عودة المسلمين لميقات رب العالمين

رضاع الكبير - حين تُهدم الفطرة والقرآن بحديث واحد

مقدمة: جريمة في ثوب رواية
من أعجب وأغرب ما ستجده في كتب التراث، وأكثرها صدمة للفطرة السليمة والمنطق القرآني، هي تلك الرواية التي تُعرف بـ"حديث رضاع الكبير". إن هذه القصة ليست مجرد رواية غريبة، بل هي مثال صارخ يكشف عن منهجية كاملة في التحريف: كيف يتم هدم نص قرآني محكم، وتوسيع دائرة الحرام بلا إذن من الله، وتجاوز حدود العقل والحياء، كل ذلك في سبيل ترسيخ سلطة "الرواية" الظنية، وجعلها حاكمة على كتاب الله اليقيني.

  1. منهج القرآن في الرضاعة: حدود الحكمة والزمان

قبل أن نخوض في ظلمات الرواية، دعنا نبدأ من نور القرآن. لقد وضع كتاب الله للرضاعة، التي يترتب عليها أثر المحرمية، إطاراً واضحاً ومحكماً، يقوم على أساسين:
الحد الزماني (حولين كاملين):
إن الرضاعة التي يعتد بها الشرع، والتي تؤثر في تكوين الطفل ونشأته، محددة بمدة زمنية لا تتجاوز العامين. يقول الله تعالى:
﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ...﴾ [البقرة: 233].
وهذا الحد الزماني ليس اعتباطياً. فمن المعلوم طبياً أن الرضاعة بعد هذه الفترة لا تكون ذات فائدة غذائية جوهرية للطفل الذي بدأ يعتمد على الطعام العادي. ولعل في هذا التحديد حكمة أعمق، ترتبط بما يسمى حديثاً بـ"الأثر فوق الجيني" (Epigenetics)، حيث تكون خلايا الرضيع في هذه الفترة في أقصى مراحل الانقسام والتشكل، فيكون للبن الأم المرضعة أثر بالغ في التعبير الجيني للطفل، مما يخلق رابطاً بيولوجياً حقيقياً. أما بعد ذلك، فالأمر لا يعدو كونه مجرد شرب للحليب.
الحد التشريعي (الأم والأخت فقط):
حين عدد القرآن المحرمات من النساء في سورة النساء، كان دقيقاً ومفصلاً تفصيلاً قاطعاً. وفيما يخص الرضاعة، حصر التحريم في فئتين واضحتين لا ثالث لهما:
﴿...وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ...﴾ [النساء: 23].
لاحظ يا باحث عن الحق: لقد ذكرت الآية المحرمات من النسب تفصيلاً (الأمهات، البنات، الأخوات، العمات، الخالات، بنات الأخ، بنات الأخت)، لكنها عند الرضاعة، اقتصرت على الأم والأخت فقط. لم تذكر "عماتكم من الرضاعة" ولا "خالاتكم من الرضاعة". إن الوقوف عند هذا النص المحكم هو عين الاستسلام لأمر الله. أما التوسع في التحريم ليشمل كل ما يحرم من النسب، عبر حديث مكذوب يقول "يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب"، فهو كذب بحت وتعدٍ على حدود الله، وتقوّل عليه في التحريم ما لم يأذن به.
  1. جريمة الاختلاق: صناعة قاعدة لتبرير فضيحة

لماذا إذن احتاج فقهاء التراث إلى هذا التوسع في التحريم؟ لماذا اخترعوا قاعدة "يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب"؟
لقد احتاجوا إليها لتبرير فضائح أخرى أشنع، وعلى رأسها تلك الرواية المشينة عن اغتسال أم المؤمنين عائشة أمام رجل غريب، وحين واجهتهم شناعة الفعل، قالوا كذباً إنه "ابن أخيها من الرضاعة"! لقد اضطروا لاختلاق قاعدة تحريم عامة، لكي يمرروا رواية خاصة تهدم أصل الحياء. إنها جريمة بنيت فوق جريمة.
  1. القصة كما رووها (الفضيحة الموثقة)

الآن، وبعد أن عرفنا حدود القرآن، لننظر كيف تصطدم هذه الرواية معها. القصة، كما وردت في أصح كتبهم كـ"صحيح مسلم"، تدور حول "سالم مولى أبي حذيفة" الذي تبناه أبو حذيفة قبل إبطال التبني. فلما بلغ مبلغ الرجال وصار ذا لحية، شعرت زوجة أبي حذيفة، سهلة بنت سهيل، بالحرج من دخوله عليها. فذهبت إلى النبي ﷺ، فجاءها الحل المزعوم: "أرضعيه تحرمي عليه".

لقد أخذوا هذه الرواية، التي تخالف حدود القرآن الزمانية والتشريعية، وتخالف الفطرة والحياء، وبنوا عليها جواز "رضاع الكبير"، فاتحين باباً من العبث لا يعلم مداه إلا الله.

  1. الانهيار الداخلي: شهادة بيت النبوة والراوي المتهم

إن هذه الفضيحة لم تمر حتى على أهل ذلك الزمان.
هل كانت هذه الرواية خلاف حقيقية بين أمهات المؤمنين كما زعموا . فبينما يُنسب تبني هذه الرخصة –كذبا وافتراء على أم المؤمنين عائشة-، فإن هناك روايات نسبوها ايضا لأمهات المؤمنين وعلى رأسهن أم سلمة، رفضنها رفضاً قاطعاً واعتبرنها رخصة خاصة لسالم فقط وأبين أن يدخل عليهن أحد بهذه الطريقة وهذا لا أقول دلالة على خلاف حقيقي بين ام المؤمنين و ام سلمة بل خلاف داخل البلاط الروائي الذي اصطنع هذه التشريعات الموالية فكل واحد يأخذ أسانيده يتلاعب بها كعرائس الماريونت ويقول فلانة قالت وفلان قال .، و أظن أن هذه الرواية من دسائس بعض المنافقين كالطلبيين من كرهوا ام عائشة بعد وقفوها في معركة الجمل أمام الثوار فهم أسلاف منافقي حادثة الافك يردون أن يزرعوا فينا أن أم المؤمنين عائشة كانت ترضى أن تدخل عليها رجال بالغين يرضعوا منها وأبت أم المؤمنين سلمة وبقية زوجات النبي ذلك ليشيروا بخبث أن أم المؤمنين عائشة افتت بجواز أن يدخلن عليهن الرجال بذلك وابت بقية نساء النبي عياذا بالله من مجرم رواي كاذب متجريء على امهات المؤمنين
أولا السؤال الجوهري ..هل المرأة يمكن أن ترضع دون هرمونات ما بعد الولادة و إن كن زوجات النبي وقت تلك الرواية كلهن ارامل النبي و امهات للمؤمنين محرم نكاحهن البتة فكيف سيكون منهن امرأة لها لبن يمكن أن يرضعها طفل صغير فضلا عن رجل كبير
ثم السؤال الأدهي و الأطم كيف يظهر الرواي أن جميع زوجات النبي قالوا انهم على لسان ام سلمة ابين أن يدخلن عليهن رجل بهذه الطريقة أبدا فكيف أصلا سيحدث ذلك بيلوجيا وما معنى كلمة
فنص الرواية مريب جدا وكن يقلن لعائشة: "والله ما نرى هذا إلا رخصة من رسول الله ﷺ لِسالم خاصة، فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا". (رواه مسلم)
ما معنى (فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا) معناها أنهم يلمزون أن أم المؤمنين يدخل عليها أحد بتلك الرضاعة و يراهن وإلا فليس معناها انهم اخوات موليى سالم أو ليس معناها أن احد سيدخل عليهن بتحريم قديم فلم يكن العرب قديما يرضعون الكبير هذه مهزلة فكرية مضادة للفطرة فكيف سيثبت تحريما ماضيا لهذه الحالة دون وقوع الرضاعة
فهي احدايث مريبة جدا على كل أمهات المؤمنين رفضا و إيجابا
والغريب أن كلا الرويتان غير مقبولتان لا التي رويت عن أم المؤمنين عائشة
مسرحية الخلاف: حين يتكلم الرواة على لسان أمهات المؤمنين
قد يقول قائل: "ولكن الخلاف كان قائماً حتى بين أمهات المؤمنين، وهذا دليل على أن الحادثة وقعت". وهنا، يا صديقي الباحث عن الحق، يجب أن نرتدي قبعة المحقق الجنائي لا القارئ المسلّم. إن هذا "الخلاف" المروي هو بحد ذاته أكبر دليل على أننا لسنا أمام واقعة تاريخية، بل أمام مسرحية من تأليف الرواة، حيث يتم التلاعب بأسماء أمهات المؤمنين كعرائس الماريونت، وكل طرف يضع على لسانهن ما يخدم غرضه.
دعنا نطرح السؤال الجوهري الذي ينسف المسرحية من أساسها:
  1. الاستحالة البيولوجية (الدليل الذي لا يُرد):

قبل أن نخوض في "من قال ماذا"، لنسأل سؤالاً علمياً بسيطاً: هل يمكن لامرأة أن ترضع دون أن تكون قد مرت بمرحلة الحمل والولادة؟
إن إدرار الحليب مرتبط بهرمونات ما بعد الولادة. ومن المعلوم بنص القرآن أن أزواج النبي ﷺ هن أمهات للمؤمنين، ومحرم نكاحهن على العالمين إلى يوم الدين ﴿وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا...﴾ [الأحزاب: 53]. لقد كنّ أرامل النبي ﷺ، فكيف يمكن بيولوجياً أن تكون أي منهن قادرة على إدرار اللبن لترضع طفلاً صغيراً، فضلاً عن رجل كبير ذي لحية؟!
إن هذه الحقيقة البيولوجية وحدها كافية لنسف القصة بأكملها. فالنقاش كله يدور حول "لبن" لم يكن موجوداً أصلاً. وهذا يجعلنا نتيقن أننا أمام رواية مختلقة بالكامل.
  1. خبث الرواية المضادة (الطعن المبطن):

والآن لنحلل الخلاف المزعوم. لقد صوروا لنا طرفين:
الطرف الأول (المنسوب زوراً لعائشة): يبيح هذا الفعل الشنيع.
الطرف الثاني (المنسوب لبقية أمهات المؤمنين): يرفضه ويعتبره رخصة خاصة.
إن هذا ليس خلافاً حقيقياً، بل هو من دسائس المنافقين الذين كرهوا أم المؤمنين عائشة بعد موقفها في معركة الجمل ضد الثوار. هؤلاء هم أسلاف منافقي حادثة الإفك، أرادوا أن يطعنوا في أم المؤمنين، ولكن بخبث. فلم يقولوا إنها فاسقة، بل اخترعوا رواية توحي بذلك:
"فنص الرواية مريب جداً، وكن يقلن لعائشة: 'والله ما نرى هذا إلا رخصة من رسول الله ﷺ لِسالم خاصة، فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا'." (رواه مسلم)
تأمل في دهاء هذه الجملة. إن قولهم "فما هو بداخل علينا أحد..." يحمل إشارة خبيثة، كأنهم يلمزون ويقولون: "أما نحن، فلا نفعل هذا الفعل ولا نسمح به، لكن عائشة تسمح بأن يدخل عليها الرجال بهذه الطريقة ويرونها!". إنها طريقة ماكرة لزرع الشك في سلوك أم المؤمنين، وإظهارها كأنها متساهلة في حيائها، بينما بقية زوجات النبي هن القابضات على الورع. نعوذ بالله من إجرام رواة كاذبين تجرؤوا على أمهات المؤمنين.
  1. مهزلة فكرية مضادة للفطرة:

إن العرب في جاهليتهم وإسلامهم لم يعرفوا قط عادة "رضاع الكبير". إنها مهزلة فكرية مضادة للفطرة. فكيف يمكن تأسيس "محرمية" على فعل لا أصل له في عرف الناس ولا في شريعة الله؟ إنها حجة دائرية باطلة، تخترع المشكلة ثم تخترع لها حلاً أغرب منها.

الخلاصة:
إن هذه الرواية، بكل أطرافها المزعومة، هي بناء منهار:
مستحيلة بيولوجياً: فلا يوجد لبن أصلاً.
خبيثة سياسياً: فهي تحمل طعناً مبطناً في أم المؤمنين عائشة من قبل خصومها.
سخيفة منطقياً: فهي تؤسس حكماً على عادة لا وجود لها.
وهذا يثبت مرة أخرى أننا لسنا أمام خلاف فقهي، بل أمام "مصنع للأساطير" كان يعمل ليل نهار، ويستخدم أقدس الأسماء لتمرير أبشع الأفكار، وكل ذلك في سبيل هدف واحد: هدم سلطة القرآن ومنطقه وفطرته، وتأسيس سلطة "الرواية" مهما كانت متهافتة.

الراوي المتهم: والأدهى من ذلك، أن كثيراً من هذه الروايات الغريبة عن عائشة، تأتي عن طريق ابن أخيها عروة بن الزبير. وهو الرجل الذي كان من المقربين للبلاط الأموي، ووالى بني أمية في وقت كانوا يصلبون فيه أخاه عبد الله بن الزبير "ذبيح الحرم"، ويهينون أمه أسماء بنت أبي بكر. فهل يُعقل أن نثق بروايات رجل والى قتلة أخيه، وأصبح بوقاً للسلطة التي أهانت أسرته؟ ألا يفتح هذا باب الشك على مصراعيه في أن تكون هذه الروايات "مصطنعات" أموية تم دسها على لسان عروة ونسبتها زوراً إلى خالته؟

خاتمة: شهادة الفطرة
يا صديقي، إن قشعريرة بدنك عند سماع هذه القصة هي شهادة من فطرتك السليمة بأن هذا الأمر ليس من نور النبوة الطاهر. لقد أثبتنا بالقرآن أن الرضاعة المحرِّمة لها وقت محدود ومحصورة في الأم والأخت. وأثبتنا بالتاريخ أن القصة كانت محل خلاف حتى في بيت النبوة. وأثبتنا بالمنطق أن راويها محل تهمة سياسية.
وعذرا سؤال آخر كيف سالم مولى حذيفة سيرضع من زوجة حذيفة وهي وقتها لم تكن في فترة رضاعة و لا ما بعد الولادة
إن التدقيق الرياضي دوما يفضح الرويات
"...وفوق كل ذلك، فإن القصة تنهار أمام أبسط قواعد المنطق والبيولوجيا. فسؤالنا لهم: من أين لسهلة بنت سهيل باللبن لترضع؟ إنهم هم من يروون أن أبا حذيفة تبنى سالماً لأنه لم يكن له ولد. فإن قالوا: بل ولدت له ابناً اسمه محمد، قلنا لهم: صدقتم، وهنا تكمن فضيحتكم الكبرى! فابنها محمد وُلد في الحبشة قبل الهجرة بسنوات، أما حادثة الرضاع المزعومة فوقعت في المدينة بعد الهجرة بسنوات. فهل كانت السيدة سهلة تدرّ حليباً لمدة عشر سنوات متواصلة لترضع رجلاً ذا لحية؟ إن هذا يثبت أن من اختلق هذه القصة كان جاهلاً بالتاريخ والبيولوجيا معاً، وكان همه الوحيد هو تمرير فقهه الشاذ ولو على أنقاض العقل والمنطق."
الدليل التاريخي: تجمع كل المصادر التاريخية على أن محمد بن أبي حذيفة وُلد في الحبشة، أثناء هجرة أبويه إليها.
كشف التناقض البيولوجي عبر الزمن
وهنا نأتي إلى النقطة التي تهدم روايتهم بالكامل، وتجعل محاولتهم للرد عليك بأنها "ربما حملت" حجة عليهم لا لهم.
صحيح أن المصادر تذكر أن سهلة بنت سهيل وأبا حذيفة رُزقا بابن اسمه "محمد بن أبي حذيفة". ولكن السؤال الحاسم الذي يغفلون عنه هو: متى وُلد هذا الابن؟
الدليل التاريخي: تجمع كل المصادر التاريخية على أن محمد بن أبي حذيفة وُلد في الحبشة، أثناء هجرة أبويه إليها.
التحليل الزمني والبيولوجي (وهنا الضربة القاضية):
زمن الولادة: الهجرة إلى الحبشة كانت قبل الهجرة إلى المدينة بسنوات طويلة.
زمن حادثة الرضاع: حادثة رضاع سالم وقعت في المدينة، وبعد فترة من الهجرة، وتحديداً بعد نزول آية إبطال التبني ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: 5]، أي حوالي السنة الخامسة للهجرة أو بعدها.
الفجوة البيولوجية: هذا يعني أنه بحلول وقت "حادثة الرضاع" المزعومة في المدينة، كان ابنها الحقيقي، محمد، يبلغ من العمر ما يقارب العشر سنوات أو يزيد. وبالتالي، فإن والدته سهلة بنت سهيل لم تكن امرأة حديثة عهد بولادة، ولم تكن مُرضِعاً منذ سنوات طويلة.
الخلاصة المزلزلة:
إن وجود ابنها "محمد" لا يحل الإشكال، بل يعقده ويدمره! فالرواية لا تحتاج إلى مجرد امرأة "ولدت في حياتها"، بل تحتاج إلى امرأة "حديثة العهد بالولادة" (postpartum) وقت وقوع الحادثة في المدينة، وهذا ما تنفيه كل الأدلة التاريخية. أما القول بأنها كانت كبيرة في السن، فهذا هو الأرجح، إذ إن أبا حذيفة نفسه استشهد في معركة اليمامة سنة 12 هـ، ولم تنجب منه بعد ذلك، وتزوجت بعده عدة مرات وأنجبت من أزواجها الآخرين..

لتحقيق المسألة تاريخياً وبيولوجياً، إليك التفكيك المعمق لها من كتب الحديث:

  1. أولاد أبي حذيفة: بين الواقع التاريخي والادعاءات

المصادر الموثوقة (ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/73، ابن حجر في "الإصابة" 3/327) تُجمع على أن:
أبو حذيفة بن عتبة لم يُرزق إلا بابن واحد فقط هو محمد بن أبي حذيفة (وُلِد في الحبشة أثناء الهجرة الأولى).
لم تُسجّل أي مصادر ولادة أخرى له من زوجته سهلة بنت سهيل أو غيرها.
استشهاد أبي حذيفة في حرب اليمامة (سنة 12 هـ) يؤكد استحالة وجود أبناء آخرين:
لو وُلد له ابن بعد محمد (الذي كان عمره ~20 سنة وقت استشهاد أبيه)، لَذُكر في المصادر كـ"الصغير الذي خلفه أبوه".
  1. الجدول الزمني القاتل (بناءً على التواريخ الثابتة):

الحدث التاريخ عمر محمد بن أبي حذيفة حالة سهلة البيولوجية
ولادة محمد الهجرة إلى الحبشة (سنة 5 قبل البعثة) 0 سنة مرضعة حديثة الولادة
الهجرة إلى المدينة سنة 1 هـ ~6 سنوات توقفت عن الإرضاع منذ 5 سنوات
نزول آية إبطال التبني (الأحزاب: 5) سنة 5 هـ ~10 سنوات غير مرضعة منذ 9 سنوات
حادثة الرضاع المزعومة بعد سنة 5 هـ +10 سنوات جسدياً: استحالة إدرار الحليب
  1. الأدلة القاطعة على استحالة الرضاع:

أ) الجانب البيولوجي:
إدرار الحليب يتطلب:
حمل حديث أو رضاعة مستمرة (Pro lactation hormone).

سهلة توقفت عن الإرضاع قبل الحادثة بـ 9 سنوات على الأقل.
حتى لو افترضنا ولادة أخرى (غير موثقة):
الرضاعة الطبيعية تستمر عادة 2–3 سنوات كحد أقصى (منظمة الصحة العالمية).
الرواية تزعم إرضاعها لـسالم البالغ (ليس رضيعاً!)، وهو مستحيل تشريحياً.
ب) زواج سهلة اللاحق دليل حاسم:
بعد استشهاد أبي حذيفة (سنة 12 هـ):
تزوجت سهلة من الصحابي عكرمة بن أبي جهل (الطبقات 8/236).
ثم تزوجت من عبد الله بن قيس الفزاري (ابن عبد البر، الاستيعاب 4/1866).
أنجبت منهما أولاداً (مثل عبد الله بن عكرمة).
الاستنتاج المنطقي:
لو كانت قد ولدت حديثاً قبل حادثة الرضاع (سنة 5 هـ)، لَظهرت آثار حملها أو ذكر طفلها في المصادر.
إنجابها بعد سنة 12 هـ يثبت أنها لم تكن حاملاً أو مرضعاً سنة 5 هـ.

  1. كيف ردّ المحدثون أنفسهم؟

ابن القيم (زاد المعاد 5/601):
"إنما يدرّ اللبن بالحمل أو بالرضاع المتتابع" → أي أن الرواية تناقض قوانين الطبيعة.
ابن حجر (فتح الباري 9/183) اضطر للاعتراف:
"وقوع هذه القصة بعد عشر سنين من ولادة محمد مستبعد".
الخلاصة: ثلاث ضربات قاضية للرواية
ضربة تاريخية:
محمد بن أبي حذيفة هو الابن الوحيد، وُلد في الحبشة → فجوة 10 سنوات بين ولادته والحادثة.
ضربة بيولوجية:
استحالة إدرار الحليب بعد انقطاعه 9 سنوات + عدم حملها في تلك الفترة.
ضربة واقعية:
سهلة أنجبت بعد وفاة أبي حذيفة → لو كانت مرضعاً وقت الحادثة لظهر أثر حملها.
النتيجة:
الرواية مختلقة بيولوجياً وتاريخياً، وهدفها تمييع أحكام الرضاع المحصورة في القرآن بالرضيع لا البالغ (النساء: 23). وهذا يؤكد أن "فقه الرضاع الكبير" فقه دخيل بُني على أحاديث موضوعة.
و في النهاية اكتشفنا أن كل هذه الحديث كذب سواء المثبت للرأي أو المخالف له كلها روايات و اراء في فضاء موازي منعزل عن الواقع تماما تدل على انها نزاعات لاهواء مختلفة و ليس نظاما واقعيا أو تشريعيا حقيقا

لقد اكتشفنا معاً أننا لسنا أمام خلاف فقهي بين رأيين، بل نحن أمام مسرحية كاملة بأدوارها وشخصياتها وحواراتها، لكنها مسرحية تدور أحداثها في "فضاء موازٍ منعزل عن الواقع تماماً".
فالرواية التي تبيح الفعل مستحيلة بيولوجياً وتاريخياً.
والرواية التي ترفضه، تحمل في طياتها طعناً خبيثاً وتستند إلى نفس الفرضية المستحيلة.
فإن الحق الواضح تماماً. أن المسألة ليست في ترجيح رواية على أخرى، بل في رفض المنظومة الروائية بأكملها لأنها بناء قائم في الهواء. إنها بالفعل ليست نظاماً تشريعياً حقيقياً، بل هي مجرد انعكاس لـ"نزاعات لأهواء مختلفة" بين فرق الرواة في العصور المتأخرة، حيث استخدم كل فريق أسماء أمهات المؤمنين كأدوات في صراعه لتمرير فقهه وتشويه خصومه.
لقد اكتشفنا بكل وضوح أننا لسنا أمام فقه، بل أمام أدب روائي سياسي. وهذا الكشف هو حجر زاوية في هدم هذا الصنم.

  1. الراوي المتهم والصمت المريب

إن هدفنا من هذا كله إثبات أن أم المؤمنين عائشة من أكثر من كُذب عليها من الرواة. وادعاء سنها عند الدخول بها طفلة هو كذب صراح. واطمئن تماماً عندما تسمع رواية غريبة عن عائشة، فاعرف أن هناك كذاباً سينتحل شيئاً.
ولذلك، ستجدها رضي الله عنها أكثر من رُوي عنه بعد أبي هريرة، الذي ظهر فجأة بـ 5000 حديث. والغريب أن أم المؤمنين عائشة، الثابت عنها أنها بعد موقعة الجمل شبه اعتزلت الناس تماماً من شدة ما أصابها من حزن على صحابة رسول الله. والعجيب أن تلك المرحلة هي التي بدأ عروة بن الزبير يروي عنها بغزارة!
وهنا نسأل: كيف ومتى روى عنها كل هذا الكذب؟
عروة كان تاريخياً في معسكر أهل الشام، موالياً لبني أمية.
أخوها (غير الشقيق) محمد بن أبي بكر، كان في معسكر الطالبيين، وكان يحاربها يوم الجمل، قاتله الله.
فمتى جلس عروة مع خالته المكلومة المعتزلة ليروي عنها كل هذه الأساطير؟ أفي عهد معاوية وهي حزينة على من قتلهم معسكره؟ أم في عهد علي وهي حزينة على من قتلهم معسكره؟
إن هذا الصمت التاريخي، وهذه التناقضات السياسية، وهذا الخمول في التفاعل الحقيقي، كلها أدلة على أن هذه الروايات المنسوبة لعائشة ليست إلا مصطنعات، تم نسجها في بلاط بني أمية على لسان رجالهم كعروة، ثم نُسبت زوراً وبهتاناً لأم المؤمنين، لتكون أداة لهدم الدين من داخل أطهر بيت.

المهم أن هدفنا من هذا كله اثبات أن المؤمنين عائشة من أكثر من كذب عليها من الرواة و ادعاء سنها عند الدخول بها طفلة بنت ثماني او تسع سنوات من رسول الله كله كذب صراح و اطمئن تماما عندما تسمع كلمة عن عائشة – رضي الله عنها – اعرف أن هناك كذاب سينتحل شيئا
ولذلك ستجدها رضي الله عنها أكثر من كذب عنها في الرواية و اكثر من روت بعد ابا هريرة الذي ظهر فجأة ب5000 حديث
الغريب أن أم المؤمنين عائشة الثابت عنها أنها بعد موقعة الجمل شبه اعتزلت الناس تماما من شدة ما أصابها من حزن على صحابة رسول الله و الغريب أن تلك المرحلة هيى التي بدأ عروة يروي عنها وإلا فإن تاريخيا عروة كان في معسكر أهل الشام و محمد بن أبي بكر في معسكر الطالبيين و كان يحاربها يوم الجمل قاتله الله فمتى رووا عنها كل هذا الكذب أفي عهد معاوية ام علي بن ابي طالب وهي مكلومة معتزلة

الفصل الختامي: حين يتكلم التراث ضد نفسه: نماذج من انهيار العقل والأخلاق والتوحيد



المحور الأول: انهيار منظومة التوحيد (التجسيم والشرك الفلسفي)
إن أصل الدين هو التوحيد، وأصل التوحيد هو تنزيه الله عن مشابهة خلقه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ". لكن المنهج التراثي، في اعتماده على روايات ظنية، ارتكب جريمتين في حق هذا الأصل: الأولى هي تجسيم الخالق، والثانية هي تأليه المخلوق.
  1. تجسيم الخالق وتشبيهه بالمخلوقات:

بينما يؤسس القرآن لعظمة إلهية مطلقة، نجد في أصح كتبهم روايات ترسم صورة لإله له أعضاء وحدود وحركة، في انتهاك مباشر لأبسط قواعد التنزيه:
• الإله الذي ينزل ويصعد: يروي البخاري ومسلم حديثاً مفاده أن "ربنا تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر". هذا التصور، الذي يتعاملون معه كحقيقة إيمانية، يصطدم مباشرة مع الحقيقة الكونية التي يصفها القرآن نفسه. يقول تعالى: "وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ" (يس: 37). فالليل ليس حدثاً زمنياً يبدأ وينتهي على الكوكب كله، بل هو "آية" كونية دائمة، حالة فيزيائية تغلف نصف الكوكب باستمرار. على أرض كروية تدور، فإن "ثلث الليل الأخير" هو حالة موجودة في كل لحظة وفي كل ثانية في بقعة ما من بقاع الأرض.
فالسؤال الذي يطرحه العقل والقرآن معاً: كيف "ينزل" هذا الإله نزولاً حقيقياً في وقت هو في حقيقته ديمومة لا تنقطع؟ هل هو في حالة نزول أبدي؟ ومتى "يصعد" إذا كان وقت النزول لا ينتهي أبداً؟ إنها صورة وثنية لإله محلي محدود بمكان وزمان، لا تليق بخالق الأكوان الذي أحاط بكل شيء علماً، والذي وصف الليل والنهار كآيات كونية تسبح في فلكها، لا كمواقيت لجدول أعماله.
• الإله الذي له صورة وأعضاء: (النص كما هو).
  1. تأليه المخلوق (فتنة خلق القرآن):

إذا كانت الجريمة الأولى هي إنزال الخالق إلى مستوى المخلوق، فالجريمة الثانية أشد وأنكى، وهي رفع المخلوق إلى مرتبة الخالق. وهذا ما تجلى في الموقف الذي يُحتفى به للإمام أحمد بن حنبل، والذي حوله أتباعه إلى أسطورة تأسيسية لمذهبهم.
• شرك فلسفي: (النص كما هو).
• تغييب المقصد وتأسيس العنف: لم تكن هذه المعركة مجرد جدل فلسفي، بل كانت تأسيسًا لثقافة العنف وإهدار الدم باسم العقيدة. فتاريخ هذا التيار، الذي يدّعي المظلومية في محنة ابن حنبل، هو ذاته التاريخ المليء باستحلال دماء المخالفين والتفاخر بذلك. ولم تكن هذه الدماء نظرية، بل تفاخر بها أسلافهم بفجاجة، كما في الحادثة الشهيرة حين ضحّى أميرهم خالد القسري بالجعد بن درهم يوم عيد الأضحى قائلاً: "أيها الناس ضحوا، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍ بالجعد بن درهم".
لقد توسع أتباع هذا المنهج في تكفير وقتل من أسموهم "أهل البدع" و"المرتدين"، وأقاموا عملياً "محاكم تفتيش" خاصة بهم، فكم من العقول تم إسكاتها وكم من الدماء أريقت. والعجيب أنهم لما ذاقوا من نفس الكأس التي أسقوها لغيرهم في محنة ابن حنبل، والتي كانت في جوهرها خلافاً سياسياً بقدر ما هي خلاف عقدي، ملأوا الدنيا صراخاً وعويلاً، وادعوا المظلومية، ورفعوا ابن حنبل إلى مرتبة "صديق الأمة الثاني" بعد أبي بكر.
وهنا تكمن المفارقة الكبرى والنفاق المنهجي: إن هذا التيار الذي يبدو وكأنه يدافع عن "كلام الله" هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن توقير القرآن حق قدره. فهم لا يعتبرون القرآن مصدراً كافياً أو مهيمناً للتشريع، بل يرون أن "السنة" المروية عن طريق رجالهم هي التي تنسخ أحكام القرآن وتخصصها وتقيدها وتوجهها. فالقرآن في منهجهم ليس القائد، بل هو نص يتم ترويضه وتوجيهه بأقوال الرجال. فكانت معركتهم ليست دفاعاً عن القرآن، بل هي دفاع عن سلطة "التراث ورجاله" كحاكم أعلى فوق القرآن.
  1. هدم الفطرة والحياء:

لقد وصلت الجرأة بالرواة إلى اختلاق روايات تهدم الحياء وتسيء إلى أطهر بيت، بيت النبوة، وذلك في سبيل هدف واحد: إثبات أن الدين لا يُؤخذ من القرآن، بل من فلان عن فلان، حتى لو كان الثمن هو الطعن في عرض رسول الله.
• رضاع الكبير: رواية سهلة بنت سهيل التي أُمرت بإرضاع "سالم مولى أبي حذيفة" وهو رجل كبير لكي يصبح ابناً لها بالرضاعة، هي فضيحة تشريعية بكل المقاييس. إنها تهدم مفهوم المحرمية والفطرة السليمة، وتفتح باباً للفساد لا يمكن تخيله.
• • •
• اغتسال أم المؤمنين أمام الأغراب: إن من أشنع ما تم دسّه في كتبهم، ونسبته إلى "الصحيح"، هو تلك الروايات التي تصف كيف أن رجالاً أجانب كانوا يدخلون على أم المؤمنين عائشة ليسألوها عن كيفية اغتسال النبي من الجنابة. إن مجرد تصور هذا الموقف هو طعن في الغيرة النبوية، وفي حياء وكرامة أم المؤمنين.
ففي صحيح مسلم، يروي أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: "دَخَلْتُ أَنَا وَأَخُو عَائِشَةَ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلَهَا أَخُوهَا عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نَحْوًا مِنْ صَاعٍ، فَاغْتَسَلَتْ، وَأَفَاضَتْ عَلَى رَأْسِهَا، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا حِجَابٌ".
وحين تواجههم بشناعة هذا المشهد، يسارعون إلى الترقيع والدفاع، فيقولون إن "أبا سلمة" كان ابن أختها من الرضاعة، وبالتالي فهو من محارمها. وهنا، يقعون في فخ يكشف عن جريمتهم المنهجية الكبرى في هجر القرآن واتباع القياس الفاسد:
أولاً: التوسع الشيطاني في تحريم الرضاعة: القرآن، في بيانه للمحرمات من النساء في سورة النساء، كان دقيقاً ومفصلاً. وفي مسألة الرضاعة، حصر التحريم في فئتين واضحتين لا ثالث لهما: "وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ" (النساء: 23). الآية لم تذكر "عماتكم من الرضاعة" ولا "خالاتكم من الرضاعة" ولا "بنات أخي من الرضاعة". لقد فصلت الآية المحرمات من النسب (الأمهات، البنات، الأخوات، العمات، الخالات، بنات الأخ، بنات الأخت)، ولكنها عند الرضاعة، اقتصرت على الأم والأخت فقط.
فمن أين جاؤوا بتحريم "ابن الأخ من الرضاعة"؟ لقد جاؤوا به من قاعدة ابتدعوها من عند أنفسهم تقول "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب". وهذا قياس باطل، وتوسع في التحريم لم يأذن به الله، ولو أراد الله أن يساوي بينهما، لقال ببساطة "ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب"، أو لأضاف بقية الأصناف إلى الآية. لكنهم استبدلوا تفصيل القرآن وقصده الواضح بقاعدة ظنية من عند رجالهم. فهذا الدفاع نفسه مبني على أساس غير قرآني.
ثانياً: "وهنا يتسع الرقع على الراتق": لنفترض جدلاً أن قياسهم صحيح وأن أبا سلمة كان من محارمها. ماذا يفعلون بالروايات الأخرى التي لا يمكن ترقيعها؟ ففي صحيح مسلم أيضاً، نجد رواية أخرى عن ذكوان مولى عائشة، أنه استأذن على عائشة "فَدَخَلَ عَلَيْهَا هُوَ وَابْنُ أَخٍ لَهَا مِنْ الرَّضَاعَةِ...". وفي رواية أخرى في سنن أبي داود، يأتي رجلان فيسألانها، فتغتسل أمامهما. فمن هو الرجل الآخر؟ ومن هم هؤلاء الرجال؟ أكلهم كانوا "أبناء إخوتها من الرضاعة"؟ ومن كان مع أبي سلمة في الرواية الأولى؟ ألم يكن "أخوها" المزعوم (عبد الله بن يزيد) رجلاً غريباً عنها؟
إن محاولاتهم اليائسة لترقيع هذه الفضيحة تكشف حجم الكذبة. لقد أرادوا أن يثبتوا "فضيلة" لرواتهم بأنهم تلقوا العلم مباشرة من بيت النبوة، فلم يجدوا حرجاً في اختلاق سيناريو شنيع يصور أم المؤمنين وهي تستحم أمام الرجال، وهو كذب مفضوح لا يصدقه من في قلبه ذرة غيرة أو حياء، ويثبت أن هذه الروايات ليست سوى طعن في بيت النبوة لتمرير فقه بشري معوج.
  1. المحور الثالث: انهيار منظومة العقل والمنطق (الخرافة واللامعقول)

عندما يُلغى القرآن كمعيار وحيد، يصبح العقل هو الضحية التالية، وتتحول العقيدة إلى مجموعة من الأساطير والخرافات التي تصطدم مع أبسط قواعد المنطق.
  1. أساطير آخر الزمان: إن القصص التفصيلية عن "الدجال" الأعور ورحلاته، وعن "المهدي المنتظر" الذي سيملأ الأرض عدلاً، هي قصص لا ذكر لها في القرآن الكريم. إنها أساطير تخدم هدفاً خطيراً: تخدير وعي الأمة، وجعلها أمة سلبية تنتظر الحلول الغيبية، بدلاً من أن تأخذ بزمام المبادرة وتعمل بقانون الله: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ".
  2. التناقض الصارخ داخل "أصح" الكتب: إن وجود التناقض داخل المصدر الواحد هو أكبر دليل على بشريته وخطئه. وكتبهم مليئة بذلك. ففي مسألة بسيطة مثل "تحريك الأصبع في التشهد"، نجد في نفس كتبهم روايات تأمر بالتحريك وأخرى تنهى عنه، حتى اتهم كبار محدثيهم رواتهم بـ"قلب" الرواية وتغيير معناها. فإذا كان هذا حالهم في تفصيل صغير في الصلاة، فكيف نثق بهم في أصول الدين ومصير الأمم؟


سجل المراجعات