عودة المسلمين لميقات رب العالمين

لماذا لم ينصر الله المؤمنين في كربلاء و الحرة و البيت الحرام

يتسأل البعض كيف ما حدث من قتل بشع لمن بقي من الرعيل الأول في أوخر صدر الإسلام و الله جل وعلا قال ولن يجعل الله للكفرين سبيلا
وكيف لم ينصرهم والله ينصر المؤمنين وقال وكان حقا علينا نصر المؤمنين
الحقيقة أن المتأمل سيجد أن هذه الثلة السابقة من المهاجرين و الأنصار ينطبق فيهم وصف الله تعالى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا - سورة الأحزاب (23)
فقد اجتازوا فتنة السراء و الضراء و فتنة الصبر و فتنة القتال
ولنسأل سؤالا جوهريا هل سحرة فرعون نصرهم الله أم نصر فرعون
بالتأكيد ولا شك أن السحرة انتصروا فاتخاذ الله الشهداء في مسيرة الإيمان أمر اعتيادي و هو نصر حقيقي في الدنيا فدين السحرة الاسلام هو من بقي و دين فرعون الجحودي هو من انقرض و دمره الله
ثم انظروا لحكمة السحرة حين هددهم فرعون بالتصليب ماذا قالوا ؟
قالوا درس لن يتناسه التاريخ
اقض ما انت قاض إنما تقض هذه الحياة الدنيا
قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخۡلِ وَلَتَعۡلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَابٗا وَأَبۡقَىٰ ()قَالُواْ لَن نُّؤۡثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَاۖ فَٱقۡضِ مَآ أَنتَ قَاضٍۖ إِنَّمَا تَقۡضِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَآ ()إِنَّآ ءَامَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغۡفِرَ لَنَا خَطَٰيَٰنَا وَمَآ أَكۡرَهۡتَنَا عَلَيۡهِ مِنَ ٱلسِّحۡرِۗ وَٱللَّهُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ()إِنَّهُۥ مَن يَأۡتِ رَبَّهُۥ مُجۡرِمٗا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ ()وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ ()جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ سورة الشعراء الآيات من 49
وقال تعالى في موضع آخر عنهم
وَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ(
) قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ () رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ﱹ قَالَ فِرۡعَوۡنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكۡرٞ مَّكَرۡتُمُوهُ فِي ٱلۡمَدِينَةِ لِتُخۡرِجُواْ مِنۡهَآ أَهۡلَهَاۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ﱺ لَأُقَطِّعَنَّ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَٰفٖ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِينَ ()قَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (*)وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِـَٔايَٰتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتۡنَاۚ رَبَّنَآ أَفۡرِغۡ عَلَيۡنَا صَبۡرٗا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِينَ سورة الأعراف الآيات من 119
ان اتخاذ الله الشهداء أمر تشريفي و انها قضية إيمانية أن نعلم أن هؤلاء الشهداء ماماتوا حقيقة بل هم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتهم ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..فهم لم يموتوا حقيقا و يستمر عيش نفوسهم ترزق إلى يوم النفخ فإن كان ظاهر الحياة الدنيا أنهم خمدوا فالحقيقة الإيمانية أن
ذكراهم تخلد تخلد بشكل لا يصدق و ففي دنيانا نستلهم بسيد الشهداء حمزة عم النبي صلى الله عليهم و كل شهداء بدر و معارك الصحابة المحورية لنصرة الدين
نستلهم من استهاد عثمان و الحسين- رضي الله عنه – و الزبير و طلحة و عبدالله بن الزبير الثبات على الحق في أحلك الفتن
وحين أقارن قصة ايمان السحرة بقصة ايمان مؤمن آل فرعون أستلهم
فوائد فكلاهما نصره الله و خلد ذكره فمنهم من اتخذهم شهداء كسحرة آل فرعون و منهم من حفظه الله و نجاه من فرعون كمؤمن آل فرعون الذي وقاه الله سيئات ما مكروا رغم أنه أعلن تأيده الكامل للإيمان و نصر موسى رسول الله نصرا مدويا و أقام الحجة على أهل مصر كاملة في مرافعة إيمانية تكاد تطول كل صورة غافر في أقوى مرافعة إيمانية على الإطلاق ذكرت في القرآن وفي النهاية لم يستطع أن يقتله فرعون ووقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب بينما سحرة فرعون أكرمهم الله بالشهادة الجسدية لتبقى اجسادهم التي اهريق دمها و صلبت في سبيل الله نبراسا للمؤمنين ان الطريق إلى الله مهما بلغ ظاهره من قسوة فخلفه نور ملأ قلوب أكثر الناس التي كانت من المفسدين بنص القرآن فلا أحد بعيد عن ان يهديه الله و لا احد ذنبه أكبر من مغفرة الله إن اراد أن يقبل عليه
ونجد هذه الدماء الطاهرة زكاة وطهارة تهريق في سبيل في أعظم المشاهد في الكون حين يشري الانسان نفسه و ينفقها في سبيل الله فيردها عليه خلودا في الدنيا بحسن الذكر و الذكرى و في البرزخ بالنعيم و الاستبشار والرزق الدائم

ومن اللطائف
أن سحرة فرعون جعلوا هذه الحالة من الصلب والتعذيب إنما هي تكفير للذنوب لقد فهموا الدرس إن الله يريد أن يلقاهم طاهرين تماما
قال الله تعالى عسى ربنا أن يغفر لنا خطاينا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وابقى
وهذه النفوس قد بلغت الحقيقة الكبري وجلعوا دمائهم قربانا لله و وجدوا في الألم ملذة و في التعذيب متعة فالجسد سينتقل من عتبة الألم لنعيم لا ينتهي طاهرا من كل ذنب وكره
وهناك حقيقة قرآنية يجب أن نضعها نصب أعيننا أن ما أصابنا من أي شيء يسوؤنا ما هو إلا من أنفسنا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰغُوتِ فَقَٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰنِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا () أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَخۡشَوۡنَ ٱلنَّاسَ كَخَشۡيَةِ ٱللَّهِ أَوۡ أَشَدَّ خَشۡيَةٗۚ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَيۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖۗ قُلۡ مَتَٰعُ ٱلدُّنۡيَا قَلِيلٞ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِيلًا ()أَيۡنَمَا تَكُونُواْ يُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ وَإِن تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ قُلۡ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ فَمَالِ هَٰٓؤُلَآءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ حَدِيثٗا (*)مَّآ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٖ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولٗاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدٗا
هذه الآيات مدرسة منهجية تحدد متى نقاتل و متى نستسلم للسيوف الأعادي و كيف نصاب و نؤتى
فأنا قلت لماذا الله نجى المسيح من الصلب و لم ينجي السحرة
هناك لطيفة عجيبة المسيح عليه السلام كان نقيا نقيا شاب نشأ في حياة شبه ملائكية لا أقول أن ليس له لمم أو أخطاء أو انه ليس بشري لكنه كان نقيا لدرجة انه لم يقع في أي مخالفة جانحة فولد بنفخة روح الله مباشرة كآدم عليه السلام بلا أب فتركيبته الجينية شبه كاملة ليس فيها طفرة واحدة فنصفها من جسد مريم التي اصطفها الله وطهرها على نساء العالمين و الجزء الجيني الآخر النصف الأخر من الزيجوت كتبه Coder الكوني تلك المخلوق الملائكي المهيب المهول المخلوق الإلهي الأعجب المسمى الروح الذي به تتحول العناصر الأولية الصامتة ( هيدروجين و كربون أوكسوجين و نيتروجين و فسفور ) اقل العناصر في الكون في العدد الذري و احقرها تتحول لقواعد نيتروجينة مكونة كود الحياة DNA الذي تحول حمأ مسنون ماء مخلوط بكربون و قليل من المعادن إلى أجساد حية كما حدث في نفخة أدم ليتحول من طين إلى نفس ناطقة واعية عاقلة
إنها هي الروح التي نفخت في فرج مريم الطاهر لتنتج هذا المخلوق الإلهي العجيب المسيح ممسوح من الخطايا ليس في غلطة ..بشرا سويا إن من عجائبه الكامله وقمة تمام خلقه تكلم في المهد كما يتكلم كهلا
أجرى الله عليه آيات بينات لم تجمع لنبي قبله ولا بعده من احياء الموتى و ابراء الأكمه و الأبرص حتى أنه الوحيد الذي كانت له آية تجسد عملية نفخ الروح الحقيقة لذلك سمي روح الله فهو تمثيل عملي لبني اسرائيل أن عملية تحويل العناصر إلى أجساد حية هي حقيقة
حتى انه كان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله
إن عملية تحويل العناصر الكيميائية العادية لكائنا أحيائية عملية يعجز عنها البشر البتة و كان المسيح حجة لبني اسرائيل ليعلمهم قدرات الله النهائية التي لا نهاية لها
إنها عملية حية أمامهم كيف يمكن أن يجري الله المحالات في عالمنا واننا لم نخلق بالتطور الاعمي و لا بالطبيعة العشوائية
المهم نرجع للباب موضوعنا المسيح هو الكائن الأقرب كمالا من الناحية الجينية ولا أقول من ناحية الدرجات فتلك مسالة أدق
ولذلك فإن المسيح لم يكاد له أخطا تحتاج للتكفير بالصلب كحال سحرة آل فرعون الذين قالوا عسى الله أن يغفر لنا خطاينا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير و أبقى
فالله أعلم بكل انسان ودرجته و خطايا و ما سيعفوا عنه فيها مطلقا بكمال عفوه و ما سيبتليهم عليها بما يكفر ذنوبهم
ومسألة تكفير الذنوب بالابتلاء أمر دارج حتى مع افضل خلق الله كالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه
أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ
الآيات من سورة أل عمران كلها مدرسة كاملة لما نتكلم عليه من الاية 111
في مشهد كامل فتدبروا اقرأوا ورتلوا و تبدروا
وَمَآ أَصَٰبَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ فَبِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَلِيَعۡلَمَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﲥ وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْۚ وَقِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ قَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدۡفَعُواْۖ قَالُواْ لَوۡ نَعۡلَمُ قِتَالٗا لَّٱتَّبَعۡنَٰكُمۡۗ هُمۡ لِلۡكُفۡرِ يَوۡمَئِذٍ أَقۡرَبُ مِنۡهُمۡ لِلۡإِيمَٰنِۚ يَقُولُونَ بِأَفۡوَٰهِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يَكۡتُمُونَ ﲦ ٱلَّذِينَ قَالُواْ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ وَقَعَدُواْ لَوۡ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُواْۗ قُلۡ فَٱدۡرَءُواْ عَنۡ أَنفُسِكُمُ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ ﲧ وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ﲨ فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﲩ ۞ يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﲪ ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ ﲫ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ
فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ ﲭ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﲮ وَلَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِۚ إِنَّهُمۡ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۚ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَلَّا يَجۡعَلَ لَهُمۡ حَظّٗا فِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﲯ إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلۡكُفۡرَ بِٱلۡإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﲰ وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﲱ مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَجۡتَبِي مِن رُّسُلِهِۦ مَن يَشَآءُۖ فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ وَإِن تُؤۡمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمۡ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ﲲ وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبۡخَلُونَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ هُوَ خَيۡرٗا لَّهُمۖ بَلۡ هُوَ شَرّٞ لَّهُمۡۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِۦ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﲳ
إن ما أصاب السحرة من صلب من عند أنفسهم لقد علموا ذلك ورضوا ولذلك رجوا أن يكون لهم تكفيرا للذنوب ولذلك سألوا الله التثبيت ربنا افرغ علينا صبرا و توفنا مسلمين
أما المسيح فلم تكد تكون له شيء خاطيء من نفسه فهو البشر الأقرب للكمال مشى على الارض فلذلك لم يصلب أصلا ولو صلب في سبيل الله لوجد أن جسده و دمه قليل أمام الثبات على حقيقة ألوهية الله
لكن الحقيقة أن الله يمضى نظامه بنسق عميق من الحكمة فمؤمن آل فرعون لأنه ليس كالسحرة ماضيه كله كان إيمان و ان يكتم إيمانه وأظنه هو الرجل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى لأجل تحذير موسى فهو كان محب له منذ أيامه الأولى وهو مؤمن دارس للتاريخ الإيمان فقد حاجج قومه بقوله ولقد جائكم يوسف من قبل فمازلت في شك فهو على الملة الحنيفية التي نقلت من ابراهيم لاسحاق ليعقوب ليوسف ..
وقد كان من عالية القوم و ذو شأن رفيع في التدبير واواحد من الصفوة و الملأ أو قريب منهم وإلا فكيف عرف ان الملأ يأتمرون به ليقتلوه فهم مطلع على شؤونهم
المهم أن مؤمن آل فرعون تاريخيه الإيماني و نقاء ماضيه جعل توليفة ابتلاءه تختلف ولا أقول أن السحرة أفضل منه ولا هو افضل منهم فكلاهما ابتلي و صبر و اختار الله يقينا ما هو خير الله و كلاهما مستلمين لله لو بدلت أدوار كل منهم لما اعترضوا و لكنهم يعلمون ان الله اختار لهم ما هو مناسب لنفوسهم
فأولا لنعلم أن الصحابة رضي الله عنهم
كانوا موقفهم من أنبل و أعظم ما يكون من أول وقوع فتنة عثمان
فكلهم لمن يستقرأ الأحداث فضلوا الموت والقتل على قتال الفتنة و الاقتتال على الدنيا
وهو أعظم منهم ممكن
۞ وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ ۞ لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ۞ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ ﰜ فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ۞ فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابٗا يَبۡحَثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُرِيَهُۥ كَيۡفَ يُوَٰرِي سَوۡءَةَ أَخِيهِۚ قَالَ يَٰوَيۡلَتَىٰٓ أَعَجَزۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِثۡلَ هَٰذَا ٱلۡغُرَابِ فَأُوَٰرِيَ سَوۡءَةَ أَخِيۖ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلنَّٰدِمِينَ

إنه موقف مطابق هنا الصحابة الذين كانوا أسودا على الكفار أشداء رحماء بينهم الذين فتحوا فارس و طردوا الروم وجابوا الارض مشارقها و مغاربة داعين لله مقاتلين لأعداء الله رافعين راية القسط و العدل
ما كان سيعجزهم أن يقتلوا ثلة مارقة مهتزة كالثوار على الخليفة عثمان
لكن الإمام عثمان رضي الله عنه أراد ألا يهراق دم امرء مسلم بسببه و لما وجدهم أهل دنيا يتصيدون له الأخطاء فضل على أن يكون كخيري بن أدم على أن يكون هو المقدم على دماء من قالوا لا إله إلا الله ظاهرا و أفئدتهم خالية
فأهريقت دماؤه في يوم حرام في شهر حرام في أعظم أيام العام حرمة وقت الحج الأكبر ظمأن جوعان تروى دمؤه مصحفه الذي نعيش على خير جمعه لليوم المصحف العثماني المشرف
إن دماء عثمان رضي الله عنه
ثم دماء طلحة و الزبير التي بزلت للقصاص له
ثم دماء عبدالله بن الزبير في الحرم الآمن
كلها لم تضيع هباءا
يتسائل المؤرخون إن عبد الله بن الزبير كانت له تديرن العراق و فارس و الحجاز و مصر و كان استراتيجيا قد يكون أقوى بكثير من الأمويون المحصورون في الشام لما لم يخرج من الحرم الأمن و يحشد الحشود من أول العراق لمصر في حملة كاملة ويقضي على فلول الأمويون الجائرة قبل ان تستفحل نبتتهم المجتثة
إنه أراد باختصار أن يكون حجة عليهم لقد اعتصم بالحرم الآمن فقاتلوه فيه وحصروه فيه وحرقوا البيت عليه و هدموه و قاتلوا أهل الحرم الآمن و صلبوه وسلخوه في أشد المشاهد وحشية في العصور الوسطى كلها فقد كان هؤلاء لجاوزوا كل مراحل الإجرامية ليتحولوا إلي شياطين تمشى على الأرض
لتعلم الأمة من بعده ان تلك الفئة المتحزلقة المجرمة انها على باطل وانه هو على الحق
إن عبد الله بن الزبير بحق هو مسيح هذه الامة و صليبها الذي لم يقتص له من اعدائه
ان الناظر في كل معارك الصحابة سيجدها مع الأمويين دفاعية بحتة
فأهل المدينة قتلوا على ارضهم بين نخيلهم وابارهم و يبسيوفهم التي نصروا بها محمد لقد ابتلوا ابتلاء والله أكبر من ابتلاء بنوا اسرائيل حين قتل آل فرعون أبناءهم و استحيوا نسائهم فعلى الأقل جند فرعون لم يقال انهم اغتصبوا نسائهم

ولكن جيش الأمويون قتل المهاجرين و الانصار و أباد أولادهم و استباح بيضتهم و اغتصب نساؤهم حتى روى رواة السيرة من رواتهم هم انفسهم كالطبري و ابن كثير وغيره انه اغتصبت أكثر من ألف بكر و على قدر الابتلاء تعلوا الدرجات
فقد ابتلي المؤمنين في نهاية حياتهم بما لم يبتلى به بنوا اسرائيل
وقد قال الله عن بني اسرائيل و لقد اخترناهم على علم على العالمين اختراهم للبلاء لا لانه يبغضهم و يحب فرعون وآله بل لانهم أحب إليه من فرعون و اله
فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةٞ مِّن قَوۡمِهِۦ عَلَىٰ خَوۡفٖ مِّن فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِمۡ أَن يَفۡتِنَهُمۡۚ وَإِنَّ فِرۡعَوۡنَ لَعَالٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ ()وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ ()فَقَالُواْ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﱔ وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﱕ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (*)وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةٗ وَأَمۡوَٰلٗا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ

وقيل من بعض المتدبرين إن أكثر قصة ذكرت في القرآن و كررت و قصة فرعون وموسى وهذا لان هذه الأمة أكبر بلاء ستبتلى به الطواغيت والفراعين
فالصحابة كانوا قادرين على الذهاب للأمويون بعد أن أفسدوا الامر وبدلوا دين الله وحولوه من شورى إلى ملك عضوض لكنهم لم يقدموا حتى لا يكون الأمر صراع على الدنيا و من بادرهم بالقتل الأمويون
و الدليل أن كل المعارك الرئيسية التي أبيد فيها الرعيل الأول حدثت لمن اعتدي عليهم في بلادهم فأهل مكة قتلوا وصلبوا في مكة و أهل الحرة من الممهاجرين و الأنصار قتلوا و استبيحوا في المدينة و آل البيت قتلوا واستبيحوا في كربلاء وهم يفرون بدينهم إلى العراق قتلوهم من أول الحسين ولم يرحموا حتى الرضيع وساقو ا بنات رسول الله صلى الله عليه سبيا إلى الشام

وأنا أتعجب غاية العجب كيف لهؤلاء الناس أن يكونوا بهذا القدر من الفضل و الثبات
فحين قيل لهم كفوا أيديكم واصبروا في مكة صبروا و حين أذن لهم في القتال قاتلوا في أشد الايام حرا و رهقا في تبوك و بدر و الجسر و الجندب و فتح تستر و لم يقاتلوا الناس في شهر حصاد و لا وفرة مال تحملوا رهق الحر حتى لا يقاتلون الناس وقت رخائهم و حصادهم حتى لا يكون قتالهم لاجل دنيا و أجاروا أعدائهم وأخوهم في الدين لما تابوا
قاتلوا فقط لأجل انقاذ المستضعفين وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا
رفعوا السيوف عندما أمرهم الله برفعها و إغمدوها حين أمرهم الله بغمدها
و حين بسط إليهم أحد أهل القبلة الذين يظهرون الإيمان و يبطنون الكفر خافوا خافوا أن يقدموا على قتل مؤمن ولو بنسبة مليون في المئة
وقالوا كما قال خير ابن ادم ...لإن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أن ابباسط يدي إليك لأقتلك
و قد قال بعض المتدبرين في التاريخ
ولو كان اصبهم بعض السوء فعيى أن يكون تكفيرا لما كان في أخر الرعيل الأول من فتح للدنيا و قد يكون وقع بعض الظلم في المغازي فأصابوا أخطاء كفرها الله بهذه النهاية حتى يلقوه وليس عليهم ذنب
إننا من لا نستحق أن يحكمنا أمثال محمد صلى الله عليه سلم و أبا بكر و عمر و عثمان
فالناس قد فتنتهم الدنيا و عبدوا العجل و دراهم و دنانير الدولة الأموية و تنطعوا في القشور و غرقوا في الغلو كما فعل أصحاب موسى مع البقرة فتبدل دينهم
ولأن الزمان صار أسودا مظلما و جرت سنة الله أن يعود الظلام بعد سعفة النور فأراد أن يرفع إليه أحبائه و يتخذهم شهداء و يحرم الناس من نور بينهم
ماذا فعلت الأمة بعد عثمان و بن الزبير و المهاجرين و الأنصار و الحسين ..ماذا فعلت فتحت عليها الدنيا وظلموا الناس و سبوهم و استعبدوهم و اغتصبوا النساء و اهلكوا الحرث و النسل وتفرقوا شيعا و قتل بعدهم بعضا وتحولت الإسلام من منارة عدل إلا امبراطورية ظلام كفارس و الروم و وغيرها ممن مالكم وما تمتعوا إلا قليلا فأباد الأمويون العباسيون و اباد العباسيون الفاطموين و اباد الجميع التتار و دخلت الأمة في ظلام مبين حتى عبدوا القبور و الأوثان و غيروا الدين و أهلكهم التمذهب

و الحقيقة أن قول الله تعالى باقي ليوم القيامة
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

فدورة النصر للمؤمنين ثم خلف من بعدهم خلف يضيعوا الصلاة و يتبعوا الشهوات فسيوف يلقون غيا أمر حتمي
ولا يظن ظان أن دولة الحق تمكث ألف ساعة بل الدورة الزمنية تمضي متقاربة جدا
وهي عملية أبدية
فلولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع و صلاوة ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا
فلا يظن أحد أن هناك مدينة فاضلة يوتيوبيا سنعيش فيها على الأرض افتراضيا بلا انتكاس ولا ألم و لا ظلم و لا جهل و لا كفر
يكفي ان نرى ذلك عيانا في كل الأحاول فبعد أن نزل آدم سرعان ما حدث تبديل و قتل قابيل هابيل ..
و بالمناسبة من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا إن من قتل عبد الله بن الزبير فعلا قتل الأمة كلها بعدها في عقلها وإيمانها على حد السواء فنحن جثث هامدة يتخطفنا الناس من وقتها و تستعلي علينا الأمم
و لاننجوا بين الحين و الحين إلا باستفقات جزئية هنا و هناك تتبعها دورات ظلام دامس
ولن نرجع عصر صدر الإسلام الأول إلا نفكك الفتنة و نكفر بالعجل الذي عبده أوئل المفتنون من أمتنا و نترك الغلو الذي أورثه من أشربوا العجل بكفرهم فنطعوا كما تنطعوا مع البقرة
حين نثأر لعثمان من ثواره و نثأر للمعهاجرين و الأنصار من مستبيحهم و
قبل كل هذا نثأر لدين الله الذي كذب عليه ونبرا من الشرك لننجوا نحن فرادى قبل كل شيء
شرك التشريع الذي هو حق واحد لله وشرك الحاكمية التي يحكم فيها بغير ما أنزل الله
فنعيد الأمر على أوله شورى بين المؤمنين لا ملك عضوضا يستعبد الناس و قد خلقهم الله أحرارا لا يدينون بالعبودية إلا له وحده لا شريك

سجل المراجعات