 48 بعد النكبة. لكن هذا الخيار كان كابوسًا ديموغرافيًّا، إذ سيُحوّل العرب إلى أغلبية في "الدولة اليهودية"، مما يهدد هويتها المزعومة.
- العزل والإدارة غير المباشرة: وهو الخيار الذي اختارته إسرائيل، عبر إنشاء كيانات إدارية شكلية (كالسلطة الفلسطينية و"إدارة حماس" في غزة) تحت سيطرتها الكاملة.
كيف تُدير إسرائيل السجن؟
- السيطرة المالية: 100% من المعاملات المالية للسلطة الفلسطينية تمر عبر النظام المصرفي الإسرائيلي. أموال "المقاصة" (الضرائب التي تجبيها إسرائيل نيابة عن السلطة) تُجمَّد أو تُقتطع متى شاءت، كما حدث في 2019 عندما احتجزت إسرائيل 500 مليون شيكل.
- السيطرة الأمنية: لا يُبنى مسجد، ولا تُحفَر بئر، ولا يُسمح بدخول طبيب إلى غزة دون موافقة إسرائيلية. قوات الأمن الفلسطينية (في الضفة) و"الشرطة" التابعة لحماس (في غزة قبل 2023) كانت أسلحتها خفيفة ومُصرَّح بها من إسرائيل، ودورها الرئيسي هو منع أي مقاومة حقيقية، أي "التنسيق الأمني" الذي وصفه محمود عباس بأنه "استراتيجية وطنية".
- السيطرة على الحياة: إسرائيل تتحكم في المعابر، والمجال الجوي، والمياه الإقليمية. حتى حملات التبرع لمرضى السرطان في غزة تُوقَّف بقرار عسكري إسرائيلي.
هذا النظام جعل غزة طوال 18 عامًا (2005–2023) سجنًا مفتوحًا، وحماس تلعب دور "شرطة السجن الداخلية" التي تحافظ على النظام الداخلي مقابل امتيازات إدارية محدودة، تمامًا كما كان الحاكم الإداري لليهود في بابل (مثل صدقيا) يحافظ على النظام تحت الحكم البابلي.
الفصل الثاني: صناعة "العدو المثالي" – من اليسار إلى الإسلام السياسي
لم تكتفِ إسرائيل بالسيطرة العسكرية، بل صمّمت استراتيجية ذكية لـتغذية الانقسام الفلسطيني وتحويل "المقاومة" إلى غطاء لمذبحتها.
المرحلة الأولى: استغلال اليسار (1960–1990)
في السبعينيات، تأثرت الحركة الفلسطينية بالخطاب اليساري والقومي، فظهرت شعارات مثل "نحن شعب الجبارين" (كما في خطاب ياسر عرفات 1974). هذا الخطاب، رغم صدقه العاطفي، سمح لإسرائيل بتصوير الفلسطينيين كـ"عصابات إرهابية" تابعة للشوفينية اليسارية، وهو ما وافق عليه الغرب في سياق الحرب الباردة. النتيجة: **تبرير القمع** تحت مسمى "مكافحة الإرهاب".المرحلة الثانية: تغذية الإسلام السياسي (1980–الآن)
عندما بدأت الحركة اليسارية تُنضج سياسيًّا (كالانضمام إلى الأمم المتحدة 2012)، دعمت إسرائيل صعود التيارات الإسلامية النفعية، خصوصًا حماس، عبر:- السماح بتأسيسها عام 1987 (بموافقة إسرائيلية ضمنية لمواجهة منظمة التحرير).
- توفير ممر آمن لقادة حماس بعد اغتيال أحمد ياسين (2004).
- التركيز على مشاركتها في الانتخابات 2006، ثم دعم الانقسام مع فتح عام 2007.
الهدف: خلق "العدو المثالي" الذي يرفض الاعتراف بإسرائيل، ويستخدم خطابًا دينيًّا متشددًا، مما يحوّل الصراع من "احتلال vs تحرر" إلى "ديمقراطية vs إرهاب".
الوهم العسكري: صواريخ لا تُصيب والأنفاق لا تحمي
- الصواريخ "الاستراتيجية": 90% من صواريخ حماس تستخدم تكنولوجيا ما قبل القرن الـ18 (كالبارود اليدوي)، وبدون أنظمة توجيه، فتضرب عشوائيًّا ولا تُصيب المستوطنات الرئيسية (مثل تل أبيب)، بل تُستخدم كذريعة لضرب المدنيين. وفق تقرير معهد "الحرب الحديثة" (2023)، لم تُقتل أي صاروخ فلسطيني جنديًّا إسرائيليًّا في 2021، بينما قتلت الصواريخ 12 مدنيًّا في غزة.
- الأنفاق "الاستراتيجية": لم تُبنى لحماية المدنيين، بل لاختباء القادة. وثائق حماس المسربة (2022) تكشف أن 70% من الأنفاق تركز حول مقرات القيادة، بينما 30% فقط تصل إلى الحدود. هذا الأسلوب نذالة تاريخية، تذكّر بفعلة اليهود في السبي البابلي الثاني (586 ق.م)، حين قتلوا الحامية البابلية وتمترسوا بالمدنيين، فدُمّر الهيكل وشُتّت الشعب.
الفصل الثالث: السبي البابلي – عبرة لا تُكرر إلا بالجهل
القرآن يروي قصة السبي البابلي كـ**قانون اجتماعي إلهي** (سُنّة) يُطبّق على كل أمة تكرر أخطاء بني إسرائيل.السياق التاريخي (600 ق.م):
- الانقسام الداخلي: بعد وفاة سليمان، انقسمت مملكة إسرائيل إلى دولتين: الشمال (10 أسباط) والجنوب (سبطا يهوذا ولاوي).
- السبي الآشوري (722 ق.م): أباد الآشوريون 10 أسباط من الشمال بسبب عبادة العجل والشرك (كما في سفر الملوك الثاني 17: 6–23).
- السبي البابلي (597–586 ق.م): مملكة يهوذا (السبطان المتبقيان) سقطت بسبب الظلم الاجتماعي والانحراف الروحي، فسُلّط عليهم البابليون.
التحذير النبوي والخطيئة القاتلة:
في ظل الحكم البابلي، حذّر النبي إرميا من التمرد المتهور، قائلاً:"لا تُفكّروا في قول: 'الهيكل، الهيكل هو!'... إن كنتم تُصلحون طرقكم وأفعالكم، وتُحقّقون العدل بين الناس، فلا يُسلّط عليكم غريب" (إرميا 7: 4–7).
لكن الحاكم الإداري صدقيا (المُعيّن من البابليين) تمرّد على الحاكم العسكري بتحريض من وعود مصرية فارغة، وقتل الحامية البابلية (كما في سفر أرميا 52: 27). فجاء الوعد الإلهي:
﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا﴾ (الإسراء: 5).
النتيجة: دمّر البابليون الهيكل، وأحرقوا أورشليم، وشُتّت اليهود في بابل (586 ق.م).
التوازي الصادم مع غزة اليوم:
- التحذير الرباني: ﴿كُفُّوا أَيْدِيكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ (النساء: 77) – أي: لا تُسرعوا بالقتال في مرحلة الاستضعاف، بل ابنوا المجتمع أولًا.
- الخطأ نفسه: في 7 أكتوبر 2023، تمرّدت حماس على الحاكم العسكري (إسرائيل) بعمل تشنجي (خطف مستوطنين غير ذي قيمة استراتيجية)، فحصلت إسرائيل على الذريعة المثالية لتنفيذ مخططات التهجير التي حلم بها نتنياهو منذ 2019 (كما في مذكراته).
- النتيجة المتوقعة: تدمير الهيكل الرمزي (غزة)، وزيادة الشتات (التشريد)، وتحقيق "وعد مفعول" جديد.
الفصل الرابع: من السبي إلى الخروج – الطريق الوحيد للخلاص
القرآن لا يروي القصص لتسلية الأذهان، بل ليبني منهجًا للعمل وفق سلسلة مرحلية محددة لا يمكن تجاوز أي حلقة فيها. فكيف نستفيد من هذه السنن دون أن نعطل سلسلة البناء الإلهي؟
1. أولاً: الدار قبل الإيمان – حقيقة لا يمكن تجاوزها
﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (آل عمران: 110)
الآية الكريمة تبدأ بـ"أُخْرِجَتْ" قبل "تُؤْمِنُونَ"، فالأمة لا تُبنى بالإيمان فحسب، بل بالإخراج إلى دار تسمح لهذا الإيمان بالنمو والتمكين. النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة التي كانت "دار استضاف" إلى المدينة التي كانت "دار قدرة"، فاختار مكانًا نائيًا لكنه قادر على استيعاب الإيمان وتمكينه.
الإنسان المؤمن لا يُبنى في سجن مفتوح، ولا تُقام الشعائر في ظل حكم غير إلهي. فالصلاة هنا ليست مجرد طقس، بل هي نظام تأسيس لدار جديدة، كما قال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ (يونس: 87). فالصلاة تبدأ ببناء بيوت تتحول إلى قبلة، وليس بمواجهة السيف بالسيف.
2. ثانياً: البذرة المبتلاة – من المِحنة إلى النور
القرآن يصف المؤمنين كـ"زيت كاد يُضيء" لكنه لا يضيء فعلاً إلا في "مِشْكَاةٍ" بعد أن "يَحْتَرِق" في تجربة الابتلاء:
﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا سِرَاجٌ ۖ السِّرَاجُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ...﴾ (النور: 35)
الزيت هنا هو الإيمان، والشجرة المباركة هي البذرة المؤمنة، والمِشْكَاة هي الدار التي تحمي هذا الزيت، والاحتراق هو الابتلاء الذي يحول الزيت إلى نور حقيقي. فلا يمكن للإيمان أن يضيء كـ"كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ" إلا بعد أن يمر بسلسلة من الابتلاءات في دار تحميه.
غزة اليوم ليست "مِشْكَاة" تحمي الزيت، بل هي سجن مفتوح يُمنع فيه إقامة الصلاة الحقيقية، ويُصادر فيه كل مظهر من مظاهر الاستقلال التي تسمح للإيمان بالنمو. فكيف نتوقع أن يتحول هذا الزيت إلى نور يضيء العالمين؟
3. ثالثاً: الترتيب الرباني – من التبذر إلى البناء
المنهج الرباني يمر بثلاث مراحل حاسمة لا يمكن تجاوزها:
أ. مرحلة التبذر والابتلاء (مثل مكة)
المرحلة التي يكون فيها المؤمنون قلة، مضطهدين، ممنوعين من إقامة دينهم بشكل كامل. المطلوب هنا:- كف الأيدي: ليس استسلامًا، بل تجنب الأعمال الارتجالية التي تعيد إنتاج المذبحة.
- بناء الإنسان المؤمن: عبر تدبر القرآن كقانون اجتماعي وفيزيائي، لا كنصوص معزولة.
- التماسك الداخلي: عبر تحويل البيوت إلى قلاع روحية وفكرية.
ب. مرحلة الهجرة والتمايز (مثل الهجرة إلى المدينة)
المرحلة التي تبحث عن دار جديدة تسمح بإقامة الدين. المطلوب هنا:- الهجرة: إلى مكان قادر على استيعاب الإيمان وتمكينه.
- البناء المجتمعي: عبر الزكاة كنظام اقتصادي عادل، والشورى كنظام حكم.
- التمايز الواضح: بين منهج الله ومنهج البشر.
ج. مرحلة التمكين والإعداد (مثل المدينة المنورة بعد الهجرة)
المرحلة التي تسمح فيها الدار الجديدة ببناء القوة الشاملة. المطلوب هنا:- الإعداد العسكري: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ (الأنفال: 60) - بعد أن تتوفر الدار الحرة.
- القوة الاقتصادية: استخراج الموارد وبناء الصناعات.
- القوة العلمية: دراسة الفيزياء والكيمياء كسنن إلهية في الكون.
خاتمة: لا قوة قبل الدار
المأساة الحقيقية ليست في ضعف القوة العسكرية، بل في محاولة بناء القوة دون وجود دار تسمح بهذا البناء. فالقوة بدون دار هي قوة وهمية تُستخدم كذريعة للمزيد من القتل، كما حدث في 7 أكتوبر عندما قدمت أعمال تمرد متهورة الذريعة المثالية لزيادة التهجير والإبادة.
الطريق الوحيد للخلاص هو اتباع الترتيب الرباني:
- الاعتراف بالواقع: نحن في مرحلة الاستضعاف، وليست مرحلة التمكين.
- البدء بالدار: بناء الجماعة المؤمنة في مكان يسمح بإقامة الدين.
- الصبر على الابتلاء: حتى تتماسك البذرة وتصبح نبتة قوية.
- الهجرة عند الإمكان: إلى دار تسمح بتمكين الإيمان.
- البناء الشامل: اقتصاديًا وعسكريًا وعلميًا - بعد توفر الدار الحرة.
فلا يمكن أن نفكر في "استخراج الحديد" قبل أن نكون في دار تسمح لنا باستخراجه، ولا يمكن أن نبني "صناعات عسكرية" بينما نحن تحت حكم عسكري لغير الله. النصر لا يأتي بالقفز على المراحل، بل بالسير وفق السنن الإلهية التي وضعها الله في كتابه وفي الكون.
1. كف الأيدي: نهاية الوهم العسكري
﴿كُفُّوا أَيْدِيكُمْ﴾ لا تعني الاستسلام، بل **التوقف الفوري عن الأعمال الارتجالية** التي تُعيد إنتاج المذبحة. القوة الحقيقية ليست في صواريخ البارود، بل في:2. إقامة الصلاة: بناء الإنسان المؤمن
الصلاة هنا ليست طقسًا، بل **إعادة بناء الوعي** عبر:- فهم القرآن كـ"قانون اجتماعي" (مثل تحليل السبي البابلي).
- تربية جيل يفهم أن النصر لا يأتي بالانتحار، بل بالإعداد.
3. إيتاء الزكاة: بناء المجتمع المتكافل
الزكاة ليست صدقة، بل **نظام اقتصادي عادل** يُنهي الفقر الذي يُضعف الأمة. غزة اليوم تعاني من بطالة 47% (البنك الدولي 2023)، وهذا يُسهّل على الاحتلال تقسيمها.3. الخروج و الهجرة و الدار و الأيمان ثم اعداد العدة لا يكون إلا بعد الحرية و الاستقلال وجود مكان الدين كله فيه لله
- القوة الاقتصادية: استخراج الحديد (كما في ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾) عبر بناء صناعات عسكرية حقيقية (مثل إيران).
- القوة العلمية: تدريس الفيزياء والكيمياء كـ"سنن إلهية"، لا كعلوم غربية.
الخاتمة: لا وطن دون دار، ولا دار دون إيمان
الفرق بين غزة اليوم ويهوذا في السبي البابلي أن **قوة إسرائيل تفوق بابل بآلاف المرات** تكنولوجيًّا وإعلاميًّا. لكن السنن الإلهية واحدة:- القوة بدون إعداد = إبادة (كما حدث في 586 ق.م و2023).
- الإعداد بدون قوة = استعباد (كما في مصر تحت فرعون).
الطريق الوحيد هو العودة إلى الله منهجًا عمليًّا:
- الاعتراف بالواقع: لا وجود لـ"حماس" ككيان مقاوم، بل هي أداة في يد الاحتلال.
- التخلي عن وهم الجبهتين: المذبحة ليست حربًا، بل جريمة ضد الإنسانية.
- البدء ببناء "الدار": عبر التعليم، والاقتصاد، والوحدة، قبل أي حديث عن التحرير.
كما قال الله ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ (آل عمران: 110)، فالأمة لا تُبنى بالصواريخ البارودية، بل بالإيمان الذي يفهم سنن الله في الكون.
الهوامش والمصادر:
- تقرير البنك الدولي: "Gaza Economic Update" (2023).
- وثائق حماس المسربة: "Al-Aqsa Flood" (2023).
- سفر أرميا (الفصول 37–52).
- معهد الحرب الحديثة: "Rocketry in Gaza" (2023).
- القرآن الكريم (النساء: 77، الإسراء: 5، آل عمران: 110).
هذا المقال ليس رأيًا سياسيًّا، بل قراءة واعية لسنن الله التي لا تُخاطب العواطف، بل تبني على الحقائق. فهل نتعلم من التاريخ قبل فوات الأوان؟