عودة المسلمين لميقات رب العالمين

فوضى القوانين الوضعية: حين تضيع الحقوق كلها

إن هذه المفاهيم القرآنية النيرة قد طُمست حتى في المجتمعات التي تدّعي الإسلام.
وبدلًا منها، نرى فوضى القوانين الوضعية مبنية على أراء فقهية لم تستنير بالقرآن التي حوّلت العلاقة الأسمى إلى ساحة صراع، فظُلم الجميع:
• تُظلم المرأة المتزوجة، فتتشحّت ما يسد رمقها، ويُمسكها زوجها ضرارًا، ويستمتع بإفقارها، فلا تجد مخرجًا إن أرادت أن تفتدي نفسها.
• يُظلم الرجل، فيرى الزواج قفصًا من الالتزامات الخيالية حال الطلاق التي تفرضها المحاكم وشطارة المحامين، حتى إنه قد يُحرَم من رؤية أولاده، بل وقد تُقيم طليقته علاقة جنسية عرفية في بيته، وعلى فراشه، وبماله!
• ويُظلم الأطفال، فيضيعون بين أبوين متحاربين، في مجتمع لم يوفر لهم أمانًا ولا رعاية.
فلا عجب أن ينفر الذكور من الزواج، لأنه أصبح فخًا، وتخافه الإناث لأنه صار سجنًا.
والنتيجة هي: انهيار الأسرة، وضياع الأجيال.
فالنساء والرجال في الشرق يعيشون في إظلام بسبب قوانين فقهية حرمت من نور القرآن
و النساء في الغرب، رغم ادّعاء الحرية، يعشن في جحيم.. آباء بيولوجيون يرمون نطفهم سفاحًا ثم يفرون من المسؤولية، واللهِ ما بلغوا في الوفاء ما بلغته الكلاب! فالذئاب والكلاب، بعظيم فطرتها، يرعى الأب فيها أبناءه ويجد التزامًا فطريًا بكفالتهم ومساعدة أمهم.

أليست هذه دساتير ليس فيها مسحة من إنسانية، وقد جعلت البشر وقودًا لآلات صماء؟ فتُضطر المرأة أن تنزل للعمل وهي في أشد درجات ضعفها بعد الولادة، ورضيعها يُلقى في الحضانات ليلاقي جفافًا في كل شيء: جفافًا في الحنان، وجفافًا في المناعة، وجفافًا في الروح.
إنها حضارة تحرق الإنسان لتُعلي المباني الإسمنتية الصامتة، فتناطح السحاب، بينما يُسجن الإنسان بداخلها، ويغوص في غياهب الاكتئاب والظلام، وحيدًا في كبره وصغره.

سجل المراجعات