عودة المسلمين لميقات رب العالمين

الليبرالية و الحرية الفردية

إن أهم مبادي الحقوق الليبرالية هي مركزية و قداسية حرية الفرد هذا الحق المقدس ولما وضع مؤسسوا التيار الليبرالي فرار من العصر الظلامي و الطكهنوتي التي اتخذ الناس فيها الأحبار و الرهبان و المسيح ابن مريم أربابا من دون الله ففسدت حياتهم بالكلية و كره الانسان نفسه و رزح تحت ظلمات بعضها فوق بعض ..طاقت أنفسهم للحرية وفروا من النظام الثيوقراطي اليميني الذي يلغي كيان الفرد بالكلية و يجعله مجرد طائع للطاغوت و الكهنوت و جند لهما و أداة لهما مسلوب من كل حق إلا بما أعطوه من فتات وتحكموا في حياته في كل شيء في زواجه و ماله و شعائره و شرائعه وكنزوا الذهب والفضة وهو مات من الجوع و القهر ..فهرعوا لتأسيس حق حريتهم الفردية لكل ما أوتوا من قوة و جعلوه أقدس المقدسات و أسمى الغايات ..ولاشك أن تحرير الانسان من كل عبودية لغير الله هي أقدس فعل في الوجود لكن الليبراليين بدأوا بالشطر الأول قداسية حرية الفرد و لم يفهموا أنه ملزم قدريا بقوانين و (أحسب الانسان أن يترك سدى ) تلك الأية التي ترن في عقلي بمجرد أن أسمع كلمة ليبرالية ...اكتشف فلاسفة الليبرالية الاوئل أن فكرة الحرية المطلقة للفرد يوتيوبيا غير منطقية و تؤدي لطاغوتية الفرد و جيروته و غروره و استكباره بما سيسحق حتما الأفراد الأخرين و يهدم معقلهم الأول ..ف اكتشفوا أن الانسان اجتماعي بطبعه ولكل مجتمع قوانينه الملزمة و هو جزء من بيئة أكبر فنشأت قيود و تنظيمات كثيرة ( تحت شعار أنت حر ما لم تضر –سواء ضرر لانسان غيرك او كائن غيرك أو حتى البيئة )
ثم اقتضت تلك التنظيمات إلي وضع نظم دينونة وخضوع و قوانين يخضع لها الناس فصنع كل نظام قوانينه التي أنشأها أناس أخرين فرجع الانسان إلي حيث بدأ فصار عبدا لمخلوق مثله و كل الأنظمة الليبرالية البشرية انتجت أنظمة تستعبد البشر و تهدر حقوقهم إما رأسمالية شرهة تشتري برأي الأكثرية نفوذها و مقاعدها وحولت البشر لتروس ألالت و انظمة اقتصادية تخدم فئة قليلة حتى تركزت ثروات العالم فصار أكثر من 90 بالمئة من ثورات العالم بيد 4% من السكان أو أقل بل 1% يملك 80% أو أكثر مع وجود طبقات من المعدومين و الفقراء و الجوعى و المشردين حتى في أعتى ديمقراطيات الكوكب وصار هاجس التشرد و عدم توافر العلاج كابوس في اغني دول العالم ..أما عن أنظمة الأحوال الشخصية فحدث ولا حرج عن تشريعات تصد عن الزواج و تجعل منه أغلالا ويكفي أن الرجل مهدد من زوجته بجني نصف ثروته لمجرد أي خلاف ..أو أنظمة يسارية خربت الاقتصاديات و اعتدت على حقوق البشر الأساسية أو أنظمة يمينية قومية متطرفة لا تختلف كثيرا عن الأنظمة الثيوقراطية البائدة للعصور الوسطى لكنها أشد جاهلية حيث أن يمنيتها تعتمد على الحمية الجاهلية العرقية و العصبية الفكرية أهون لأن الانسان قادر على اختيار فكره لكنه غير قادر على اختيار لونه و جنسه و الموالة على الأفكار هي مرحلة مترقية نسبيا هل التوالي عل الجنس لانها تميز النوع البشري وعموما التوالي على الأفكار الفاسدة سبب لذم الأكبر وكله مذموم سواء يمنية فكرية بشرية أو يمنية عرقية جاهلية و كلاهما شر ولكن يختلفان في جنسها إذ يمكنك ان تنافق فكرة لتنجوا بنفسك لكن ماذا لو اعتقد نازي أو يهودي ..أن البشر دونه حيوانات أو أقل ذكاءا فماذا ستصنع إن تسلطوا عليك أو اضطهدوك لن تستطيع حتى النفاق فلن تغير جلدك ..
نرجع لفكرة الليبرالية التي أرجعت البشر لعبودية أشخاص آخرين
و في الحقيقة نحن لا نختلف مع محض المسألة ..إن الإيمان جاء بتحرير الانسان من كل عبودية باطلة لنقله لنظام كامل العادلة لا رب له سوى الله و لا معبود إلا خالق الكون
ان توهم الانسان أن يترك سدى أثبت حماقته و سفاهته المطلقة فنحن بشر نعلم يقينا أننا جئنا من لا شيء وان الانسان خلق ضعيفا أمام هذا الكون المهيب أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها
وأن الانسان شاء أم ابي و كل مخلوق أيا كان هو أسير لقانون ربه في بيئته فنحن في جميع الأحوال عبيد ..إما عبيد للهوى أو عبيد لتراث الأباء و الأجداد أو عبيد للأحبار و الرهبان و الطبقات الثيوقراطية ..نحن عبيد لا نخرج من صفتنا المتعلقة بالعبودية لأن نظام الكون قاهر فوقنا ولامحيص لنا من الطاعة و الانقياد و لكن أمانة الانسان و خلق عالمنا الاختباري جعل لدينا خياران إما نستقيم على نظام خالقنا الذي أودع و أحكم وقهر قوانينه في كل شيء أو أن نختار اختيارا مخالفتها ونحن في الحقيقة حين نعبد أهوائنا أو تراث أبائنا أو أي سلطة دينا كانت أحبار أو رهبان أو حتى مسيح نحن لا نخضع لشيء حقيقي نعبده نحن لا نصنع إلا أننا نختار اختيارا أن نخالف العبودية لله و من خالف نظام الله فسد حاله وحياته ..من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى ...و ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذقهم بعض الذي علموا لعلهم يرجعون ...وماأصابك من سيئة فمن نفسك و يعفو عن كثير ...و

سجل المراجعات