خطيئة مذبحة الجمل
المهم أن عائشة رضي الله عنها أدركت هذا باكرا و خرجت مسرعة إلى مكة لاخبار الزبير و طلحة بالكارثة ان الأمام يكاد يغتيل وبالفعل قد حدثت ما ارتعبت منه وقتل الإمام في عقر داره
واسرع الزبير رضي الله عنه بتهجيز جيش لحماية الإمام فإذا بهم تأتيهم الاخبار انه قتل فأردوا الاقتصاص من قاتليه
لم يكن الزبير و طلحة يتوقعون البتة أن يقنع هؤلاء الثوار أي من الصحابة أو تنطلي حيلتهم على احد وعزموا ان تكون معركة حاسمة يغلق بها باب الفتنة الجهنمية بسيف الزبير النوراني
لتعود الأمور لمجاريها و يتم نحر شيطان المنافقين
لكن المصيبة التي لم تكن متوقعة يجد جيش الزبير وطلحة و عائشة مالك بن الأشتر- كبير القتلة- متمرس بعلي بن أبي طالب قد بايعه و يقنعه ان يبايع بقية الصحابة له ويوعزون علي انهم خارجون عليك ولا يليق و يوهموه انه الامام الذي هم له طائعون و علي بن أبي طالب لما حصل بينهم وبين جيش الزبير نقاش لم يكن أي منهم يريد أن يبادر الاخر بأي قتال
بل كل ما كان يريد الزبير أن يسلمه قتلة عثمان ليقتص منهم و لتؤد الفتنة في مهدها
ولكن الواقع دائما حين نجد في استقراء الاحداث أن علي بن ابي طالب لم يكن هو القائد الفعلي للثوار وهذا يحدث عموما في أي من التيارات الثورية التي تتخذ بعض القادة لهم غطاء لن مراكز قوة الثورة هل التي تتحكم في القرارات الحقيقة فعليا بما يسمى اصطلاحيا بالدولة العميقة
سنجد أن جميع القرارات المحورية اتخذها الثوار و بادروا بها
فسبب مذبحة الجمل الرئيسي هو غدر الثوار ليلا بجيش الزبير رضي الله عنه و سبب خسارة جيش الزبير رضي الله عنه الذي قتل فيه طلحة رضيه الله عنه و الزبير رضي الله عنه و كادت أن تقتل عائشة هي غدرة هؤلاء الثوار بجيش الزبير
و بالمناسبة جيش الزبير لم يكن تحرك لقتال علي ولكنه فوجيء انساس القتلة في صفوفه و تمترسهم به ولذلك كان موقف جيش الزبير دفعيا و كل من رأي مشهد الجمل يعرف أن الاجتياح كان من جيش علي لجيش الزبير و ان كان الفرسان يزودون عن هودج أم المؤمنين باستبسال شديد وهو زود دفاعي لو كان هجومي لتم الكر و الفر والحصار
وكل الروايات التي تتكلم عن فرار طلحة أو الزبير تبدوا مصطنعة جدا وغير مفهومه ..فواضح أن كثير من تلك الروايات التي تتكلم عن الفتن في تلك الحقبة لها هدف لتوجيه الوعي لنتائج معينة
كقولهم تقاتل أخاك وانت له ظلام ..فأين قاتل طلحة ..ب البغاة و الثوار هم من قتلوا أمير المؤمنين وقتلوا طلحة وقتلوا الزبير ..وطلحة و الزبير رضي الله عنهما ما قاما إلا ليقيموا قصاص الله فيهم ونصرة امامهم وفجئوا ان علي بن ابي طالب وسط الثوار و إمامهم و غدر بهم
ويحاول أهل السنة ان يقولوا أن عائشة كانت في جيش يقاتل علي بن أبي طالب كاختبار من الله هي يتبعون الله أم يتبعون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم و أم المؤمنين
و في الحقيقة هذا اسقاط متعمد فأم المؤمنين وفق الموقف العقلاني الصرف هو الفعل الأحكم و الأنسب
وقتلى الجمل كانة الطامة الكبرى في التاريخ الاسلامي و تلوث جيش الثوار بدماء أكثر و أكثر و تعمقت الغمامة فللأسف الدم يأتي بالدم و لم يسلم علي بن طالب وجيشه منذ ذلك اليوم