الحياة الجنسية والزوجية للمؤمنين
الحياة الجنسية والزوجية للمؤمنين
دروس من سورة الأحزاب في بناء المجتمع المسلم
بعد انتصار المؤمنين على الأحزاب واستقرار الجماعة المسلمة، جاءت أول الشرائع التي أنزلها الله لتنظيم حياة هذا المجتمع الوليد. ولم يكن أول ما نُظّم هو الحروب أو السياسة، بل كانت الحياة الجنسية للجماعة المؤمنة إن أول أية في سورة الأحزاب لم تتكلم عن أي من الإعدادات التكتيكية أو المادية على رغم أهميتها كما في سورة الحديد لكن أول مسألة هي حاسمة في فهم فلسفة النصر هي قول الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا (*) وَٱتَّبِعۡ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا (*) وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا (*) نعم إن تقوى الله تقوى غضبه تقوى عذابه تقوى ظلام البعد عنه إنما هي في ترك طاعة الكفار و المنافقين لأنهم ليس من حقهم أن يطاعوا فهم أهل عماية ما أشهدهم الله خلق السموات و الأرض و لا خلق أنفسهم و مكان الله متخذ المضلين عضد و ثانيا لأن النجاة إنما هي فقط في إخلاص الطاعة له و الاتباع فقط لما يوحي به أولا ثانيا لأن الله هو من خلقنا و بنا أعلم و يجب أن نثق في تشريعه يجب ان نتصالح مع طبيعتنا التي خلقها الله فينا و هداه الذي ارسله لنا و نتوكل عليه جل وعلا وحده وكفى به وكيلا لقد تكرر الأمر بترك طاعة الكافرين في موضوعين في أول سورة الاحزاب ثم في الآية 48 و هي التي تسبق مباشرة أحكام الحياة الجنسية للمؤمنين و النبي قال الله تعالى ( وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَدَعۡ أَذَىٰهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا ) ان الله يعلم أن المنافقين و الكفار سيطعنون و يؤذون المؤمنين إن عرفوا حقيقة هذه الأحكام فلا يضيرنا هذا الإيذاء و كفي بالله وكيلا إن توكلنا عليه إذا سبب النصر على الأحزاب هو ثباتنا الميثاقي مع الله بإخلاص الدين له إنه أهم عامل للنصر و يأتي كل إعداد معنوي و مادي بعده مجرد تابع لهذا الأصل الذي ان خسرناه خسرنا كل شيء و إن كسبناه كسبنا كل شيء و هي مسألة تضاد محض و إيمان بحت ..إما نكون مطيعين لله أو مطيعين للكفار لا يمكن أن يتجانس المرادان ..قل يا أيها الكافرون لا عبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عبد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين
ثم في مطلع سورة الأحزاب الله يقرر بضع اصول يجب أن ننطلق منها في كل تصور بعد داخل السورة
أول تلك التصورات
الحقيقة الأولى ( مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ) تلك حقيقة مهمة جدا حينما نتكلم عن أحكام النكاح و تعدد الزوجات و ملك اليمين
لنفهم حقيقة مهمة أن الله جعل للرجل قلب واحد و لا يسع مهما انقلبت السماء و الأرض إلا إمرأة واحدة تتربع على عرش قلبه و هذه الأية فيها هندسة مهمة جدا في الزوجية ..إنها بين رجل واحد و امرأة واحدة
و الزوجية و الزوج في القرآن هي مسألة أخص بكثير من مجرد النكاح سواء للحرة أو الأمة أو ملك اليمين
يجب أن نعترف أن الرجل طبيعته الجنسية مختلفة عن المرأة و في الاعتراف بهذا الأختلاف سيفهم عدة حقائق ستضع الأمور في نصابها السليم
الرجل البشري الأصل في طبيعته الجنسية التعدد و المرأة طبيعتها الفردانية ..سيتقافز المنافقون و يرجف المرجفون و ينكروا هذا الأصل البيلوجي و السيكلولوجي و الديني و يدعون و يتشدقون بالفضيلة الزائفة و يرمونا بكل موبقة بالشهوانية و الدونية و الخيانة ثم هم في الخفاء يزنون و ربما نزلاء دائمون لدى الموامس و العواهر و بنات الليل ..لكن في العلن يرفضون دين الله و يرون الطهر الذي نراه في التصالح مع الطبيعة ووضع الضوابط الربانية الكفيلة بحفظ الفرج و النسل يجعلون ذلك زذيلة و دنو
يجب أن نعرف أن العلاقة الجنسية للرجل لها درجات فإن كانت في كل درجاتها مقدسة تستوجب طهرا للباطن و الظاهر وهي متعة شكرانية عظمى لكنها لدى الرجل درجات تبدأ كنوع من متعة الطعام و الشراب كطعمة حلوة شر الله عليها و قدس الجسد الذي اتصل به ..إلى درجة الانماج الكامل حال الزوجية ليصل ذروة المتاع إلى سويداء القلب في التحام أبدي مع حبيبة القلب المؤمنة فر رجاء للعيش سويا حتى اخر لحظات الحياة و رجاء الترافق إلى ابد الأبدين في حب سرمدي في جنات النعيم
إن تلك الحقيقة ستطمئن المرأة المؤمنة أن رجلها لو استمتع بزوجة دونها أو ملك يمين فإنما هو كطعمة حلوة لم تصل لعرش قلبه و لم تمس مكانتها
و معلوم أن الرجل قد يفعل الجنس بلا حب
أما المراة فهناك قيدان أحدهما بيلوجي و الأخر سيكلوجي ..اولا المرأة أرد الله وركبها على كونها مستودع النوع الإنساني و بالتالي تعدد العلاقات الجنسية المتازمنة يعني تلاطش ماء الرجال المختلفين في عمق رحمها فيمسها أكثر من رجل بمائه في عمق فرجها ويمسها بنطفته في عمق جسدها فتتخابط النطاف ويضيع حقها و حق الطفل و زهرة النوع البشري من الحماية فلا يعرف له أبا بسهولة و يظل أباه متنكر له لأن لا ميثاق بينه و بين تلك المرأة على أي شيء حتى لو نسب بيلوولجيا له ..فلذلك تعدد العلاقات الجنسية عند المرأة بيلولوجيا هو إجرام في حق طفل المستقبل و في حق جسدها و نفسها
سيقول متجذري الكبر لماذا هذا الظلم فالرجل بيلولوجيا يقذف منيه و يجري و المرأة لا تستطيع أن تستمتع بتعدد العلاقات مثله
وهنا نقف ألف وقفة ..إن الرجل في الإسلام لا يمكن أن يقتحم علاقة إلا بهذا الميثاق الغليظ و العهد الكامل و التكفل و الولاية و الانفاق و الحماية لتكلك الأنثى بكل السبل فإن عليه واجبات كثر يطول ذكرها و العلاقة الجنسية ليست اتفاقات تتم على نواصي الطرقات بل عقود و ميثاق غليظ يشهده الجماعة المؤمنة كله و يباركه الناس و يشهد عليه المؤمنين
ثم أن المرأة لا يحال بينها و بين ما تشتهي فإن لم تستطع أن تقيم حدود الله مع رجل لها أن تفتدي نفسها و تنكح زوجا غيره ترضيه و لا يجق للجماعة المؤمنة إعضالها لا أهلها و لا بعلها السابق و لا كائنا من كان
لكن التعدد للعلاقات المتزامنة محال كما أسلفنا حتى على المستوى البيلوجي و هنا نقف وقفة إن من يعترض على هذا التنوع في الواجبات و الصفات سيعترض بالضرورة على كل شيء يخص المرأة فسيضرب في الأرض و يلعن الطبيعة و يقول لماذا المراة تحيض لماذا تلد لماذا تقر في بيتها ترضع و ترعى الأولاد وزوجها لماذا لماذا اضعف بنية لماذا بلا شنب ...ولن تنتهي الأعتراضات
وهذه مصيبة أكبر لأن ابليس ذاته لم يجد مسوغا لأن يفضل الله عليه أحد في صفة ما فثار ثورته العارمة التي أدت لهلاكه ..الطبيعة التي سنها ارسى قانونها أكبر من نثور عليها و أحكم من نعترض عليها فنحن بين خياران لا ثالث لهما إما الرضا و الاستسلام و الترقي في نهر الله أو علينا الصراخ و العويل و الولولة وفي النهاية هل الانسان سيبلغ الجبال طولا ..هل هذا الكائن الضئيل في هذا الكون الفسيح القديم العتيق الذي وعيه لم يترعرع إلا من سنون يسيرة لا تذكر في عمر السماء و الأرض ..هل هذا الكائن الميكروني المغرور المسمى بالانسان على هذا الكوكيب الصغير ...أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها ..هل اعتراضك له قيمة ..أم ان الخير كل الخير هو في الاستسلام لخالق هذا الكون المهيب و الثقة فيه ..أم تخافون أن يحيف الله عليكم ورسوله
ثم لنؤكد على حقيقة سيكلولوجية أخرى المرأة ليست كل الرجل في العملية الجنسية يصعب جدا على المراة الفصل بين المتعة الجنسية و المحبة القلبية فهي كائن شعوري جدا و العملية الجنسية و النكاح تصل لسويداء قلبها وتبلغ المودة ذروتها وهي لا تستطيع أن تقيم علاقة جنسية إلا مع رجل تتسق معه تماما الاتساق الشعوري و النفسي فتلك الطبيعة تحول تماما بين أن يمكنها ان تستمع جنسينا مع حفاظها على قلبها لزوجها الأول
إن قول الله تعالى ( ما جعل الله لرجل قلبين في جوفه ) ...سينبه الرجال أن مكان زوجته التي حازت قلبه و رضيت مع مشاوره من أوله لا يمس ولا ينبغي أن يمس و هي تقرير لحقيقة الزوجية الأولى نفس خلق منها زوجها وهي حقيقة يجب أن نضعها فالزواج الأصل فيه الفردانية للرجل و المراة أما النكاح فتعدده للرجال طيبات و للنساء فاحشة و مقتا كان زنا أو سفاحا و سنفرق بين هذا المصطلحان فالزنا هو فاحشة ذات الزوج و السفاح هو فاحشة الأيم .
و السفاح من سفح الماء بلا عقد أو ميثاق .و الزنا من الزنأ و هو ما يصيب الزوج من كدر و غضب و خزي و حسرة من أثر الخيانة فهو ظلم عظيم
و في قول الله تعالى
ثم يقر الله حقيقة أخرى ( ما جعل الله لرجل قلبين في جوفه ) . تطمين للزوجة المؤمنة أن مكانتها في قلب حبيبها لن تمس بالتأكيد أن تتخيل امراة زوجها يستمتع بأخرى مرارة تشعر بها لكن ان علمت مكانتها في قلب زوجها على عرش قلبه محفوظة و ان حقها من ماله و اهتمامه باقية لا تمس فغنها تسكن
والعجيب أن النساء التي لها حب تملك للرجل المنفرد إن جارت و حرمت عليه هذا الحق عاقبها الله أنها لا تقنع بزوجها الفرداني هذا أبدا و تشعر دائما بالعوز و قلة الاهتمام منه و على العكس كثير من النساء التي تصالحن مع تلك الطبيعة وجدت من زوجها حبا و خيرا مضاعفا حتى و إن استمعا عرضيا بامراة أخرى في عقد نكاح شرعي
الحقيقة الثانية التي سننتلق منها ( وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ)
ما معنى مظاهرة الرجل زوجته ...وإذا أردنا أن نفهم معنى شيء يجب أن نرده للقرآن لنفهم معناه
أولا لنرى موضوع أخر لنفس الحكم في سورة كاملة خصصته له وهي سورة المجادلة (قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ﰀ ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ ﰁ وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ ذَٰلِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﰂ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﰃ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﰄ يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﰅ)
فما معنى قول الله تعالى ( ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ)
أولا لنرد معنى( تُظَٰهِرُونَ و يُظَٰهِرُونَ )
وجذر ظهر ..جاء في القرأن في مواضع كثيرة لنتأملها
وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ و أيضا قول الله (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) في الأية التي تذكر صنوف المحرمات (
قُلْ تَعَالَى ( وْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
وفي الأية الأخرى التي تذكر أنواع المحرمات الحصرية (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ )
قال تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
)
هنا للأثم و الفواحش ظاهر و باطن و كلمة ظاهر هي مقابلها باطن فالظاهر هو ما يظهر لنا و الباطن هو يبطن الأمر
لذلك من أسماء الله الظاهر و الباطن .
و الآية ذروا ظاهر الإثم و باطنه مهمة جدا فقد يحرم على الانسان ان يفعل الزنا في الظاهر لكنه يحرم له أن يتخيل فعله في الباطن كذلك (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ
) فهذه الأية تجعل من مقارفته بشكل باطني ولو إن لم يظهر إمارته على الظاهر هي مذمومة جدا و هي من ذرائع كسب الاثم و يطول شرح أن من من فعل إلا عزائم نتاج عزائم فهي وقود الفعل فكثرة الانطلاق في خيالات الزنا ستوقع في كسبه الاثم عاجلا أم أجلا ولعياذ بالله لمن لم يعصمه الله
و سنجد أن الفعل له استخدمات كثيرة تدل على نفس المعنى في مشاهد مختلفة في القرأن
وكذلك تعني الظهر ظاهر الأمر فجعل الأمر من وراء الظهر تعني إهماله
وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ
قَالَ يَاقَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ
وتعني ترك الشيء أيضا
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ
ومنه إتيان البيت من ظهره ..مما ظهره فيه من قوانين وهي عمدة أياتنا في العلم التجريبي الذي يدرس ظواهر الأمور و يقيسها بمقياس منطقي عقلاني تجريبي مشاهد .
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ومنها حمل الشيء على الظهر و الظهر سمي ظهرا لأنك إن توليت كان هو الظاهر للناس منك
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ
يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ
لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ
الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ
ومنها ركوب الظهر والعلو عليه وهو ماحرمه المشركين على بعض صنوف الأنعام
وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ
ومعني ركوب الظهر و الصعود عليه أيضا في قوم يأجوج و أمأجوج
ومن معاني الظهور ما تحمله الظهور من لحم كما في حال الأنعام المأكولة
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
ومنه أن ظهور بني أدم تحمل برمجية جينتهم فالخلايا النخيعة تستخرج منها الخلايا الجنسية التي تتحول لنطف و أمشاج و تصير انسان يبتليه الله من بعد
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
ومنها معني الغلبة فأن يظهر قوم على قوم يعني يصير لهم الغلبة و الظهور و لغيرهم الخسارة و الخفوت فلا يظاهرون علينا يعني لا يساندون عدونا في الظهور علينا
وهنا حقيقة المنتصر هو دائما من يظهر على المغلوب فيكون المغلوب مجرد تابع
إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
و أيضا كمعنى الظهور و الغلبة
ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ
إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا
ومن معاني الظهور أيضا أن يكون الشيء ظاهر أمامنا نراه لا في الباطن يستدل عليه بأثره لكنه واضح لنا وظاهر
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا
ومنه سمي وقت الظهيرة لأنه أشد أوقات ظهور الشمس و ظهور الأشياء و تجليها لشدة الضوء
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
ومنه أن الله حرم الزينة الظاهرة و ليست الباطنة للنساء
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
فكل ما كان النساء يخفونه حياءا إلا أمام صنوف من أحل الله في الآية لم يبح أن يظروه وهم أمام الرجال الأخرين ولكن من رحمة الله ودقة اللفظ القرأني أن ليس كل الزينة حرمت إنما فقط الباطنة التي خلف ثياب الستر لكن ما كان ظاهرا من ثياب ووجه و أيدي و أقدام أباح الله الظاهر منه من ثياب ملونه و مزركشة و زينة في الأمكان الظاهره
ومن المعاني القريبة جدا من معنى ( تُظَٰهِرُونَ و يُظَٰهِرُونَ ) التي نبحث عنها
أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ
ومن أشد الأيات على الكفار التي تبين عظيم جرمهم
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا
فالكافر حين يعبد غير الله و كانه يريد لمخلوق أن يكون ظاهرا على الله له الغلبة علي الله وهي حقيقة قبيحة في نفس كل مشرك يزعم تعظيم الله وهو أنه حين يجعل صفات الألوهية لغير الله من أنداد و شركاء و وسائط يتخذها هو في الحقيقة يريد الغلبة و الظهور لغير الله في حقه وهي أرادة نجسة قبيحة خسيسة واظهار حقيقتها في الأية تدل على أنها مصيبة لا مواربة فيها و انتقاص عظيم من حق الله في الشرك و أفعاله وإن زعم المشركون زعمهم ما عبدناهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ..لذلك لا مواربه في الشرك و التبروء منه و تقبيحه
قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ
وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ
يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ
إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ
وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا
هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ
وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا
وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ
و لكن الله لم يقل (وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّٰٓـِٔي تحرمون ظُهُورُهَن كحرمة ظهور أُمَّهَٰتِكُمۡۚ)
فتظاهرون ليس معناها تحرمون ظهورهن ...وقول الله تعالى في أمر ياجوج ومأجوج ..فما استطاعوا أن يظهروه يعني يصعدوا فوقه و يكونوا ظاهرين عليه
ولذلك قال الله ..يَاقَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ
المهم أن من معنى (( تُظَٰهِرُونَ و يُظَٰهِرُونَ ) من نسائكم لا يتبين أن معناها تحرمون ظهور زوجاتكم كأمهاتكم
أظن ان الأية تعالج موضوع مختلف تماما وهو أن بعض الناس ابتلوا بانحراف جنسي وهو أنه حين ينكح زوجته يقول لها تظاهري أنك أمي لأنه مبتلى برغبته في نكاح أمه وهو مرض خطير والأم البليوجية من أول المحرمات ..ومن ابتلي بهذه الرغبة معروف عنه هذا الطلب الذي يطلب به زوجته أن تتظاهر أنها أمه وقت النكاح و لا يصل لذروته إلا بهذه الطريقة
وجاءت امرأة تستفتي النبي في هذا الداء العضال الذي يوجب المفارقة وتجادله أنها مستأة جدا وترفض فطرتها ذلك
و الأية تدل على هذا لا تدل على ما قيل في التفسير إن الأية تبين أنها لن تصير أمه لمجرد تظاهرها بذلك وأن ذلك منكر من القول وزورا
والله سيغفر لمؤمن فعل ذلك ان تاب ورجع
ثم إن الأية تتكلم عن من يعودون لما قالوا و هنا أصبح المرض عادة قهرية لا يستطيع الجماع إلا بأن تتظاهر زوجته أنه أمه و لا يتطيع الدخول في حالة الاستمتاع بالنكاح إلا ذلك فصارت عادة اعتادها تجري في دمه للأسف هنا جعل الأمر علاجا سلوكيا شديدا و هذا ما يفسر كونه حكما شديدا من أشد أحكام الكفارات في القرآن حتى أنه يضاهي كفارة قتل مسلم خطأ
وهذا يدل على أنه ليس مجرد الحلف على الزوجة بعدم جماعها بل يدل على انحراف جنسي عميق يستوجب علاجا سلوكيا شديدا
ومعلوم أن من ابتلي بمرض الرغبة في زنا المحارم في حال مرضية معينة حين تتمكن منه تلك الوساوس لا يمكن يردعه إلا علاجا سلوكيا شديدا يقوم هذا الانحراف و يطهره
حتى أن بعض الأطباء النفسيين من رواد المدرسة السلوكية الحديثة يبتكرون وسائل إيلام كصدمات كهربائي مع طلب استدعاء الفكرة للترسخ بيلوجيا ربطها مع الألم حتى يتخلصوا من تلك العادة القهرية الخبيثة
وللعلم الرغبة في نكاح الأم هي حالة نفسية عميقة جدا سيجادل من يجعلون تعمقات علم النفس البشرية مدى تجذرها ..أنها صدمة الطفولة الجنسية الأولى التي أنزلت أدم من الجنة إن اقرب انسان بيلولوجي في تركيب ال DNA للذكر من اناث هي أمه و معها التوافق الجسدي الكامل فهو يعيش في اتساق معها في جنة الطفولة كما عاش أدم مع زوجه بلا جنس في مودة ورحمة فقط لكن لما أكل الشجرة المحرمة بدت له سوأته و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة إنها صدمة الطفولة الأولى التي حولت السكن و المودة و التكامل و الإلتحام الرحمي من مودة ورحمة ..لجنس يتصارع عليه مع الذكور الأخرين فصار محل ابتلاء و صراع حتى يصير أباه أول من يصارع في مخيلته على أمه ...إن فرويد بعبقريته إكتشف كتشاف مهول في عمق كينونية النفس البشرية إنها لحظة النزول من جنة الطفولة إلى الأرض لحظة الانفكاك عن الأنثى التي هي جزء منه و هو جزء منها ( أمه) انها اقرب تركيبة بيولجيلة تشبه أدم وحواء فحواء متطابقة جينيا مع أدم في أغلب جيناته عادا الجين y وكذلك الأم تكون كذلك بفارق أن نصف أحاليلها هي من الذكر الزوج لن يبقى أقرب تطابق جيني بينه و بين أنثى في الوجود ...إن تلك الصدمة هي صدمة الجنس الاولى و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ..إن كلام فرويد عن صدمة الطفل بأن هذا التلاحم الجسدي سيصل إلى عملية جنسية يجعله يتلقى أولى صدمة في حياته التي قال الله فيها فطفقا خصفان عليهما من ورق الجنة ان سبب الرعب من ظهور العورة و الرغبة الجنسية بمجرد الأكل من الشجرة هي حالة أن يكون الجنس محل التكاثر و أكبر أسباب الحروب و الصراع و التنافس بين الانواع حتيى يتربع على عرش الرغبات البيلوجية فهو السبب في الدماء و الصراع فيما بعد على الأرض و سفك الدماء لا لانه شيء خبيث على العكس ..لأنه من أعظم النعم و الهبات و عليه أشد الابتلاءات التي ستقع في الحياة الأرضية
وفيه يجمل الانسان الأمانة ...وسنتوسع في سورة البقرة أحب أن اتوسع جدا في نظرية فرويد العبقرية التي هاجمه عليها الكثيرون نعم نحن لا نقول أن كلها حق بالتأكيد لكنه اهتدي لحقيقة خطيرة جدا مترسخة في عقل باطن كل منا بشكل رهيب ..ليست هي عقدة أوديب ..أنه عقدة أدم و الشجرة ..الشجرة التي أنضجت الرغبة الجنسية التي أكل منها فانطلقت انزيمات التتسترون و الاستروجين تسري في عروقه و زوجه أيذانا بهذا النضج الجنسي و تنبهه لسوئته و نضوجها .
لكن رغبة الانسان في نكاح أمه هي رغبة عميقة انه كالشجرة المحرمة التي حرمها الله على آدم ...لذلك ستجد أعظم كفارتين تنطلق بين قطبي الوجود الأول هو قتل النفس التي حرم الله ولو خطأ فكان له كفارة متشابهة مع مجرد التظاهر بنكاح الأم في جسد الزوجة ...اننا أمام أبر انحرافين يحدثان بشكل مخالفة ظاهرية ليست حقيقة فقتل الخطا ليس قتلا متعمدا و تظاهر الزوجة بأنه أمه ليس نكاح أمه حقيقة ومع ذلك فإن كفارته شديدة جدا لعمق الجرم
فالقرأن هنا يعالج انحراف أعمق بكثير مما ذكره الفقهاء
ومن الأدلة على أن المسألة ليست مجرد قسم بعدم المساس للزوجة
هو قول الله ثم يعودون لما قالوا ...لم يقل يعودون عما قالوا و لكن لما قالوا ...يعني الله غفر لهم فعلتهم الأولى التي قد تكون عرضية ..لكن أن يعودون لها بعد حكم الله و تكون عادة يفعلونها فهنا جاء العلاج السلوكي الحاسم
وهذه الخطيئة يعني امر الزوجة بالتظاهر أنه الأم أثناء النكاح مشكلة عميقة سنجدها متكرره كثيرا عند الأطباء النفسيين و في استشارات الانترنت و نسبة كبيرة من الذكور يعانون من هذا الداء و يبحثون عن علاج وهذا هو العلاج السلوكي القرأني الشافي
أما قول الفقهاء أن معناه مجرد قسم من الرجل بعدم اتيان زوجته فهو حدث نادر الحدوث من الرجال يقول لمرأته أنت مثل أمي محرمة علي تحريم أبدي لن أقربك أبدا ..انها مسألة نادرة أليس كذلك ..ثم إن عقوبتها في الإسلام شديدة جدا من أشد العقوبات فقد يكون المسألة مجرد استغفار
ومن يريد ذلك يقسم عليها بقوله علي الحرام من ديني ما المسك بعد كده ...غالبا لا يدخل أمه في القسم من قريب أو بعيد
ولكن على فرض ذلك أنه حدث فأيضا ليس معناه أنه يقول ظهرك كظهر أمي فهو لا يأمره أن تتظاهر بأنها أمه و لفظ
(( يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم )(ٱلَّٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ ) لا توحي أنه قسم بأن ظهر الزوجة محرم كالأم بل يوحي أنه بالفعل جعلوا الزوجة تتظاهر بأنه أم أو تصوروها فعليا ظاهريا كأمهم
والله أعلم وعلى العموم حتى لو كان يقصد به ذلك فإننا نبهنا للطيفة أخري ولكني أراها الأن أبعد
قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ﰀ ٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَآئِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ إِنۡ أُمَّهَٰتُهُمۡ إِلَّا ٱلَّٰٓـِٔي وَلَدۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَيَقُولُونَ مُنكَرٗا مِّنَ ٱلۡقَوۡلِ وَزُورٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٞ ﰁ وَٱلَّذِينَ يُظَٰهِرُونَ مِن نِّسَآئِهِمۡ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مِّن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۚ ذَٰلِكُمۡ تُوعَظُونَ بِهِۦۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ﰂ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ مِن قَبۡلِ أَن يَتَمَآسَّاۖ فَمَن لَّمۡ يَسۡتَطِعۡ فَإِطۡعَامُ سِتِّينَ مِسۡكِينٗاۚ ذَٰلِكَ لِتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۗ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﰃ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ وَقَدۡ أَنزَلۡنَآ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖۚ وَلِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﰄ يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﰅ
إن هذه الصفة الشديدة الأشد في القرأن على الإطلاق ولا توازيها إلا كفارة قتل مسلم خطأ إنما هي ليست لمجرد القول لأجل مسالة أكبر
وهي أن من يحرم و يحلل هو الله فهذا و إن كان قولا في غضب و لا يقصد تبعاته إلا أنه اعتداء على حق الله جل و علا في التشريع فمن يحلل و يحرم هو الله و ليس أنتم
لذلك مسألة أن يحل الله لمؤمن أن ينكح ما طاب له من النساء بشروط النكاح التي أودعها في كتابه هي مسألة لا تقبل المساومة كمثل مسألة مظاهرة المرأة تماما
فإن كان هذه المسالة النادرة أصل يجب أن نفهمه فأي مسألة أكبر هي أولى بالدخول في هذا الأصل
يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﰀ قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَيۡمَٰنِكُمۡۚ وَٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ﰁ وَإِذۡ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعۡضِ أَزۡوَٰجِهِۦ حَدِيثٗا فَلَمَّا نَبَّأَتۡ بِهِۦ وَأَظۡهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ عَرَّفَ بَعۡضَهُۥ وَأَعۡرَضَ عَنۢ بَعۡضٖۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتۡ مَنۡ أَنۢبَأَكَ هَٰذَاۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ ﰂ إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ وَإِن تَظَٰهَرَا عَلَيۡهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ مَوۡلَىٰهُ وَجِبۡرِيلُ وَصَٰلِحُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ﰃ عَسَىٰ رَبُّهُۥٓ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبۡدِلَهُۥٓ أَزۡوَٰجًا خَيۡرٗا مِّنكُنَّ مُسۡلِمَٰتٖ مُّؤۡمِنَٰتٖ قَٰنِتَٰتٖ تَٰٓئِبَٰتٍ عَٰبِدَٰتٖ سَٰٓئِحَٰتٖ ثَيِّبَٰتٖ وَأَبۡكَارٗا ﰄ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ ﰅ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَا تَعۡتَذِرُواْ ٱلۡيَوۡمَۖ إِنَّمَا تُجۡزَوۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﰆ
وقال الله تعالى لعباده المؤمنين ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ)
ثم جاء أصل عظيم جدا ( وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ ﰃ ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِۚ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمۡۚ وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا)
فهنا ينهار أصل الولد للفراش ...الولد للأب البيولوجي ...إن المجتمع المسلم يجتهد كل اجتهاد في رعاية هذا النشأ و نسبته لأصله البيلولوجي و الزام أبيه به نسبا و رعاية أبى من أبى رفض من رفض
و قد جعل الله من المحرم هذا الخلط في الأنساب فانتظام الصلات البيلولوجية و توصير الأرحام ببعضها و إلزام كل أب ببنيه و بعمله أصل يجب أن يعتبر فلا يوجد في المجتمع المؤمن single mothers تطوف بأولادها و ينكر الأباء ..
و إن أصل حماية نسب النشا الذي ينشأ هو أصل مهم جدا في تحريم السفاح و الزنا يجب أن نضعه نصب أعيننا دائما إنه ليس مجرد حماية لنا بل حماية لهذا الجيل الجديد الذي سيدمر تماما إن عشنا حرية جنسية مسافحة بلا شروط أو عهود أو مواثيق او استعفاف أو تقديس لتلك العلاقة مع الأم
ثم يكلل الأصول التي ينبغي أن ننطلق منها إلى ( ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ )
إن هنا أصل مهم إن المؤمن الحقيقي يقدم ولاء - الولاء هو أعلى درجات المحبة والتأييد بل و الأولوية - النبي و حبه على حب نفسه فلو كان قتال يضع رقبته دون خدش يخدش به النبي ولو كان سهم يصيبه لتلاقه بظهره و إن كان سيف تلقاه بصدره إن لزم الأمر فالمؤمن يعلم هذا الشعور أن يكون حب النبي و مقامه أولى من مقام نفسه و هو من أعلى درجات الولاء البشري الذي عرفه العالم .و أصدقه
ثم تأتي حقيقة أخرى مترابطة أن زوجة النبي هي في التوقير في قلب كل مؤمن في مقام الأم تشريفا و حرمانية و قدرا فيرى المؤمن أزواج النبي أمهات له في عائلة الإيمان إنها أمومة أنزلها الله و جعلها محرمة علينا توقيرا لمقام الرسالة فكما أن ادعاء بعضهم أن ظهر زوجته كظهر أمه باطل و انه ما من أم إلا التي ولدت ...إلا أن تحريم نكاح الأم من الرضاعة لأسباب بيلوجية فوق جينية أخرى-لا يجعلها كأم الولادة - أو تحريم نكاح زوجات النبي بتشريف الأمومة الإيمانية ألحقها الله فغنها تلحق بالتحريم لأ لانها أم حقيقية ولكن أما شرفية توقيرا لمقام الرسالة
(وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا)
هنا أصل مهم جدا يجب النظر له بشكل دقيق
إن أخوة الإيمان و أمومة الإيمان لا يعني أن الأرحام الحقيقية ليست هي الرباط الأصلي الذي يتعاضد في حالة الإيمان حتى يصير له الاولوية
فهنا إزالة تلبيس فتأخي المؤمنين على الإيمان يقتضى أن المؤمن الأقرب لك من ناحية القلب و الأفعال المادية كالإهتمام و الإنفاق يكون بالتالي أولي من الأخ من ذات الدم ولو كان مؤمنا لكن سابقته في الإيمان أقل ...هنا جاء الأصل القرآني الأكبر ليضع الأمور نصابها و يؤد أن قرابة الدم وولاية الأرحام أولى على المستوى الفرد ..فأنت ملزم بالاهتمام و الانفاق و الرعاية لوالداك البيلوجيان والولاية واخوانك و أبناء و أولو رحمك أنت اولى بهم فلهم درجة أعلى في الولاية مهما كانت درجة الأخوة الإيمانية و لكن بشرط (مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ) يعني لا يكون أولوا الأرحام كفار معادين محاربين أو لم يهاجروا بعد بغير عذر فالإيمان والهجرة حين الاستطاعة متلازمان كما قلنا ..
غن الصورة الأن تكتمل أن الإسلام حين جاء لم يهدم صلات الأرحام ليعيد بناء العلاقات على فكرة أخرى أيا كان نعم إن الإيمان هو اساس العلاقات في المجتمع المؤمن لكن كما أن الدين لا ينفصل عن العالم قوانين العالم الذي نحايه في دنيانا فكذلك هذه المنظومة الإيمانية تتصل بالرحم و الدم و الحقيقة البيلولوجية القائمة وهي الأولى بتقوية الآصار و بالتوالي
بعض الأنظمة الشيوعية مثلا أو الأفكار عالية التنظيم تجد المتأخين فيها قد توالوا بشكل يفوق كل قرابة فتجد قد يحرم أخاه البيلوجي المحتاج من مال يسد رمقه و ينفقه على أخوانه رفاق الفكرة
وتجده قد يتجسس على أمه و أبيه إن كانوا من أصحاب سلطة بمنظومة تخالف فكره ..إن الأفكار اليسارية المتطرفة غالبا ما تقود معتنقيها بهذه الحالة الفصامية التي تنفصل بإخوة الإيمان على فكرة عن الأرحام
و هنا الإسلام يختلف تماما إن الإسلام لا يعيد بناء علاقات المجتمع التي أقرت في الفطرة و حفرت في DNA كل مجموعة كيف ذلك و من خلق الأرحام و أودع مشاعر رحمة الأم بأولادها و ولاية الأب لأبنائه هو الله جل علا فبما أن من كتب DNA و قوانين الأرحام في المجتمع البشري وحفر في فطرتها هو الله فمن أنزل الدين هو الله فتتشابك هناك الإيمان النوراني السمائي مع القانون و السنن الكوني الأرضي فيصير أقوى دين في الوجود دين الله الاوحد الذي لم تنحرف فيه الفطرة الربانية عن الوحي السمائي و تتلاقي البشرية في أبهي صورها
إن هذا الأصل يوكد يا مؤمنين أهتما بقرابتك و أرحامكم و أولادكم لا تقدموا ولايات اخوتكم الإيمانية عن هذه الأرحام إن النبي لن يسعد ان وجد احدنا أهمل أهله و علاقته بزعم تقديمه لأخوته الإيمانية فهذا كلام غير صحيح البتة إن النبي قبلنا نحن بأولادنا و أقربئنا وأزوجنا و عوائلنا و قبائلنا ..فإن نحن أمنا و كنا من المهاجرين و الأنصار لم تفرق أوصلانا و أرحمنا و يعاد ترتيبها بل تصير أقوى و أشد ولائا و يصير صلتها أمرا ربنيا واضح المعالم و يصير الإنفاق و التوارث على أساس أخوة الأرحام أولى من أخوة الإيمان لان أخوة الإيمان لهم أرحام و كلنا نتوالي على الأصل الأعظم الإيمان و الهجرة
وما أجمل هذا المجتمع الذي لا يهدم الأسس الطيبة في الناس بل يقويها ..لم يأتي ليحدث فقط زلزال و يهد و ينقلب
وفي النهاية يقول الله إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ ..وهي أية عظيمة لرفع الحرج عن المؤمنين فالله لم يأمرنا أن نهمل أخوتنا الإيمانية ..بل إرادتك لأكرام أخوك في الأيمان لأنك تحبه و توالية بشكل شخصي أمر محمود ولكن في نظاق المعروف لا المغالي الذي تهمل فيه حق أرحامك ...
لذلك الصورة اكتملت الأن لو نظرت للأية ككل مرة أخرى( مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِۦۚ وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ () ٱدۡعُوهُمۡ لِأٓبَآئِهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِۚ فَإِن لَّمۡ تَعۡلَمُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَٰلِيكُمۡۚ وَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٞ فِيمَآ أَخۡطَأۡتُم بِهِۦ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتۡ قُلُوبُكُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا () ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا )
1-( مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٖ مِّن قَلۡبَيۡنِ فِي جَوۡفِهِ ) المرأة المحبوبة والرفيقة الأبدية و الزوجة التي في القلب واحدة -و أحكام النكاح التالي لا تعني انتقاص من قدرها أو تغير في مقدار الحب لها والله اعلم -
2-(وَمَا جَعَلَ أَزۡوَٰجَكُمُ ٱلَّٰٓـِٔي تُظَٰهِرُونَ مِنۡهُنَّ أُمَّهَٰتِكُمۡۚ وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ قَوۡلُكُم بِأَفۡوَٰهِكُمۡۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلۡحَقَّ وَهُوَ يَهۡدِي ٱلسَّبِيلَ ) قولكم الباطل بأن تتظاهر الزوجة كأنها أمكم باطل لأن الأم هي التي ولدت و الأرحام و كذلك إعلانكم و زعمكم أن بعض من ادعيتم نسبهم لكم هم أبناءكم باطل والله يقول الحق فالأرحام من مقام الأمومة و البنوة لا تنشأ بمجرد أقوال باطلة ..بل المجتمع المؤمن يهتم واقعا أن يكون كل أصحاب DNA متشابه متقارب متناسل في الولاء بجوار بعض وهي لطيفة مهمة جدا تعطي للنوع الإنساني قوته و نقائه فطبيعي أن يكون أولوا الأرحام أولي ببعض لأن لا أحد سيفهمك قدرهم و يتوافق معك بيلولوجيا مثلهم إنها حقيقة مهمة جدا البذرة حين تنبت في غير بيئتها تهلك ..فلو مثلا جئت ببذرة صيفية وضعتها في بيئة شتوية أو بذرة تنبت في بيئة صحراوية قليلة الماء أو العكس بالتأكيد مناخ و طبيعة هذه البذرة ستفسد و تعاني ..إن الصفات البشرية كالبذور و بما إن الله تعالى أهم ما يولي حق هذا النشأ في الرعاية و ايجاد البيئة الصالحة المناسبة فإن تحديد الأبوة و الأمومة هي أمر لا محيص له لأنهم أولى برعاية تلك البذرة و أودع الله في صفاتهم البيلولجية الفطرية دون اختيارهم ما يناسب انشئها و رعرعتها ..لذلك من الظلم كما يحدث ايداع الأطفال في مجرد ملاجيء ...يجب النظر في الأولياء لانهم اولى الناس تفهما لهذه البذرة ..خيار الملاجيء أخر خيار للمجتمع المؤمن ..صدقوني إن البشر يختلفون جدا في طبائعم فستجد أهل الزراعة الذين عاشوا أحقابا على ضفاف الأنهار يختلفون جذريا في عادتهم و طبائعم و صفاتهم الوراثية و الجينية و الأجتماعية و البنويبة عن أهل الجبال القاسية أو أهل البادية القافرة ..وهي ليست مسألة استعلاء فلكل أمة مميزاتها و تنوعها و صفاتها و كلهم أخوة في الإيمان لكن كل أسرة و كل عائلة و كل سبط و كل قبيلة و كل أمة أولى برعاية بذرتها وهذا في الكتاب مسطور منذ خلق الله السموات الأرض
فتحديد الأم البيلوجية و الأب البيلولجي و الوالدية الحقيقية أمر لا عبث و في هذا تأسيس مهم لكل ما يأتي فالله لم يترك لنا العلاقات الجنسية بغير تنظيم لأنها شيء جلل جلل على المستوى الشعوري و النفسي و الولائي و القلبي و التنظيمي و الاجتماعي انها أمر لا ينفك عن الأصلاح الاولي لأي أمة لذلك كان في أول أحكام التمكين مسطور إنها أحكام تحفظ نورنا و تحفظ النوع الانساني كله ..لذلك ستجد أن أيات معرفة نور الله جاءت في سورة النور وسط أحكام حد الزنا و الأمر بغض البصر و حفظ الفرج و أيات لباس المؤمنات و غيرها من أمرو تنظيمية ...إن هذا النور لن تناله الجماعة المؤمنة إلا إذا حافظت على هذا القبس ..تلك النطفة المقدسة التي سمها بعض الفقاء جهلا نجاسة ...هي نتيجة مباشرة لصنع الله و هي تسلسل لنفخ روحه الأمين وكتبت أكوادها البرمجية في جدنا الأكبر آدم الذي صنع الله بيديه ..إن DNA هذا لا يقل قداسة أبدا عن القرأن نفسه فكلاهما كلام الله و كلهما كلمات سطرها الله و كلاهما مصدرهما الروح الأمين إن الروح الذي نزل على محمد هو من نقل كلمة الله و الروح الذي نفخ في فرج مريم DNA ونطفة عيسى و الروح الذي نفخ في صورة أدم فصار صفات وراثية حية ..كلها مصدرها واحد ..إن هذا البرنامج البيولوجي الميركوني الهابط من السماء فجعله الله خلائف في الأرض و رقى النوع الأحيائي لبشر ينتشرون من نفس واحدة مخلوقة بمثالية و مخلوق منها زوجها إن هذه النطفة والله مقدسة جدا و تقذف من ظهر الرجل ظهره الذي أودع الله صفات DNA بميثاق الله إن الله أخذ من بني أدم من ظهورهم دذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)
نعم إني أشهد ياربي ان فطرتي قادتني للإيمان بك ولو كنت وحدي من أؤمن بهذا على ظهر الكوكب ..إن العقول المستنيرة وصلت لحق وجودك ..بغير أنبياء و بغير كتب ..حفر فينا أن هذا الكون مهيب و أن خلفه قوة عظمة واحدة كبرى فوق تصورنا عظمتها .إنه الحقيقة التي اهتدي لها كل الفلاسفة و المستنيرون و إن لم يصادفوا كتابا و لارسولا ..فما بالك و قد أرسلت إلينا رسلا تتراى و أنزلت كتاب مستنيرا و ما من أمة إلا خلا فيها نذير و ما أرسلت رسولا إلا بلسان قومه يبين لهم ..فإن من إمة إلا خلا فيها نذير بلسانها ...رأينا كل المصلحين الذين أرسلتهم في كل أمة ينادون بالرجوع إليك و توحيدك ..كيف و قد التقى الحق في فطرتنا الحنيفية المفطورة على تعظيمك و الاستدلال على عظمته ووجودك بأثار صنعتك كيف و قد التقت مع نور الوحي فصار النور الأعظم (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
نعم إن تلك النطفة التي يقذفها الرجل في رحم امرأته في تلك اللحظة المقدسة التي يصل فيها الجسد و العقل و النفس المؤمنة لأعلى درجات النيرفانا فتنساب دفقات العسل تغمره من أول رأسه لعمق قلبه و تنساب حتى تبلغ كل بشرته و أطرافه ..
إن إيداع الله مكأفأة عقلية لا تضاها فيفرز المخ دفقات من الدوبماين التي تتفجر في كل أجزاء الجسد فتعطي أعلى درجات المتاع و اللذة الأرضية لم يكن من فراغ إن الجسد يتراقص رقصا مقدسا في فرحة بتلك اللحظة العظمى التي تأذن بخلق حياة جديدة من بعد خلق ...المعجزة المتكررة في كل لحظة ولا ندري عظمتها و نلحد بربنا و نكفر بربنا و نجحد بربنا
لذلك يجب أن نعيش حالتنا الإيمانية الكاملة فرحا بتلك اللحظة فبفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ذلك المولود الجديد الذي هو أهم من كل حياتنا المادية التي طحنا فيها أطفالنا وانشغلنا عنهم لأجل تراب لامع من ظهر وفضة فنزلت المرأة وتركت طفلها والقته في الحضانات لأجل أن تعمل و لم ينفق أبوه انشغول بمصانع بالية و نسوا أعظم هبه وهبه الله لنا وهو الجنس البشر ذاته .
لذلك سأعيد و أكرر أن تلك اللحظة المقدسة يجب أن تقام بشروط الله و بالميثاق الغليظ الذي فرضه علينا ..ليس شهوة عابرة و نزوة عاجلة ...إنها علاقة في أقصى درجات القداسة لا تكون إلا بين جسدين مؤمنين بشروط و ميثاق غليظا
فلنغير مفهومنا عن الجنس الذي حوله الشيطان لتصور نجس و قذارة .
قبل أن ننطلق في بيان ما بعد ذلك من أحكام القتال ثم النكاح ..يجب أن ينطلق من تلك الأصول و التصورات التي وضعها الله في أول سورة الأحزاب
أن أول أيات جاءت بعد أيات النصر كانت أيات عجيبة إنها لم توجه للرجال وجهت للنساء في أشد توجيه يوجهه الله للمؤمنات
لقد رأيت أصعب موضع يلوم فيه عباده المؤمنين و أشدهم في موضع أخر في كتاب الله في قوله جل و علا في سورة الصف ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ () يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ () كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ()إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ () وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ لِمَ تُؤۡذُونَنِي وَقَد تَّعۡلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡۖ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ) ..
أن كلمة مقت قلبت كياني رأسا على عقب ..ان الله يخاطبنا بصفة الايمان ويلومنا أشد اللوم و يصف ذلك الفعل بأنه يمقته و فعل مقيت عند الله إن المقت هو أشد درجات الكره ..إن الله لم يصف في القرأن لفظ المقت إلا في أعتى أنواع الكفر و الاجرام و الفواحش لم تذكر إلا في فاحشة نكاح زوجة الاب (وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا) و في قول الله تعالى ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وهو الجدال في آيات الله بغير سلطان ككلام علماء السوء الذي يتخذون مصادر أخرى للتشريع غير الله و يحرفون بها كلام الله عن مواضعه أو يلغونه كما فعلوا في النسخ ..
أو في موضوع عتو الكفر و زيادته بعد ان جعل الله الناس خلائف في الارض فمنه من اقتصد في الأمانة فأمن و منهم من كفر وزاد في الكفر فتعرض لمقت الله (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا)
أو (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ)
جاءت هذه الاية في مطلع سورة غافر و هي تصف حالة نفسية عجيبة و دقيقة في كل نفوس الكفار ..إذ ان تلك القلوب الظلامية التي عميت عن نور الأيمان حجمها ظلام المقت والكره فما من كافر إلا وفي صدره مقت و احتفار يمنعه من قبول رسالة الحق ان كلمة انفسكم تدل على أن الكفار ظاهرا في جانب واحد وهو الظلام لكن في الحقيقة هم ليسوا كيانا واحدا متسقا بل هم يحركهم المقت لبعضهم البعض فكل نفس فيهم مغرورة تمقت أختها تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى وإن من شدة هذا المقت انه سيطر على كل رؤيتهم حتى ان فعلهم كفعل مريض هالك بمرض مميت يريد أن يهلك كل الناس بمرضه فيحركه المقت في كل اتجاه لإهلاك نفسه و من يواليهم إن تلك النفوس الظلامية الماقتة المقيتة تريد أن تري من يطيعها العالم بنفس نظرته المتكبرة المقيتة التي يمقت فيها غيره و ينتفخ بنفسه و يتكبر كبر ما هو ببالغه ..والعجيب أن مشاعر الكبر لا يمكن أن توجد في نفس بشرية إلا ووجدت مشاعر المقت ...فهما وجهان لعملة واحدة لزيمان لبعض فالمتكبر يجب بعد ان يعجب بغرور نفسه وفضلها أن يمقت ما هو دونه وهذا نجده في كل الأفكار اليمينية المنتفخة انها بعد الكبر و الاستعلاء و التجبر تجد منها المقت و الاختقار و الظلم و الإفساد ...انها صفة لزيمة لحزب الشيطان و أهل الكفران ..انه يمقتون انفسهم فهم مجتمع مبني على الكره و لا تنسجم وحداته أبدا ...ثم ياتي قول الله الكبير أن الله يمقتهم أكثر مما يمقتون أنفسهم و السبب أنه يدعوهم للسلامة و الإيمان و النجاة و دخول الجنان وهم يرفضون ...يمد لهم يد النجاة من الوحل و الظلام ولكنهم في غيهم و كبرهم و مقتهم يعمهون و لظلامهم يهرعون .
اعذروني فأنا أستعمق في كل لفظة لقد انتقلت من أفكار مشتته لكنها تحمل سيلا و نسقا واحدا
فكلمات الله ليس لها حدود في تدبرها
إن الله بعد نعمة هزم الأحزاب و قيام الجماعة المؤمنة وجه تحذيرا شديدا لزوجات النبي ثم لنساء النبي
ونساء النبي ليس زوجاته انه نداء خاص بكل المؤمنات ..كل مؤمنة تنسب لهذا النبي أنه يخبرها أن وقوعها في الفاحشة بعد ان انتسبت لاتباع النبي ليس كوقوع أي أمراء في الفاحشة
وإني لما تعجبت من شدة الوعيد رغم قرب الدرجة جعلني أتذكر شدة اللوم للمؤمنين في موضع أخر
فعرفت أن الجهاد في سبيل الله كان فريضة و معركة شديدة على المؤمنين إنها ليست اختيارية كيف تكون كذلك والله يمقت من يتركها ..أن المؤمنين حين عقدوا عقد بيعة مع الله أن يشتري أنفسهم وأموالهم و يكون لهم الجنة ...كان عقدا لا رجعة عقدا نورانيا مقدسا طاقت له أنفس المؤمنين في كل عصر و مصر .
إن الله بدأ بالمؤمنين في إقامة فريضة كبيرة يحمي بها بيضة ونواة المجتمع المؤمن من الخارح ..
ولعلي أريد أن أتعمق في هذه اللحظة النورانية التي تهراق فيها دماء المؤمنين في سبيل ربهم كيف تقام لها الأفراح السماوية و تمثل أقدس لحظة في الوجود
حين تصطدم اجساد المؤمنين مع اجساد الكفار في بأس شديد و تتناثر الأشلاء و الدماء و ينطلق جند الله فيقتلون و يقتلون
طلما تأملت في هذه اللحظة التي يحبها الله فهمها خاصة المؤمنين حين رأوا الأحزاب وقالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله
أن تلك الفئة التي امتلأت بحب الله من النبي صلي الله عليه وسلم وصحبه فهمه حقيقة الكون و الوجود وعلما أقدس اللحظات إنها أقصى لحظات الألم ..حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه نصر الله ..أنه القطب الموجب الأكبر للوجود ..كانت أشد لحظات الألم هي أكبر لحظات النشوة للمؤمنين و المحبة لرب العالمين التي تركها كان مقتا
إن الله لم يخلق العالمين إلا لأجل هذه اللحظة صدقوني ( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون ) وكل الدنيا مصممة كابتلاء لأجل التوجه إليها و تحقيقها (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)
انها ذروة عبادة الله و انقيادة في فلسفة اختبار الدنيا كلها
إنها اللحظة التي تحدي فيها الله ابليس ..إن عبادي ليس لك عليهم سلطان
إن ابليس من كبره قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا ﰽ قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا ﰾ وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَيۡهِم بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا ﰿ إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا
إن أيذاء موسى الذي ذكر في القرأن أكثر من مرة مذكور في سورة الصف و الأحزاب فما هو اشد ايذاء تعرض له موسى عليه السلام من قومه
تأمل معي إن قول بني اسرائيل ( اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون )
لم ياتي فجأة إن له تأصيل عندهم في موسى قبلها ستجد أن بني اسرائيل ترسخ لديهم أن موسى عصبي متسرع ولعياذ بالله أرعن و كان دعوته للقتال ليست رشيدة و لا متعقلة
و موسى لم يغضب غضبا شديدا إلا في موضوع واحدا في القرآن حتى ألقى الألواح و اخذ برأس أخيه يجره إليه ..وما كان يريد بني اسرائيل من نبيهم ورسولهم ..وقد رجع فوجد الطامة الكبرى انه كطعنة غائرة في القلب لان تزمق جسده قطعة قطعة أهون من هذه الحسرة و الخزي الذي رأه من قومه حين وجد مشهد قوم مشركين يعكفون على العجل بسبب تسويل عالم السوء له تأويل فاسد من أثر الرسول
ثم ان وكزه لأحد قوم فرعون كان قتل خطأ و قد تاب موسى رغما أنه قال لفرعون و تلك نعمة تمنها على أن عبدت بني اسرائيل فلولا الظلم المهول لما وقع هذا التشنج ..
كذلك كفار و منفقين اليوم يرمون النبي بنفس التهم يسمون جهاده غزوا و نهبا و قطع طريق و عنفا ..و فق قطب الحياة الأخر القرار السلبي الساكن ( الزواج و الجنس ) سموه ما عرفتم من انه - حشاه- شهواني يتبع شهوته .
وللعلم إن ما دفع هؤلاء لهاذا التصور الفاسد عن الجهاد و النكاح إلا لانهم مشركون بالأساس و يضعون شعارات تشدقية فارغة يزعمون انها إصلاحية و هي أفسادية تدمر الفطرة و تتعارض مع طبيعة النفس البشرية
فالمسيحية ترى القتال مرفوض البتة ولو دفاعا عن النفس و الإيمان
و ترى كذلك أن الجنس لا يطلب بذاته و ينكرون طبيعة الذكر التعددية
ورغم شعارتهم تلك إلا أنك ستراهم أكثر فرقة في التاريخ حدث فيها ومنها القتل سواء بين أهل ملتها أنفسهم أو في العالم
و ستجد أيضا رغم أنهم يرفعون راية العلاقة الأحادية أكثر أمة في العالم لديها ازدواجية وعلاقات في العلان وفوضى في السر
انها عملية متراكبة مزدوجة انها شريعة متصلة ( جهاد - قتال - قتلي و شهداء -نساء أيامى و يتامى - نكاح - عفة وميلاد أمة جديدة )
منظومة كاملة لا تنفك بين جبهة خارجية تقاتل و جبهة داخلية عفيفة تحافظ على بيضة الأمة و نسلها و نشأها و تحفظ حقوق اليتامى و النساء و النشأ الصغير
في أولويتها ..ثم أنها لا تغفل أبدا الجانب الفردي الذي يستمتع بالطيبات و ينعم بالخيرات من ذكر و انثى
ما أعظم منظومة ذلك التشريع
أن الكون ثنائي و إن قطبي ثنائي المشاعر البشرية و الفرائض في المجتمع المؤمن تتبلور في ذروتها التنفيذية عند هذين القطبين
القطب الموجب( أحكام و أداب و الحالة المقدسة الكبرى و الألم المقدس الأسمى المؤيد بالروح و الملاكة و هي لحظة القتال والنشوة الكبرى وتفجر دماء المؤمنين ) إنها أقصى أنواع القطب الموجب
القطب السالب ( لحظة المتعة الكبرى من التصاق جسد مؤمن و مؤمنة وفق الرباط المقدس و الميثاف الغليظ ليستمتعوا بنعمة التجاذب المودعة في أصل فطرتهم )و لحظة كبرى أخرى من وضع ماء الحياة المقدس الذي أصله تعليمات برمجية خلقها الله بيديه في خلق أدم و نفنخ فيها من روحه الأمين واخذ من بني أدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم ألست بربكم ..إنها تلك النواة المقدسة التي نسخت من كلمة الله الأولى فحمله الذكر في ظهره ليضعها مستودعا في رحم زوجه وانثاه لترعاها في عمق رحمها و اعمق مكان في جسدها لحظة المس التي يمس فهيا ماء المؤمن و يغمر بويضة مؤمنة )
إن كلتا اللحظتان هما لحظتان مكرمتان مقدستان فالأولى الله يحبها ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) و يمقت ضدها من تركها
واللحظة الأخرى هي لحظة طيبة بنص القرآن ( انكحلوا ما طاب لكم من النساء ) و هي لحظة الزوجية المقدسة ( خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة )
انها قطبين موجب وسالب للجماعة المؤمنة إن الجماعة المؤمنة لها قلب نظري من الأيمان بالله و اليوم الأخر و الغيب و الكتب و الرسل ..لها تطبيق من عمل صالح لا يصدق الايمان الا به وههما قطبان هذا الوجود الإيماني للجماعة المؤمنة
واني وأنا أنزع كل أوصاف المنافقين و الكفار يجب أن أنزع تلك الأوصاف القبيحة عن القتال في سبيل الله الذي لم يحدث إلا من نفوس سلمية مؤمنة تم الاعتداء عليها و أذن لها ربها بقتال مقدس يختبر فيه صدق إيمانها يجب أ نغسل هذه الفريضة من كل من وصفها بغير صفتها أو أخرجها من حقيقتها من المنافقين و الكفار
يجب أن نزيل عنها أي وصف سوء
وكذلك تلك الصفة الأخرى التنفيذه للجماعة المؤمنة من النكاج
أكبر
ودعني أغوص عند مصطلح النكاح قبل أن أبدأ في الانتقال لأي كلمة أخرى
العلاقة بين الرجل والمرأة - هذه العلاقة التي تشكل نواة بناء المجتمع الجديد.
إن هذا الترتيب الإلهي ليس عبثاً، بل هو حكمة بالغة. فالمجتمعات لا تُبنى بالانتصارات الخارجية فحسب، بل بالتماسك الداخلي. والتماسك الداخلي أوله أن يتصالح الانسان مع نفسه و طبيعته و يقر بطبيعته الزوجية و حاجته الجنسية تلك الطاقة الجذبية العارمة التي تجذبه لزوجه لتكون نواة ذلك المجتمع النقي من الأسرة - من العلاقة المقدسة بين الزوج والزوجة. فإذا صلحت هذه العلاقة - علاقة الانسان بطبيعته و نفسه أولا ثم علاقته مع زوجه و شقه ورفيق دربه -، صلح المجتمع كله، وإذا فسدت، انهار البناء من أساسه.
لذلك نجد أن سورة الأحزاب، بعد الحديث عن النصر على الأعداء، تنتقل مباشرة إلى تنظيم الحياة الداخلية للمؤمنين، وعلى رأسها العلاقة الزوجية. هذه العلاقة ليست مجرد تفاصيل شخصية يتركها الدين للأهواء والعادات، بل هي محور أساسي في بناء الدين والدولة معاً.
الفصل الثاني: الجنس كرباط مقدس واتصال جسدي شكراني لله
في فهم الإسلام العميق، ليس الجنس مجرد شهوة أو لذة عابرة، بل هو عبادة مقدسة وحالة إيمانية عميقة. إنه لحظة يلتقي فيها جسد رجل مؤمن بجسد امرأة مؤمنة في حالة من التسليم والانقياد الكامل لله، مُحققين بذلك اتحاداً يجمع بين أعلى درجات اللذة الدنيوية وأسمى درجات اللذة الإيمانية.
طبيعة الزوجية في الكون
خلق الله كل شيء في هذا الكون "زوجين" - من أصغر مكونات الذرة التي تنقسم إلى سالب وموجب، إلى كل مظاهر الحياة. هذه الزوجية الكونية ليست عبثاً، بل هي دليل على وحدانية الله وكماله المطلق. فكل مخلوق هو جزء من زوج، محتاج إلى شريكه، بينما الله وحده هو الواحد الأحد الذي لا يحتاج إلى شيء.
الجنس كاعتراف بالعبودية
في العلاقة الجنسية بين المؤمنين، يتجلى أعمق معاني العبودية. فهي اعتراف بالفناء والاحتياج، واعتراف بوحدانية الله وغناه. إنها لحظة يدرك فيها الإنسان أنه مخلوق ناقص، يحتاج إلى شريكه ليكتمل، وهذا الاحتياج هو شاهد على كمال الله وحده.
التفريق بين عقدة النكاح و النكاح والمس و اللمس و المباشرة و الدخول و الخطبة و التعريض بالخطبة و رجاء النكاح بل و صنع المتعارف عليه في النفس لاظهار تلك الرغبة بل ومرحلة الأعجاب
فما ترك القرآن من شيء
يُفرّق القرآن بدقة بالغة بين مصطلحات عدة تمثل دورة العلاقة بين الرجل و المراة في أدق صورها تماما على الذي أحسن و تفصيلا لكل شيء
1- الأعجاب بالحسن ..ولو أعجبك حسنهن
وهنا مسألة يجب تصورها المجتمع المسلم لم يكن منغلقا لا يرى فيه الرجال النساء فولا قول الله ولو أعجبك حسنهن دليل على أن النظر ان اعتياديا بل ما يقع في النفس من الاعجاب كان طبيعيا و المشكلة لم تكن في الاعجاب ذاته لكن فيما بعده
وكيف سيعرف الرجال ان امراة حسنة أو دون ذلك دون أن يكون ظهور وجههن أمرا اعتياديا
لكن المجتمع المسلم كان مجتمع عملي و في نفس الوقت تقي ..فالله أمر بغض البصر عموما سواء على المؤمنين أو المؤمنات و اللفظة هي أدق ما يمكن فليست هي يغض البصر الكال بل بدقة اللفظ القرآن غض من البصر جزء من البصر ..وهذا من أعظم التأدب يغضون من أبصارهم فلا تجد المؤمن يتمعن في أجساد و ووجه النساء و يطيل التمحيص بلا حاجة
ثم أن هناك تفريقا عظيما يجب الوضع في الحسبان له المجتمع المؤمن كان يفرق تماما بين المرأة الأيم - وهي التي لا زوج لها - و بين المرأة
يفصل تفصيلا شديدا و دقيقا
"عقدة النكاح" و"المس" و "اللمس". فالمس هو المقدمات والملامسة، بينما النكاح هو الإيلاج الكامل الذي يمكن أن يؤدي إلى الحمل وولادة حياة جديدة. هذا التفريق ليس مجرد تفصيل فقهي، بل هو إشارة إلى أن النكاح الحقيقي هو الذي يُثمر حياة - هو اللحظة المقدسة التي يجتمع فيها ماء الرجل بويضة المرأة في عمق جسدها لتنبت أعجوبة الخلق الجديد.
الفصل الثالث: زيجات النبي كحمل رسالي وليس امتيازاً شخصياً
طبيعة التكليف النبوي
كانت زيجات النبي صلى الله عليه وسلم حملاً رساليًا شديداً، وضعته في موقف حرج على المستوى الشخصي، لكن الله رفعه بحكمته وجعله مثالاً في قدسية العلاقة الزوجية. يقول الله تعالى: ﴿مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنۡ حَرَجٖ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُۥۖ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلُۚ وَكَانَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قَدَرٗا مَّقۡدُورًا﴾.
هذا الحرج الذي يشير إليه القرآن دليل على أن النبي لم يكن يسعى لهذه الزيجات من تلقاء نفسه، بل كانت فريضة من الله، يؤديها طاعة وانقياداً.
التبتل والزهد في طبيعة النبي
كان النبي صلى الله عليه وسلم من أشد المتبتلين إلى الله في عبادته. لو فرض الله عليه التبتل التام والصوم المستمر، لكان أول المستسلمين. لكن الله أراد أن يجعله مثالاً كاملاً للحياة الإنسانية، فشملت رسالته كل جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقة الزوجية المقدسة.
الهدف الأسمى: دمج العبادة بالحياة
أراد الله من خلال زيجات النبي أن يُظهر كيف تندمج العملية الجنسية مع العبادة الربانية، لتشمل كل جوانب الحياة ولحظاتها المقدسة. فاجتمعت في هذه العلاقات لحظة المتعة القصوى الدنيوية مع اللذة الإيمانية العليا، لتقترب ذروة زينة متاع الحياة الدنيا من زينة الإيمان في القلوب.
الفصل الرابع: وهم "خصائص النبي" في الزواج
تفنيد خصيصة العدد في الزواج
انتشر وهم أن من "خصائص النبي" أنه يحق له الزواج بأكثر من أربع نساء، بينما يُحرم ذلك على غيره. لكن تدبر آية ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ يُظهر أن هذا فهم خاطئ.
فكلمة "مثنى وثلاث ورباع" ليست حصراً، بل هي أسلوب عربي يدل على التنويع والتكثير، كما نقول في اللغة "جاءوا مثنى وثلاث". والشرط الأساسي في الآية ليس العدد، بل العدل: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾.
السياق الحقيقي للآية
جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن اليتامى وأموالهم، ثم انتقلت للحديث عن الزواج من أمهاتهم الأرامل. هذا يوضح أن الزواج المتعدد في الإسلام ليس مجرد "متعة" أو امتياز، بل هو مسؤولية ورعاية اجتماعية. فالرجل الذي يتزوج أرملة لديها أيتام يتحمل مسؤولية كبرى تتطلب منه العدل والإحسان.
الفصل الخامس: الغيرة بين الفضيلة والرذيلة
الغيرة كمشاعر إنسانية طبيعية
الغيرة مشاعر إنسانية عميقة تعتري كل من يحب بصدق. وهي في أصلها من كمال المحبة وصدق الوفاء. فالمؤمن يغار على محارمه، والمحب الصادق يغار على حبيبه. هذه المشاعر ليست عيباً، بل هي دليل على صدق العلاقة وعمقها.
متى تكون الغيرة محمودة؟
تكون الغيرة محمودة عندما تكون:
- دافعة للمحافظة على كرامة المحبوب
- مُحفِّزة لتقديم الأفضل في العلاقة
- ضمن حدود الشرع والعقل
- خالية من الظلم والإيذاء
متى تكون الغيرة مذمومة؟
تصبح الغيرة مذمومة عندما تتحول إلى:
- منع المرأة من حقوقها الشرعية
- إيذاء بدني أو نفسي
- حبس أو إضرار
- تحكم مفرط يُفقد العلاقة معناها
الغيرة في الطلاق: حكمة التشريع
أعظم مثال على حكمة الإسلام في التعامل مع الغيرة هو حكم الطلاق الثلاثة. يقول الله تعالى: ﴿فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ﴾.
هذا الحكم هو أعظم رادع لأي رجل في قلبه مثقال ذرة من حب لزوجته. فإذا وصل الأمر إلى الطلاق الثلاثة، دل ذلك على أن المحبة قد انتهت تماماً، وأن الرجل لا يقدر هذه المرأة حق قدرها، فهي أولى بمن يقدرها ويكرمها.
الفصل السادس: التخيير الإلهي لأمهات المؤمنين
الحكمة من التخيير
لرفع الحرج وإقامة العدل، ولبيان أن المكانة والتشريف كانت اختيارية محضة، خيّر الله زوجات النبي بين أمرين:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾.
حقيقة التضحية
المرأة التي اختارت أن تكون زوجاً للنبي، ثم اختارت البقاء معه، كانت تعلم أنها ستُحرم بقية عمرها من أي علاقة زوجية بعد وفاته. هذا ليس امتيازاً، بل تضحية عظيمة. لقد آثرت شرف هذه العلاقة المقدسة على كل متع الدنيا.
تفنيد شبهة الظلم
هذا التخيير يقطع حجة كل من يتهم الإسلام بظلم المرأة. فكيف يكون ظلماً وهي التي اخترت بنفسها هذا الطريق؟ إن الحكم الإلهي بعدم زواجهن من بعده ليس "ظلماً" بل هو "تكريم" و"حماية" لمكانتهن الرفيعة التي اخترنها بأنفسهن.
الفصل السابع: حقيقة "إيذاء رسول الله"
الفرق بين النبي والرسول
عندما يقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ﴾، فإنه لا يتحدث عن "محمد بن عبد الله" كشخص، بل عن "رسول الله" كمنصب ومقام.
إيذاء الرسالة لا الشخص
القرآن يخبرنا أن النبي "ميت": ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾. فكيف يُؤذى الميت بزواج أحد من زوجاته؟ إن الإيذاء هنا متعلق بالرسالة ومكانتها، وبصورة الإسلام في قلوب المؤمنين.
حماية الرسالة من العبث
لو تزوجت إحدى أمهات المؤمنين من بعد النبي، لكان في ذلك مجال للمنافقين والمعادين للطعن في الرسالة. قد يقول أحدهم "تزوجت امرأة الرسول"، وربما يكون منافقاً أو كافراً في الباطن. هذا أمر لا يرضاه أي مؤمن يقدر مكانة الرسالة.
الفصل الثامن: عدة الوفاة وحكمة التشريع
آيتان متكاملتان لا متضادتان
هناك آيتان تتعلقان بالمرأة المتوفى عنها زوجها:
آية العدة: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾
آية المتاع: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾
الحكمة في آية المتاع
آية المتاع تعطي المرأة حق السكن في بيت زوجها لمدة عام، مع شرطين يُكرمان الزوج المتوفى:
- عدم التزين لطلب النكاح: فلا يحق لها أن تُظهر رغبتها في الزواج أو تتزين لهذا الغرض
- عدم النكاح في بيت الزوجية: فحرمة للزوج المتوفى، لا يحق لها أن تتزوج في بيته الذي لا يزال من تركته
لطيفة الأربعة أشهر والعشر
قد تكون هذه المدة مرتبطة بحكمة عميقة: فهي الوقت اللازم علمياً لكي يتحلل الجسد تماماً ولا يبقى منه شيء سوى العظام. كأن الله يقول: ما دام لحم زوجك لم يتحلل في تربته، فلا يحل لك الدخول بغيره.
حرية الخروج مع حرمة التزين
"غير إخراج" لا يعني منع المرأة من الخروج لحاجتها، بل هو خطاب للورثة ألا يُكرهوها على ترك البيت. فهي تخرج متى شاءت لحاجاتها، لكن لا تخرج متزينة لطلب الزواج، ولا تُصرح بالخطبة في هذه الفترة.
الخاتمة: منهج متكامل للحياة
إن ما تقدم من تدبرات يكشف لنا عظمة المنهج القرآني في التعامل مع الحياة الإنسانية بكل تفاصيلها. فالإسلام لا يُفرق بين العبادة والحياة، بل يجعل الحياة كلها عبادة، والعبادة منهج حياة.
العلاقة الجنسية في الإسلام ليست مجرد شهوة يُتاح إشباعها، بل هي عبادة مقدسة، وبناء لمجتمع، وتحقيق لمعاني العبودية لله. وأحكام الزواج والطلاق والعدة ليست مجرد قوانين جامدة، بل هي تشريعات حكيمة تراعي المشاعر الإنسانية وتُنظم العلاقات الاجتماعية وتحفظ كرامة الإنسان.
هذا هو الإسلام الحقيقي: دين ينظم الحياة كلها، ويرفع الإنسان إلى أعلى درجات الكمال الإنساني، دون أن يُنكر فطرته أو يُحقر من شأن حاجاته الطبيعية، بل يُطهرها ويُقدسها ويجعلها طريقاً إلى الله.
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
نظرة في حياة الناس و فلسفاتهم
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
إن القرآن لم ينزل ليكون كلاما معزولا عن الحياة نتبرك به قراءة ثم نضعه على الرف ..إنه نزل ليلتحم بالحياة فيصلحها و يتحول إلى مجتمع ثلاثي الابعاد تتلاقي فيه السنة الكونية مع السنة الوحيية فهما مصدر واحد و ما الوحي إلا كتلوج لحياة مستقيمة و للقيام بالامانة
وحينما نبدأ بإقامة التصور عن الحياة يجب أن نمر على كل البشر بأفكراهم سنتصادم بها و نشهد عليها و نوافق و نخالف ...إن الشهادة على الناس لن تنفع دون أن نعلم ما هم عليه لنشهد ...إن الشهادة ليس حكما ..أننا فقط نوالي ونعادي ونشهد ما وافقوا فيه الحق و ما خالفوا ...الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
أن القرأن يضع لنا عدة أصول يجب أن ننطلق منها في محط شهادتنا على الناس يغفل عنها أصحاب الكبر و النرجسية الأممية والعصبية القومية التي حولت الإسلام إلى جاهلية معنونة بعنوان لا يصف طبيعتها .
أول قاعدة : الله أرسل نذيرا في كل أمة و ليس أمتنا فقط (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)
و ثاني قاعدة :أن كل رسول أرسل بلسان قومه ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وثالث قاعدة أن الكتاب و النبوة في ذرية نوح و ابراهيم و ليس ذرية ابراهيم فقط ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ)
و رابع قاعدة أن الرسل المذكورين في القرأن ليسوا هم الرسل حصرا إنهم مجرد أمثلة أقرب الأمثلة لحضارتنا و أمتنا و وعينا الأممي و ليس هم حصرا ( ۞ إِنَّآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ كَمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ نُوحٖ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَٰرُونَ وَسُلَيۡمَٰنَۚ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ﲢ وَرُسُلٗا قَدۡ قَصَصۡنَٰهُمۡ عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُ وَرُسُلٗا لَّمۡ نَقۡصُصۡهُمۡ عَلَيۡكَۚ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا ﲣ رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ﲤ لَّٰكِنِ ٱللَّهُ يَشۡهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيۡكَۖ أَنزَلَهُۥ بِعِلۡمِهِۦۖ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَشۡهَدُونَۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًا(
وخامس قاعدة أن الأمم العتيقة الباقية هي من أمنت أما العاتية و الكافرة فقد أهلكت ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)
لو جمعنا الخمسة قواعد على بعض سنجد استنارة عظيمة ..إن ما سمي بالأديان الإبراهيمية ليست وحدها هي الأديان السمواية و ليس العرب و العبرانيين هم وحدهم من أرسل فيهم الرسل ...وادعاء هذه الخصيصة جهل مطبق بسنة الله الكونية ( رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ) وهي أن الله من تمام حجته أن أرسل الرسل (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) فكيف يقام حجة على الناس برسول ليس بلسانهم
والرسول و النذير هو وصف أعم من النبوة فقد أثبتنا مرارا أن الوحي المباشر من الله لم و لن ينقطع وهو تواصل الله على من شاء فالله أوحى لأم موسى و أوحى للعبد الذي قابله موسى نعم الانبياء ختمت و الكتب ختمت لأن الكتاب مرتبط بالنبوة( الكتاب والنبوة )لكن الوحي و الإلهام باقي للأبد فالله يتواصل مع من شاء من خلقه اينما شاء ووقتما شاء وهذا ليس فتحا لباب ادعاء النبوة أو كتاب جديد إنما فقط ان رسائل الله و هداستها وفتوحاته باقية...و لن أتعمق في هذه الحقيقة الان لكن لنكتفي بالزمان الغابر فهو يقينا كل أمم الأرض أرسل الله فيها رسلا و نذرا و تلك الرسل كانت بلسان أقومهم
إن وضعنا لتلك الحقائق الأربعة سيؤكد لنا حقائق
فالأمة الصينية ان فيها رسول و الأمة الهندية كانت فيها رسول و اليابانية و التبتية و اليونانية..إلخ
وهنا سنجد حقيقة عظمى غابت عنا إن نزعنا هذا الاحساس الدفين بالكبر
كونفشيوس رسول الأخلاق ...ان من تعمق من شخصية كونفشيوس علم علم اليقين أنه رجل من أولياء الله ..أمن بالطاوى في أبهى صورها وهو قانون السماء الذي جاء من ذات عليا واحدة تحيط بالموجود وتحكمه إنه وحد الحكم لله في أبهى صوره و على أهم ما يصلح به أمر الناس إنه مطبق لحرفية أصول المحرمات ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) و لميثاق العمل الصالح (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) و أن جزاء الأبدي على مخالفة الطاوى وحكم السماء جزؤها مقيت أبدي
سيقول الناس إن كونفشويس كان ملحدا غير مؤمن بالله ...وهذا لجهل هؤلاء بالله من جهة و لتحريف الأتباع لدين كونفشيوس ثانيا فاليهود و المسلمين و النصارى غرقوا في تصورات فلسفية كلها كذب على فاليهود أجرأهم تصوراوا ان اباهم سمي اسرائيل لانه دخل عركة تصارعية مع الله او مع ذات إلهية ..و قالوا يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا و المسيحيون قالوا المسيح هو الله و ابن الله و المسلمون كما ترى صار الله لديهم مختص بشؤون الشعائر التي سنها الأحبار و الرهبان وهجر حكمه في كل الحياة و تصوراتهم عن الله تناولها ذات التحريف من تجسيم و تشبيه وخرافات
كيف يكون كونفشيوس ملحدا وهوا يومن أن للطبيعة غاية و للسماء حكم يجب الخضوع له و ليس معنى السماء بالتأكيد أنه يعبد السماء ..انه مثل قول الله تعالى ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )
أقول إن كانت المسيحية حرفت بهذا الشكل وتحول المسيح الموحد المؤمن بدلا من دعوة لعبودية الله إلى دعوة لألوهية المسيح ..فما بالكم بالكنفوشسة و مدى تحريفها
لكن لو بحثنا و حفرنا ونزعنا تراب الذي أهاله أتباع الكنفوشية المتأخرين و الذي أهاله و ردم به اتباع الأديان الأبراهيمية لتشويه صورتهم لعلمنا أصل الحقيقة
كونفشيوس كان رسول الأخلاق ..لكل جلعنا منكم شرعة و منهجا لكن أصله واحد من الانقياد والطاعة لله وحدة و العبودية لأمره المنزل من السماء و تحريم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الأثم والبغي بغير الحق
و ستجد بوذا ...بوذا هو رسول الصلاة ...كيف يكون ملحدا وهو يؤمن إيمانا راسخا لا مزحزح له أن للوجود غاية عظمى و ان الاستسلام لأقدار الله و اليقين به و التانغ و الرضى و الانسياب معها لب النيرفانا و حالات الترقي ..إنه يرى عظمة الله في كل ذرة و في مجرة ..إن التأمل و الصلاة في البوذية شيء مهيب جدا إنها كما في الاسلام دواء الألم دواء ايذاء المنافقين ..إن في كل مشهد مهيب و شدة كبيرة يامر الله بالمؤمنين بالاستعانة بالصبر و الصلاة ..
بالتأكيد لن أقول أنهم يهدوننا بوذا و كنفوشيوس ...فابراهيم واسماعيل هما أمام المصليين و العاكفين و الركع السجود ..لكن لا يمنع أن نعترف أن أمم اخرى كان لهم رسل يحملون نفس النفحة النورانية من القبس الإلهي
نعم إن الله جعل إمامنا ابراهيم عليه السلام لانه الاكمل و الأوضح و الأقرب لكن لا يمكنع أن قبل الحنيف حنفاء و قبل الرسل رسل
وهذا الأصل سيجع البشرية كلهم أخوة و كلهم مرت عليهم سنن الاختلاف و الضلال و الرجوع للأصل سيكون منبعه واحد وهو أصل الإيمان قبل الشرك
وسيجعلنا نكتشف الكنوز ليس فينا فقط بل في الأمم قبلنا نحن لسنا بدعا من العالم و لسنا الوحيدون الذي أصطفى الله منا رسل و حبانا بتواصله بلساننا يجب أن نعترف و نتوب من كبرنا وجعهلنا
انظر إلى سقراط الذي كان يلهمه الله لبنات التوحيد و الإيمان بالله و اليوم الأخر أنظر للتجليات العظمي في كلماته و تلميذه أفلاطون و تلميذهما أرسطوا ..بل الاستنارات التي اكتشفاها ابن رشد و ابن سينا و الفاربي ليكتشوا أن خط الوحي الألهي واحد في كل الأمم ...و سؤكد أن إمامنا أبراهيم عليه السلام و لكن لا يعني لا يعني البتة أن الأمم قبلهم قد أهملها الله و لا هداة فيهم و لا رسل
نحن إن اكتشفنا ذلك سنعلم اننا كغيرنا بشر مما خلق يغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء و أن الإيمان و العمل الصالح ليس كالاماني
..وسانتقل بعد هذا للكلام عن أحد الفلاسفة المعاصرين وهو أوشوا هذا الرجل الذي فهم حقيقة عميقة ولولا حيلولوته بينه و بين الإيمان الكامل لكان له أمرا عظيما
إننا إذا ما تكلمنا عن الجنس كعبادة مقدسة لم يسعنا إلا أن نذكر أيات الذكر الحكيم التي تصف نعيم الزوجية وطيب النكاح المشروط بالأيمان ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)(فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ)(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
إن من العجب أن يفهم أوشوا هذه الحقيقة في أجلى صورها ..إنه يرفض الزواج الكهونتي أشد الرفض لا لأنه يرفض قيوده لكنه سجن الانسان و بدلا من أن يفتح له على العبادة الجنسية المقدسة ...صار سجنه الأبدي الذي يحرمه من نعيم نفسه .
أوشوا فهم أن الجنس بوابة للتأمل تلك اللحظة التي تتلاقى فيها جسد الرجل و المراة ليس اعتباطا ما أودعه الله من قوة سحرية و مكافأة عارمة تجتاح البدن
إن أرقى انواع الجنس هو من يبدأ بالعقل و الفكر و الوعي و ينساب من أعلى لأسفل ..لا من أسفل لأعلى ...إن الله ذم اتباع الشهوات و لم يذم من تعقل و تعبد فجزاه بان لهم فيها ما يشتهون ...ان الله ذم من اتبع الهوى و حرم ما أحل الله أو استحل ما حرم .ولم يذم من استتمتع بالطيبات (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
لذلك الجنس ينبقغى أن ينبع هذا الاتصال الجسدي من التوافق القلبي أولا عبر القلب و العقلي ثانيا عبر الزوجية و التناظر ثم يناسب ليلتحم في كل أجزاء البدن
إن من أعظم صفات المؤمنين و المؤمنات أنهم لفروجهم حافظون و حافظات لا يمتهنون الجنس و يدسونه في الخباثات بل تلك الأعضاء لا توضع إلا في موضعها عبر اتصال كامل للجسد مؤمن و مؤمنة بمثاق غليظ و رباط مقدس
إن أوشوا فهم الحقيقة متجردة لكنه لم يعرف الطريق إليه و لم يعرف كيف يحميها
إن من ينظر في واقع أوشوا و ينظر لمؤلفاته سيرى العجائب ..ٍيعرف لما أثار زلزلا مهولا
إنه ليس مجرد مفكر و لا فيلسوف كتب كلاما على الورق فصفق له الناس في مجالس فكرية خاصة ثم مات و بقي كمجرد أيقونة جميلة لتندرات فكرية
إنه لمس جوهر يهم حياة الناس ..إن الذي لا يعرفه الكثيرون لقد شكل أوشوا نواة مجتمع إيماني نعم غير مكتمل لكنه كان مجتمع جميلا متماسكا جدا و ينموا باطراد و ثبات مهول
لولا أن أوشو و اتباعه استعجلوا النصر لقد كانات أمريكا الان كلها تحوم في فلسفة أوشو ...أننا ونحن ننظر في سورة الأحزاب و ننظر كيف نشا مجتمع أوشوا الذي تأسس على فلسفة الجنس المقدس كيف كان بهذا القوة و التماسك ونمى في أشرس بقاع الأرض رأسمالية و قوانين ولكنه تهدم لأن النبتة كانت عارية بلا تربة بلا ماء بلا ترجيب و دعائم فماتت ماتت موتة محزنة و تكسرت و تهدمت
لكن فلسفة أوشوا فيها هذا النور
يجب أن نعلم في الفصل القادم الذي ساكتبه أن الجنس مقدس مقدس قداسة كبيرة وانه قطب الأفعال كما أسلفت للجماعة المؤمنية بين موجب القتال و سالب النكاح تجوب قوة ذلك المجتمع العتيد
و بعد أن ذكرت هؤلاء
و أنا لن أعين اعيانا من رسل لكن لنفكر سويا بكل دقة
إن القرى التي بقيت هي من أمنت و من ك
(أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٖ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنۡ هَدَيۡنَا وَٱجۡتَبَيۡنَآۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَبُكِيّٗا۩ ۞ فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا )