مشايخي من اقصى السلفية إلى أقصى الإلحاد .
إن كلمة مشايخي لا تعني حبي لهم وولائي و إن كان لبعض المؤمنين منهم ولياتي تأكيدا و لكن قد تعني احترامي أو استفادتي او حتى تلقيي عنهم و بعضهم حالة كأبي طالب عم النبي رجل أثار عمله على الدعوة طيبة و إن لم يكن من أهلها و بعضهم كالسامري عرفني طرائق علماء السوء و بصرة فتنة الناس عن قرب و بعضهم من علماء وأحبار أهل الكتاب كفضل ورقة بن نوفل في تثبيت أيام الدعوة الأولى و بعضهم مقتصد كان صالح في نفسه ينقل صلاحه لغيره على المستوى الشخصي و الأخلاقي و بعضهم سابق بالخيرات استفدت منه دعويا و منهجيا
لكنها تجربتي معهم و تأثري بهم أحببت أن أكتبها
إن هناك كثير من الأشخاص من أثروا في حقيقة و أضافوا طبقات من الوعي لدي
اولهم
العلامة : محمود محمد شاكر- الأديب و المؤرخ - وهو أخو أحد أكابر التراثيين روايي الاحاديث وهو أحمد محمد شاكر من مؤسسى جماعة أنصار السنة المحمدية وهي من أعرق مؤسسات الفكر التراثي السني الروائي و جمعت بين عراقة مؤسسين من مشايخ الأزهر و الفكر الوهابي القادم من بوادي ارض الحجاز .
ومحمود شاكر رغم سلفيته إلا أنه كان أديبا مفوها و فيلسوفا متأملا و مؤرخا عبقريا و هذا ما أعجبني منه و لقد قرأت له كتابا أثر في نفسي وفكري جدا حتى اليوم وهو كتاب ( الطريق إلى ثقافتنا )
لقد كان محمود شاكر نافذة لي فنحن في المنهج السلفي للأسف يصعب جدا الخروج عن شرنقته لمن هو بالداخل لان من أصول منهج التراثيين هو ذم الكلام و نهي كبرائهم عن النظر مجرد النظر في كتب غير كتبهم بزعم انها كتب أهل الأهواء و البدع و يقومون بحشد كمية مهولة من الآثار و الأقوال التي ترهب و تخوف و ترعب و تشجب و تدين و تشيطن و تهيب و تحذر من وضع النظر و السماع لأي رأي خارج فلكهم و لديهم سيل من التبديع و التفسيق و التكفير لمجرد التفكير في سماع مخالف لهم وهو ما يورث رهبة كبيرة من الاتباع و لقد كنت أبالغ جدا في هذا حتى اني في بداية تديني أذكر أن دمرت كل كتاب لا اراه متوافق مع تلك النزعة اليمينية المتشددة
لكن محمود شاكر وكونه من رواد البيت السلفي كان لي بمثابة نافذ من سجن فولاذي نافذة رقيقة جميلة رأيت منها حدائق غناء من باطن سجن يعج بالأغلال و الأصفاد و النجاسات و غرف مظلمة سوداء غير مملؤة باي نور انما هي اطنان من الكراهية
ان محمود شاكر ما ميزه في هذا الكتاب ثقافته الأممية و نظرته من عل على أديان الأرض و مناهجها إنه خرج من صدفتنا و قمقمتنا الصغيرة التي تتصور فيها كل أمة أنها الأفضل و الأعلى إلى تحليل لماذا نحن ضعفاء متخلفون و ينظر في تاريخ الغرب بدقة
و أحب أن أنبهم على أن اي مفكر في تيار كان يجب أن نحترمه و نشكر له جزئية عقلانيته و انسانيته إن وجدناه لأنه حلقة الوصل بيننا و بين كثير من أسرى التيار لا يجب أن نقع في فخ التراثيين من تعميمات مهلك ..ان كل تيار ايا كان له درجات و مشارب شتى و بداخله بشر و البشر ليسوا أوعية متماثلة بل هم كائنات متحركة و قد يكون من صفوفنا اليوم ونظنه أقرب قريب وهو أشر الخلق و أشر المنافقين دخل إلينا لمصادفة او لمصلحة عاجلة سينقلب فيها علينا بعد ذلك ..
ربما كان من أعدائنا من هو في علم الله مؤمن و بين جنباته بذرة الإيمان ونحن كم رأينا في التاريخ من حارب الحق و كان أعدى أعدائه كسحرة فرعون صار من جند الله و عبيده ..ومن كان في الظاهر من أصحاب موسى و علماء الكتاب وانقلب إلى أشر المنازل كالسامري ...وهنا روح مهمة في التعامل مع كل الفرق هو حين الوصول إلى الأعيان توقفنا توقفنا كثيرا جدا و تركنا الحكم وجوبا الى الله فالله هو من يحكم بيننا نحن سنوالي قضايا ..إنما هي قضايا ايمانية بحتة و هذا واجبنا أن نوالي الله و نتحرر من كل عبودية لغير الله ونتبرأ و لا نمارس الإكراه على في الإيمان بدين الله كقناعة شخصية و إنما دين الله لا يتشرف بالانتساب له إلا من اتاه طوعية أم الحكم على الأعيان فهو حق خالث لله نتركه تماما و لا ننازع ربنا في حقه جل وعلا نترك الحكم لله في الدنيا و الآخرة
أرجع إلى شيخي الجميل محمود شاكر ..كتابه الطريق الي ثقافتنا تحفة ثقافية حقا إنه يثبر أغوار تاريخنا و يحاول معرفة متى حدث الانقلاب اللحظة اللتي طاش فيها الميزان وانقلب بلا رجعة و هل هناك أمل لرجوع الميزان مرة أخرى بيننا و بين أعدائا و حظوتنا يوم بدولة أيام بين الناس أم أننا انقرضنا بغير رجعة
و و لماذا أمم كثيرة حولنا تنخسف و تجلوا و تقعد و تقوم ...ونحن من أحقاب خامدون تماما كالجثث الهامدة ...
أعجبني استخدامه لفظ ثقافة فهو قال الطريق إلى ثقافتنا ..لم يقل الطريق إلى الخلافة مثلا ولا إلى نتيجة الانتصار الطريق إلى انتصارنا أو نصرتنا ..إنما قال ثقافتنا
وكلمة ثقافة هي غريبة بالكلية على الفكر السلفي ..فالثقافة تعني نهل معارف متنوعة بشكل شمولي و موسوعي و فئة المثقفين قد خالطها محمود شاكر و هي الفئة المتنورة التي بدأت في التكون في البلاد العربية بعد فترة الاحتلال و رأيى في تلك المجموعات طريق للمعرف و العلم الذي قد يعيدنا إلى طريق الأمجاد
و كالعادة فإن نفس المصاب الذي أفسد عل كل مفكر ديني أو تيار توجهه و إن كان شعاره مقبولا إلا أنه يدعوا لفهم الحق من خلال فكرة وجود مصادر تشريع لغير الله مما نسب تراثا للنبي في أحقاب زمنية متأخرة و من طبقات من المورثات التي ألفوا عليها أبائهم من أفهام و أقوال لمن يسمونهم السلف . و بالتالي فالعلاج لم يوجد عند محمود شاكر لأن لن يعطي العلاج إلا من ملكه أولا ..ولكن محمود شاكر لذكاءه و عمق قراءته التاريخية اكتشف كشفا مهما سيعننا في تشخيص الداء و هو ما نشكره عليه
فضلا على شكري الأساسي له بتوسيع دائرة التثقف و العلم بدل من حصرها في أفكار ضيقة
فتعالوا ننظر لاكتشاف محمود شاكر الدقيق
إن غوصه في التاريخ الإسلامي كشف لي عن حقيقة غريبة و مفارقة أظنه لم يتنبه لها هو بهذا الحجم الكارثي و إن كان هو من نبهني لها
إن محمود شاكر في كتابه يؤكد من واقع تاريخ الغرب أن ما وجود ما سميى بتيارات المستشرقين و ظهوور اهتمام الغرب بالعلم التجريبي و نشوء طبقات من القساوسة و الرهبان و المفكرين من عكفوا على العلوم و بدأوا بدراسة علوم الشرق و ترجمة المعارف لتكون أساس معرفي و ثقافي متين بنيت عليه الحضارة الغربية اليوم
يؤكد محمود شاكر أن خروج أوربا من ظلمات العصور الوسطي ليس اعتباطيا و لم ينشا فجأة بين يوم وليلة إنما هو ناتج جهد مضني متدرج و غاية كبرى جمعت اهل أوربا على مدار مئات السنين خرجت لهم بهذا المولود القوي ( الحضارة الغربية )
تخيل ماذا اكتشف ..اكتشف أننا في ذروة قوة أسلافنا الاقتصادية و الحربية كالدولة الأموية و العباسية كانت مبنية على اقتصاد الجهاد ( هو لم يسميه نهبا و اغتصابا لكننا نعرف ذلك ) و من يفهم من ناحية تاريخية محضة يعرف أن توسع تلك الممالك و إن كان مبني على عقائد دينية من فقهاء السلطان إلا أنه كان توسعا إمبراطوريا صرفا يختلف جذريا عن جهاد صر الإسلام الذي كان القتل فيه في أشد درجات الاقتصادر و الاقصار و المحدودية وليس إلا لاكابر امجرمين المحاربين بادئي المؤمنين بالحرب و القتال فاتنين الناس في دينهم ..وهذا موضوع طويل أسهبناه في موقعنا ..لكن حدثة الفتنة و بدأت الامة في اقتتال كبير لان منها من آمن ومن من كفر و حكم بغير ما أنزل سواء حكما ثيوقراطيا وراثيا ادعى الأمامة الجاهلية المبنية على النسب ..حكما برجماتيا ملكيا عضوضيا ..وكلا النظامان استبدلا بنظام ( وأمرهم شورى بينهم ) و تحول القتال حتى لا يكون هناك اكراه في الدين ..لقتال حتى يكون هناك أكراه على دين كل دولة سواء إمامية أو طاغوتية عضوضية و جعلوا الطاعة لهم و قبلو بيعتهم فتنة يقتلون المخالف عليها و في الحقيقة كل الأحكام التي حدثت مما يسمى قتل المرتد إنما كان زخرفة و سفسطة للتغطية على حقيقة أن جند كل طاغوت احتاجوا لعقيدة قتالية فلجاوا لفئة علماء السوء لبناء تلك الطبقة من الأحكام ..فلما كان إمام العباسيين معتزليا قرب أهل الاعتزال و حاكم غيرهم بنصوص قتل المرتد و لما كان إمام العباسيين مشبها حنبليا اضطهد من خالفه بالسيف ..فهي أطماع و أهواء منبعها تنازعات دنياوية وضع لها ديكور عقائدي المهم كلها مجمعة على وجوب البيعة بالسيف و اقامة محاكم تفتيش على الولاء لعلماء سوء الطاغوت فهي أديان بنيت على الجبت و الطاغوت ..والجبت من الجبايات ..وهي تعني ترسيخ بعد العقائد التي تسوغ للطغاة و ضع الجبايات على الناس لأغراضهم التوسيعة و لمشاريعهم الفنتازية و لقصورهم و كنوزهم .لذلك قدم الله ذم الإيمان بالجبت عن الطاغوت ...لأان الطواغيت لا يتم صناعتها إلا أن ينفص علماء السوء قواعد الجبت و يسوغوا للطواغيت وضع الجبايات و أخذها بالسيف ووجوب طاعة الناس حتى لو ضرب ظهرك و أخذ مالك ..فيحرم عليك معارضة هذا الباغي و يجعلون من الاستسلام له حق واجب تتقرب به الى الله ...فلولا تأصيل الجبت لم تحول أهل البغي لطواغيت لأنهم سيتغذون على الجبت حتى يصيرا غيلات و طواغيت و الطواغيت هم أكابر الطاغة وهي صيغة مبالغة من الطغيان بل صفة متأصلة في نفوس تلك الفئات التي صار الطغيان صفة متأصلة فيهم ..وعلماء السوء ستجدهم دائما يؤمنون بهذا الأصلان الجبت و الطاغوت و لذلك تجد علماء السلطان في كل زمان لديهم أموال فائضة من الذهب والفضة و أطنان منها وتتعجب من أين لهم كل تلك الاموال وهم ليسوا باهل تجارة ولا صناعة و حرفة ...وهم أهل دين و دين الله في دعوة الانبياء لا يسألون الناس عليه أجرا
ستعرف أن علماء السوء أهل تجارة فعلا لكنها أبخس تجارة يشرون الحياة الدنيا بالآخرة و يبيعون دينهم لأجل جعالات من جبت الطاغوت الذي شرعوه ..فتل الدرهيمات لن تنفعهم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم ة ظهورهم(إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﲭ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ ﲮ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَفِي شِقَاقِۭ بَعِيدٖ ﲯ)
(يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ﰟ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ﰠ ۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٖ ﰡ يَوۡمَ يُحۡمَىٰ عَلَيۡهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكۡوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمۡ وَجُنُوبُهُمۡ وَظُهُورُهُمۡۖ هَٰذَا مَا كَنَزۡتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَكۡنِزُونَ ﰢ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ وَقَٰتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ ﰣ)
لذلك من أكبر انواع جرائم هي تحريف الدين لتسويغ أموال الجبايات لأهل البغي لانها ما تحولهم لأنظمة طاغوتية تفسد الفساد الكبير
و لقد سادت في فترة العصور الوسطى أمبراطوريات عربية شريرة جدا قتلت من أهل القبل أضعاف ما قتلت من غيرهم و تحرشت بالأمم بغير هدى و لا كتاب مبين وسوغ علماء السلطان بوائق من تشريع ما يسمى باغتصاب السبي و جعلوه دينا و انزلوا نصوصا تكره الناس على الدين( امرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله الله فإن قالوها عصموا مني دمائهم ) وهو كلام مناقض مع طريقة النبي و الصحابة في نشر الدين و العدل في الأرض
المهم أن ما حدث أبان الدولة الاموية و العباسية ثم الايويبية و المملوكية و العثمانية ..إلخ
كان ظلم و اجرام و عيث في الأرض فسادا في الأمم و كان لأأغراض امبراطورية توسعية ألبست قصرا بالدين فلقد ارتكبت في أوربا مذابح مروعة و حين حصل الغزو الأول للأندلس ذاق الأوربيون شر مستطيرا من أعمال قتل و سبي من فرسان عرب أشكلهم غريبة و ثقافتهم لا يفهمومها ...
و المواطن الأوربي كغيره من أي قومية يجعل أرضه و أرض أجداده مكانا مقدسا و يقاتل باستماته على ما استخلفه الله واجداده و يجعل أخراجه من أرضه و قتل الأمانين غير المحاربين و اغتصاب نسائهم و تيتم أطفالهم ..مصيبة مهولة زلزلت أوربا كلها
قال محمود شاكر أن ناقوس غزو الاندلس كان بمثابة صدمة الكهرباء الاولى في جثة الأمة الأوربية يسميها محمود شاكر ..وتلك الصدمة جعلتهم يلملموا صفوفوهم في هجمة مرتدة استردوا بها بعد قتالات مريرة على مد قرون طويلة أرضهم
و الصدمة الثانية هي فتح قسطانطينة ..إنها كانت الصفعة الثانية التي جعلت الأمة الأوربية تشعر أنها أمام معركة وجودية
تخيلوا أن أكبر عاصمتان لأوربا كانت ( القسطانطينة – و روما ) و لقد سقطت القسطانطينية في عهد العثماني محمد الفاتح و العثمانيون هي دولة إمبراطورية شرسة و كغيرها ارتكبت مذابح مهولة يشيب لها رؤوس الولدان و كلها دول إمبراطروية لها غطاء ديني ولا أعرف ما معنى كلمة الخلافة الأموية و الخلافة العباسية و الخلافة العثمانية ..إلخ ...ما هذا التلبيس ممالك يتفقافز فيها الطواغيت على بعضهم يقطعون أعناق بعض و ينهشون أجساد بعض كالأفاعي المسعورة ..يبحرون فوق أنهار من دم و ظلم و خرافات و ضلالات ..أين الخلافة بالله عليكم أنا يقشعر بدني من سماع أخبار تلك الأمبراطوريات الشريرة أن الأخ يقتل أخيه و ابن عمه لأجل الكرسي بل ولعياذ بالله سمعت عن أكبرهم كأكبر خلفاءهم المزعومين في الدولة العثمانية و هي ذروة أوج سليمان القانوني الذي هو أكثر خلفائهم ملكا وقوة حسب رقعة مملكته فقد غلب معاوية و يزيد الاموي و المعتصم في العباسي ...القانوني هذا قتل ابنه الأمير مصطفى و قتل زوج أخته كل هذا خوفا على عرشه ذاك
المهم أن أوربا زلزلت من الداخل و شعرت أنها بين أذرع كماشة أحدها شرقا من ناحية العثمانيين و الثانية غربا من ناحية الأندلس و هذه الغيلان البشرية التي لا قلب و لا عقل لها و تقتل أقوامها قبل أن تقتل غيرهم صارات على أعتاب أخر حصن لأمتهم في روما
تخيلوا أن محمد الفاتح كان قد فتح القسطنطينة غربا و لازالاد دولة غرناطة قوية في الشرق تحكم الاندلس ...ان الأمة الأوربية على شفا الهلاك الكامل إن سقطت روما .
هنا أصاب الأوربيون الهلع
- التتار (المغول) والصليبيون: الأسباب والهجمات المرتدة
• من بدأ بالتحرش أولاً؟
o الصليبيون: المبادرة بالهجوم الواسع والمنظم كانت من الجانب الأوروبي. السبب المباشر كان استنجاد الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول بالبابا أوربان الثاني لمساعدته ضد السلاجقة. لكن البابا حولها إلى حملة دينية واسعة النطاق (الحملة الصليبية الأولى) بهدف السيطرة على القدس، مستغلاً ضعف وانقسام العالم الإسلامي بين الفاطميين في مصر والسلاجقة المتناحرين في الشام والأناضول. إذن، الصليبيون لم ليسوا من بدأوا الهجوم الشامل.
o التتار (المغول): السبب المباشر للغزو المغولي للعالم الإسلامي كان حادثة "أوترار". أرسل جنكيز خان قافلة تجارية (وربما جواسيس) إلى مدينة أوترار التابعة للدولة الخوارزمية. قام حاكم المدينة، بإيعاز من الشاه علاء الدين محمد الخوارزمي، بقتل أفراد القافلة والاستيلاء على بضائعهم. اعتبر جنكيز خان هذا إعلان حرب وإهانة لا تغتفر، فأطلق غزوه المدمر للعالم الإسلامي. إذن، التحرك العسكري الشامل كان من المغول، كان سببه تصرفاً عدائياً من الدولة الخوارزمية تحت غطاء مسوغات الجهاد.
• أسباب نجاح هجماتهم واستمرارها:
o التفكك السياسي للمسلمين: كان هذا هو العامل الأول. في زمن الصليبيين، كان الصراع السني-الشيعي (العباسيون/السلاجقة ضد الفاطميين) والانقسامات داخل البيت السلجوقي نفسه قد أضعف الجبهة الإسلامية. وفي زمن المغول، كانت الخلافة العباسية ضعيفة ومنعزلة، والدولة الخوارزمية قوية لكنها معزولة ومكروهة من جيرانها.
o التفوق العسكري والتكتيكي:
المغول: تميزوا بالانضباط الشديد، والقدرة على التحرك السريع لمسافات هائلة، واستخدام تكتيكات الحصار القاسية، والحرب النفسية (بث الرعب والمجازر). كانوا قوة عسكرية لا تقهر في عصرهم.
الصليبيون: امتلكوا سلاح الفرسان الثقيل المدرع الذي كان فعالاً في الهجمات الصادمة، بالإضافة إلى الحماسة الدينية التي دفعتهم في البداية.
• أهم معارك التتار وقادتها ونتائجها:
o اجتياح الدولة الخوارزمية (1219-1221م): القائد: جنكيز خان. النتيجة: تدمير كامل لمدن كبرى مثل سمرقند وبخارى ومقتل الملايين، ونهاية الدولة الخوارزمية.
o سقوط بغداد (1258م): القائد: هولاكو خان (حفيد جنكيز). النتيجة: تدمير بغداد، قتل الخليفة العباسي المستعصم بالله، حرق مكتبة بيت الحكمة، ونهاية الخلافة العباسية التي استمرت 500 عام. كانت صدمة حضارية هائلة.
o معركة عين جالوت (1260م): القادة: المسلمون (المماليك): سيف الدين قطز والظاهر بيبرس. المغول: كتبغا (نائب هولاكو). النتيجة: انتصار حاسم للمماليك. كانت هذه أول هزيمة كبرى يتعرض لها المغول في معركة ميدانية، وأوقفت زحفهم نحو مصر وشمال أفريقيا، وأنقذت ما تبقى من الحضارة الإسلامية.
المهم أن محمود شاكر أكد على أن الحراك الثقافي المهول نحو حملات الاستشراق كان سببه ووقوده أحساسهم بخطر وجودي يكاد يزيلهم من الوجود
إن أول خطوات أوربا لبدأ عصر النهضة هو محاولة التعرف على لغة عدوهم من قرب للاطلاع على أسباب قوته و معرفة نقاط ضعهف من الداخل وهي اول الخطوات الذكية فالمسألة لا تقتصر على مجابهة عسكرية بل إن قوة العلم و المخابرات و التأسيس المفاهيمية و العلمي أهم مرحلة لأي أمة
فاندفع كثير من الرهبان لتعلم اللغة العربية و السفر لبلاد المسلمين طالبين للعلم و علموا على ترجمة كل ما يقع تحت أيدهم من مخطوات حصلوا عليها سواء بالغزو المباشر أبان الحملات الصليبية أو في معارك استرداد الاندلس
او التي حصلوا عليها في صورة تجار و طالبي علم
ان أي أمة لكي تبدأ حضارتها عليها أن تثري نشاط الترجمة لان ترجمة العلوم مفتاح لتكوين وعي أممي خاص بناء على مفرادتها اللغوية بل سيخلق فضاء لغويا جديدا إن الوعي أسير التصور و التصور حبيس اللغة و عدم محاولة توسيع حدود اللغة في الاستعياب ستسجن الوعي
و إن توفير العلم بلغة أمة معينة ليس نافلة من القول لأن مهما كان العلم متوافر بلغات أجنبية فان ليس كل أفراد الأمة و من لهم نباهة في ومواهب ربما هندسية أو فزيائية ليسوا بالضرورة يجيدون كل اللغات الأجنبية و سيقتصر الاطلاع على تلك المراجع على فئة قليلة لكن لأي نهضة يجب أن يتاح العلم بنفس ثقافة و لغة الأمة وهو جهد مهيب في ترجمة تلك العلوم بل وفهمها من أصلها و في بلادها ثم محاولة بلعها و هضمها فهي مرحلة متسلسلة من تعلم لغة ثم السفر و طلب العلم لرؤيته على حقيقته مقام ثم العودة بأصوله المعرفية و محاولة ترجمتها بكل دقة وابتداع مصطلحات جديدة من جذور اللغة المحلية الغنية و توين وعيا محليا لغويا بالعلوم الجديدة ثم نشرها ثم بدأ تأليف مؤلفات جديدة بنفس اللغة ثم بناي تطبيقات ذاتية عليها و بدأ مرحلة انتاج العلم نفسه
هذا ما فعلته أوربا و كان كل دافعه هو اعتداء الأمبراطوريات المحسوبة على الاسلام
تخيلوا لقد خلصنا إن لتلك الممالك الحمقاء الفضل في ايقاظ المارد الأوربي الحديث من حيث لا يشعرون ...هذا ما خلص له محمود شاكر كنتيجة
و هذا ما نفهمه نحن بعمق و نعرف سببه بشكل أعمق من اسباب طغيان قد يظن أنها فتحا في الظاهر من ظلم لأهل ارض ما و لكن الله يقتص من الظالم ولو بعد حين ولو ادعى انه من أولياء الله واتباع الانبياء ادعاء فقانون الله لا يحابي أحد ولا ينفعه كذب أو ادعاء و ان في تاريخ الله وسننه أيات فلم ينجوا ظالم بفعلته لا في الدنيا و لا في الاخرة ان شاء الله تعالى