عودة المسلمين لميقات رب العالمين

التوقيت الدقيق لفتح باب جهنم في تاريخ أمتنا بقتل الخليفة الراشد

الفتن بلغت بوادرها بانفتاح الدنيا في عهد عثمان و فتنة الخير في ذاتها ليست سيئة ولكنها مجرد فتنة
فالله جل وعلا قال و نبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون
فالمسلمون في عهد عثمان قد بلغوا أوج القوة و التوسع المهول و فاض المال في بيت المال و تحولت الدولة المسلمة لبناء شاهق عريض و نموذج عدل لا مثيل له في عصره ولا قبله ولا بعده و لكن مع كثرة المال بدأت مشكلة خطيرة
والحقيقة أنها ليست مشكلة اقتصادية بقدر ما هي مشكلة نفسية و فكرية
تنبع من الحسد و البغي فهي البذرة الحقيقة كما قال الله عن سبب التفرق بعد الهدى ( بغيا بينهم)
فلقد كان هناك رعيل حدثاء عهد بالاسلام يعلمون عن حقائق الإيمان القليل
و لما رأوا بعض المسلمين أغنياء و بعضهم فقراء مفضلين عليهم قالوا لماذا لا نكون مثلهم
وهي بذرة الحقد الطبقي من ناحية العامة و هم خميرة الثورة الأولى
والغريب أن ثورتهم حصلت في وقت رخاء و الدليل أن كل هؤلاء الثوار كان معهم مال كافي ليتظاهروا بالحج و هو تكلف كبيرة للسفر من مصر و العراق للحج
و الغريب أن الثورة التي تتكلم عن عدالة توزيع الثروات قامت في وقت رخاء أصلا لا أقول مثلا أنه عام الرماضة و الجفاف كما حدث في العهد العمري فثار الفقراء لوجود اغنياء
لكن الغريب أن الأمة كادت تكون كلها أغنياء ولكن طائفة أعلى غناء و طائفة أقل بعض الشيي
لكن الانسان بطبعه نهوم شره طماع فحلوت الدنيا في عيون هؤلاء الحاسدين و الثوار و صاروا يتلقفون بألسنتهم حال عثمان الخليفة و عثمان رضي الله عنه تاجر بارع و هو من اصحاب المال في الجاهلية و الإسلام وخدم بماله الأسلام في كل حياته و لم يبخل في سراء أو ضراء ..لكن أهل الغيرة و الحسد نظروا لبني أمية و بنوا أمية أهل مال من في الجاهلية و كانوا أكثر مالا من كاننة و بنوا عبد المطلب و معروفون أنهم قائمون بسقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام ...ولم دخل بنوا امية الاسلام دخلوا بمالهم لكن بعضهم كان يبخل ويعضهم دخل نفقا اخر الاسلام و لم يخرج في تبوك مع النبي ومكث مع المنافقين لانهم منهم ومنهم من لم يؤمن كالعاص بن وائل
وهؤلاء قال الله فيهم
فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ
وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ
وعلى النقيض فإن البذرة الأخرى المضادة للثوار الحاسدين الذين لا يقبولن بدرجات توزيع فضل الله بين الناس و يحسدون الناس على ما آتهم
هناك بذرة من المنافقين البخلاء المقطرين من بني أمية خاصة و في العرب عامة كثر مالهم في تلك المرحلة جدا وهؤلاء لم يكونوا كمانعي الزكاة
يقولون لا تجب علينا الزكاة و امتنعوا بسلاح وإلا لقاتلهم الخليفة عثمان رضي الله عنه بنفسه كما قاتل ابا بكر مانعي الزكاة
لكن تنامي أطراف البلاد و دقة الإحصاء الذي يعود لأمانة كل انسان جعلت عملية الإحصاء اضعف و في اعتى الانظمة الامبرالية لايزال كثير من الاغنياء يتحليون للتهرب من الواجب الانفاقي المجتمعي في الضرائب و المكوس و غيرها كان كثير منهم بشكل شخصي كطبيعة المنافقين يخبأون الاموال عن الزكاة وكثرت أموالهم بشكل غير عادل و غير عادي
فما بلك بماكري بني أمية و هذا التهرب من هنا وهناك جعل الثروة تضخم بشكل رهيب في فئة منافقة ما زاد ايغار وايعاز النفوس الضعيفة ممن دونهم من الطامعين و الثوار
و الغريب أن الثوار لأنهم لم يكونوا منصفين لو كانوا يريدون الأخرى لأعانوا الأمام المؤممن على ضبط دولته و أيدوه و لم يخوضوا في عرضه و لم يأخذوه بذنب بني أمية وهو لم ينحاز لمنافقيهم و إن الخطأ الوحيد الذي يعتبر وقع فيه ونسأ ل الله ان يتجاوز عنه هو أنه قرب بعضهم وهم منافقون و هو أمر مشتبه لا يمكن يكون بهذا الوضوح
و الغريب أن الثوار حين انتقدوا عثمان بدأوا يتصيدوا له و كانما هم من البادية حاسدين للأغنياء من المؤمنين كمن يعتقد بشيء ثم يبحث في القرأن عن ما يؤيده

فقالوا من اول الانتقادات جمع المصحف و حرق المصاجف الأخرى
وهذا من أعظم أعماله الجليلة ولكن هؤلاء قوم يجهلون إن جمع المتواتر و الصحيح من لاكتاب و توحيده في مصحف وارساله للأمصار لضمان حفظ الوحي هومن أعظم الأعمال الخيري الخالدة
وهنا فيصل مهم حول مصدر التشريع الاوحد لو كانت أقوال النبي وحيا لكتبها واثبتها الاصحاب كما كتبوا وحرصوا على توثيق الكتاب و نشره و توحيد مصادره الموثوقه المتواترة فجمع القرأن في صدر الاسلام وعصر الرعيل الأول جعل مصدر الأمة الأساسي قويا و ناصعا و مستمرا ليومنا هذا و ما تم بعد مئتي سنة من الهجرة في ما سمي بالسنة أعظم دلالة على بطلانه أن اصحب النبي صلى الله عليه وسلم الحقيقون أصلا لم يفعلوه ولا أقول أنه فعلوا في البعض و تركوا البعض لا لا بل لم تكن له مخطوطة واحدة كتبوها لا شاردة و لا واردة مما دل على انه منهجم القائم
و من الانتقادا قالوا صلى العصر أربعة في الحج وصلاها النبي اثنين
وهذا من بواكر جنس تنطع البقرة التي هي من ثمرات عبادة العجل و عبادة العجل كناية عن الفتة بالدنيا وبالاوثان الذهب و الفضة التي ما هي إلا حجارة لا تغني ولا تسمن ولا قيمة لها إلا في أعيون عبيد الوهم الذهب و الفضة زينة لا تصل في قتال و حرم انسان شربة ماء أو لقمة طعام لم تكفيه اطنان من الذهب والفضة لتروي ظمأه أو تسد جوعه ان فقد الطعام
المهم تلك الأوثان المعنوية التي عبدت و أصل عليها تشرب في القلب فتولد هذه الحالة الضلالية التي يحول فيها الناس الدين لمجموعة من التحكمات الأهوائية التي تريد كل طائفة بها أن تتأكل بالدنيا و للدنيا تثبت أحقيتها بالسلطة و المال و تعلى كل طائفة على الأخرى بغلوات ليست في دين الله
أولا ان القرأن كله ليس فيه عدد ركعات لا لظهر و لا لعصر و لا مغرب
وإن مسألة عدد الصلاة سكت الله عنه رحمة ..فصليت في الخوف ركعة واحدة و في السفر ركعتان وفي الراحة اربعة
والأحكام تدور على علتها لما وجد عثمان لنفسه أهل في مكة ووجد الامر مريحا لم يستسغ القصر وهنا كرخصة صيام السفر ..قد يقطع الانسان اليوم بالطائرة من مدينة لمدينة في نصف ساعة كان الناس في الماضي تنقطع فيها أنفاس الأبل أيام وليالي فهل يفطر هذا يعود للمسافر هل يجد مشقة أم لا
وهذا لانهم لم يتعقلوا الدين و يفهموه و عثمان إمام المجتهدين و سيد المستنبطين
و الغريب أن ما كان ينتقده عليه الثوار في المأخذ الاول و الثاني إنما هم من مناقبه و ليس من مثالبه رضي الله عنه
وومما انتقدوا عثمان رضي الله عنه تولية أقربائه
وهي مسألة دقيقة فمن أقربائه ممؤمن و منافق فبني أمية ليسوا كلهم منافقين بل هو من بني أمية و جهبذ من جهابذة المؤمنين و
ولا شكل أن عثمان له أخطاء و قد أخطأ في بعض سياساته ولكن هذا لا ستيدعي إلا نصح له فلو كانوا مؤمنين بحق لنصحوه بلين ولكانوا بطانة خير تعينه على الخير لنفث بنطانة السوء
إذا كان الله قال لموسى اذهبا إلى فرعون أنه طغا فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى
هذا مع فرعون قال الله لموسى ان تقولا له قولا لينا فما بالك بعثمان رضي الله عنه
وهنا خطأ مهول يهدم أي جماعة مؤمنة يجب أن ينتبه له كل ذي لب ما من أحد سنوليه أمرنا إلا وله أخطاء و على المؤمن أن يحسن النصح ولا يكون نيته الدنيا و زينتها فيلبس الشيطان عليه نصحه لقد كان الرسل حين يدعون قومهم يقولون لا نسألكم عليه أجرا
يجب أن نعلم أن لكل مؤمن أخطاء و هفوات و زلات و هذا طبيعي إن لم يكن الأمر شركا تشريعيا أو دينا صريحا ..فلا يمكن البراء منه ..بل لو كان كفرا وجبأن نسلك سلوك موسى فاقتال عموما عبادة كما ستبين من الآيات التالية ولا تحدث ونحن بين أظهر الكفار في مجتمع واحد غير متمايز فالقتال مسبوق بهجرة و دولة و بناء واعداد و تمايز تام للصفوف وهو عبادة لها شروطها وإلا لدعى موسى أصحابه للقتال فرعون بينما دعاهم حين تمايز الصفوف في الأرض المقدسة ولم يستجيوا
فالنبي لم يأمر أصحابه بالقتال وهم بداخل مكة باغتيلات أو خلافه القتل لم يكن عشوائيا بل لم يأتي إلا من مقاتل مجاحد مبتديء بالإجرام
فنحن لا نقول أن الخروج على الحاكم لا يجوز إلا أن يكون كفرا بواحا
فحمقياس حتى الكفر البواح غير دقيق وتلك الفرق المتأخرة يخلطون ويعدون فروعا في الأصول واصول في الفروع
بل أقول أن مبدأ الخروج الذي هو من داخل نسيج المجتمع دون تمايز هو خطأ و اجرام و خلط حتى لو كان من تخرج عليه فرعون
فسبي موسى تحت حكم فرعون هو الصبر و الدعوة مها اشتد البلاء فلا يؤئن للقتال في هذه الحالة فهو تشنج و ضجر و جذع و بعكس الصبر و التروي
فانظروا في التاريخ لصبر المسيح و اتباعه
و صبر النبي واتباعه في مكة
و صبر موسى واتباعه مع فرعون
ما قال أيا منهم هيا نخرج ونقاتل وعدوا أعمالهم العشوائية الثورية والاعقلانية التي تشبه اعمال قطاع الطرق من حروب العصابات و التي يتبعها بعد ذلك قتل مبالغ من الطغاة في الأهلي العزل
لم يحدث أي من تلك الفوضى في دعوة الانبياء
حتى بعد ان عاد فرعون يقتل في ابناء بني اسرائل هل أوحى الله ل موسى لهم هيا قاتلوا واثأروا لأولادكم لا لا
وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
ولا يقال أن القتال ليس فريضة هذا خطا بين فالقتال فريضة لكنه عبادة لها شروط ووقت معين من هجرة و تمايز و اعداد
ولذلك بعهدا لما قال لقومة ادخلوا الارض المقدسة قالوا له اذهب أنت وربك فقاتلوا ان هاهنا قاعدون قال موسى ربي اني لا أملك إلا نفسي واخي فافرق بيننا وبين القوم الظالمين بل حتى لم يقل لأخيه هيا نقاتل وحدنا لانه لاطاقة له وحدة إنما هي أمة تقاتل أمة بشروط إيمانية و عدلية عظيمة
ان شراء الله أنفس المؤمنين بالجنة كانت في التوراة و الأنجيل و القرآن و لم تختص بنا فقط

إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

القتال لم يحدث إلا نظيفا تماما في تمايز تام بين الصفوف فمن يذهب ليقاتل المؤمنين ليس إلا شخصا حمل السلاح لأجل ابادة الفئة المؤمنة قاصد متقصد يبغي قتلهم و النيل من دمائهم
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا

فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةٞ مِّن قَوۡمِهِۦ عَلَىٰ خَوۡفٖ مِّن فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِمۡ أَن يَفۡتِنَهُمۡۚ وَإِنَّ فِرۡعَوۡنَ لَعَالٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ ﱒ وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَيۡهِ تَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِينَ ﱓ فَقَالُواْ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﱔ وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ﱕ وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﱖ وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ ءَاتَيۡتَ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَأَهُۥ زِينَةٗ وَأَمۡوَٰلٗا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَۖ رَبَّنَا ٱطۡمِسۡ عَلَىٰٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ وَٱشۡدُدۡ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ

المهم أن هؤلاء الثوار والله لو كان عملهم هذا مع فرعون لكنوا مخطئين فما بالكم بإمام مؤمن من صحابة رسول الله المتبعين له في كل مشاهد العسرة , واليسرة
إن سبيل الثوريون من دموية و انقلابات و اغتيالات و ثورات لم تكن يوما سبيل الأنبياء بل لم يكن العمل الحزبي الحركي المعتمد على المصلحية و نيل المناصب السلطوية أو النفعوية هو سبيل لإنشاء جماعة مؤمنة ( قل لا أسألكم عليه أجرا)
إنما السبيل دائما هو الاعتزال و البراءة و المفارقة و المحاججة العقلانية السلمية دون أي نفعية مخلوطة أو صراع قوة دنيوي فنحن ناتي لأصحاب السلطة لا نقول لهم نحن أحق بالملك منكم بل نأتي كما جاء موسى لفرعون لم يقل له دع ملك مصر بل قال له اهديك إلي ربك فتخشى ان الهدف أن نصلح الناس أنفسهم لا أن نتولى عليهم و نتملكهم وتكون لنا السلطة فإن انصلحوا كان به ونعمت وإن لا وجبت علينا الهجرة ان استطعنا والصبر و الدعوة و المحاجة العقلانية إن لم نستطع الهجرة ..لا يوجد سبيل ثالث
دعوة ثم اعتزال و مفارقة و مهاجرة ثم دولة ايمان ثم جهاد وقتال للمقاتلين و الذين اخرجوا المؤمنين من دارهم وقاتوهم . لا يوجد سبيل آخر

لماذا لم يقاتل الصحابة الثوار ؟

الحقيقة أن في حياة عثمان رضي الله عنه سعى عثمان بكل قوته ألا يقاتل الصحابة دونه هؤلاء الثوار و الغوغاء لان ظاهرهم يقولون لا اله الا الله و هم اهل قبلة و بعضهم مسلمين سماعين للمنافقين ..فما أراد أن يهرق دم مسلم واحد بسببه وشدد في ذلك
وكان بعيد النظر رضي الله عنه فعلم من انقسام الأمة
بين فريق أنعم الله عليه المال فأعرض ونأى بجانبه و فريق أخر يؤوس قنوط ...ان المنافقين من كلا الفريقين سيشعلون باب الشقاق لا محالة و لما علم أن باب الاقتتال و سنته في اتباع الانبياء واقع فلم يرد أن يفتح على يديه و في حياته و آثر أن يكون كخيري بن آدم وان يفدي بدمه أمة الاسلام فتنة قتال في حياته ..
بما أن قتل الثوار إمام المؤمنين ونحروا عنقه الشريف خرج مارد العقوبة الجهنمية بلا رجعة فسرى الدم و الفراق و الشقاق إلى يومنا هذا و لن يغلق هذا الباب
حتى تقتص الأمة من قتلة عثمان و تتبرأ ممن تواطيء عليه فلا يعادل فتح باب جهنم إلا قوة ملائكية رواحنية كبرى تعكس هذا الاعصار الظلامي الجهنمي الفحيح وتعيد المارد إلى قمقمه
والموضوع ليس في قتلة عثمان الأربعة بل في كل الفكر الذي ولد تلك الثورة الخاطئة التي كانت مبتغاها الدنيا باسم الدين
و من واطيء ودعم وبايع الثوار حتى خاضوا في دماء المسلمين فلم يقابلهم على النقيض إلا منافقين آخرين إمبرياليين كالأمويون الذين كان لهم مقتل عثمان على الطبطاب وكانوا يلفون بقميص عثمان في كل إجرامتهم و مجازرهم غير المنتهية
حتى قتلوا عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وهو وابيه أول من طالب بدم عثمان و مات الزبير رضي الله عنه وهو مطالب بدمه فدل إن تلك الدولة لا تعيرها موضوع مقتل عثمان في شيء إلا انه فرصة للسيطرة على رقاب الناس و ترحيف الدين و استرداد السطوة من بنو طالب الذين اكرمهم الله بالنبوة
الخوض فيما شجر بين الصحابة ؟
أتعجب جدا من أصحاب الروايات الرسمية يقولون للناس لا تخوضوا فيما شجر ثم هم يخوضون و يؤصلون ويقولن هذه حميراء و هذا باغي و هذا إمام و هذا أخطأ وهذا ضال
اما على العامة فيجب أن يأخذوا هذه التصورات كما هي مهما كانت متناقضة دون ابدأ أي تعقل و حين السؤال عن أي شيء ينظرون إليك بعين جاحظة و يخوفونك عيب لا تخوض نحن فقط من نخوض ونقرر
و لو أن قصص المعاصرين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكتب و لم تذكر لما بحثنا عنها ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبت ولا تسئلون عما كانوا يعملون )
أما حين يتم وضع اصل هذه الخلافات و جعلها أساسا لكل الفرق الحالية من تنازعات و أراء خاطئة يتقون فيها بأقوال الرجال فوجب أن نفكك هذه الحكايات و الأقوال و الادعاءات
كما فكك الله تصورات النصرى و اليهود عن ابراهيم واسماعيل واسحاق و يعقوب و الاسباط و بين لهم انهم لم يكونوا على أفكارهم المتأخرهم و أديانهم المحرفة وشرائعهم الأخيرة ...فلم يكن ابراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سنيا أمويا و لا شيعيا عباسيا أو علويا
بل كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين

سجل المراجعات