حكمة الخليفة وفشل الثوار - تحقيق في طويل الأناة وعظيم الجريمة
مقدمة: قراءة في المظلومية الحقيقية
يا أخي الباحث عن الحق، لكي نفهم حجم الجريمة التي وقعت في يوم الدار، يجب أن نتجرد من الروايات العاطفية التي صورت الثوار كـ "مصلحين" والخليفة كـ "مخطئ". إن التحقيق الدقيق في تسلسل الأحداث، مرحلة بمرحلة، يكشف عن حقيقة مغايرة تماماً: قصة خليفة حكيم وطويل الأناة، قابل اعتراضات إدارية بحلول عملية، وقابل التمرد المسلح بأقصى درجات ضبط النفس، حتى استجاب لكل المطالب. وفي المقابل، قصة ثوار فشلوا حتى عندما مُنحوا ما أرادوا، فلم يجدوا سبيلاً لتغطية فشلهم وحقدهم إلا بالعودة لارتكاب جريمتهم النكراء التي بيتوا لها منذ البداية.
المرحلة الأولى: حكمة عثمان الإدارية (ما قبل سنة 34 هـ)
لم تكن إدارة عثمان للدولة عشوائية، بل كانت قائمة على تقييم واقعي للولاة. الشكاوى التي وصلته من الأمصار تعامل معها بحكمة وتدبر، لا بتعنت:
المطلب مثال واقعي رد عثمان الحكيم
عزل الولاة • الوليد بن عقبة (الكوفة): اتُهم بتهمة شخصية وأخلاقية واضحة (شرب الخمر).
• عبد الله بن سعد (مصر): اتهمه المصريون باتهامات إدارية ومالية عامة ("بخس الغنائم"). تصرف بحزم مع الخطأ المثبت: عزل الوليد فوراً وأقام عليه الحد.
وتأنّى مع الكفاءة الإدارية: أبقى على ابن سعد الذي كان يثق في قدراته الإدارية والقيادية.
السياسة المالية اتهامه بتفضيل أقاربه في العطاء، مثل توزيع خمس غنائم أفريقيا. كان رده واضحاً ومنطلقاً من حقه في التصرف بماله الخاص، لا بمال المسلمين العام: "أنا أعطي مالي لمن أريد!" (أنساب الأشراف 5/50).
الشفافية اتهام كاتبه مروان بن الحكم باختلاس أموال. ظل عثمان يدافع عن أمانة من وثق بهم، ولم تثبت عليه خيانة للمال العام.
في هذه المرحلة، نرى خليفة يفرق بين التهمة الشخصية المثبتة وبين الاعتراضات الإدارية، يتصرف بحزم في الأولى، وبحكمة وروية في الثانية.
المرحلة الثانية: الصبر الأيوبي في وجه التمرد (أحداث ذي الحجة 34 هـ)
هنا، تحول الأمر من مجرد شكاوى إلى تمرد مسلح وتحدٍ مباشر لسلطة الدولة.
• الوفد المصري: وصل إلى المدينة 600 رجل بقيادة محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن عديس وكنانة بن بشر. لم يأتوا كمفاوضين، بل كقوة ضغط عسكرية حاصرت المدينة فعلياً.
• قمة الحلم وضبط النفس: أمام هذا الموقف الذي يبرر استخدام القوة الساحقة، اختار عثمان طريق السلام وحقن الدماء.
• الاستجابة الكاملة للمطالب: لم يكتفِ بالتفاوض، بل أعطى الثوار كل ما طلبوه وزيادة. لقد قدم التنازل الأكبر:
- وافق على عزل واليه الذي يثق به، عبد الله بن سعد.
- وافق على تولية قائد الثوار نفسه، محمد بن أبي بكر، والياً على مصر، في سابقة خطيرة لكنها كانت تهدف لقطع كل حجة عليهم.
- كتب لهم بذلك كتاباً رسمياً مختوماً، وعادوا إلى ديارهم وقد حققوا نصراً سياسياً كاملاً.
وهنا ثبت فشلهم الذريع. فالروايات تذكر أن أهل مصر أنفسهم وجدوا أن إدارة محمد بن أبي بكر كانت أسوأ من سلفه، مما يثبت بعد نظر عثمان في اختياراته الإدارية.
وأخيرا لا نقول أن عثمان رضي الله عنه لم يخطيء في بعض القرارات كأي قائد و لكنه كان يسعى ليسدد و يقارب و له أخطاء فعلا تستوجب النصح بمحبة و بتقريب البطانة الصالحة لا اتخذها حجة لاستحلال دمه
ملف الجريمة: تحقيق تفصيلي في مؤامرة اغتيال الخليفة عثمان
مقدمة: تفكيك الرواية الرسمية
إن فهم حقيقة الأحداث التي أدت إلى أول وأعظم شرخ في تاريخ الأمة يتطلب أكثر من مجرد سرد الروايات، بل يستلزم تفكيكها ووضعها تحت مجهر العقل والمنطق. في هذا التحقيق، سنعرض كيف أن الذريعة الأساسية التي قام عليها الانقلاب الدموي ضد الخليفة عثمان بن عفان، وهي قصة "الرسالة المزورة"، لا تصمد أمام أبسط قواعد التحقيق الجنائي والمنطق السليم.
القصة العباسية المختلقة: تحقيق في رواية الغلام
أولاً، أشعر أن قصة "الغلام والرسالة" أصلاً غير موجودة، وهي مختلقة بالكامل لعدم منطقيتها الصارخة. فيستحيل لو أراد أحد أن يرسل رسالة استخباراتية خطيرة كتلك أن يرسلها مع غلام مجهول وحده على ظهر جمل يسافر منفرداً وبدون أي خطة. ومن يقصدهم ليست مجموعة من الدجاج الداجن، بل هم مئات الثوار المسلحين.
فمن عنده مسحة عقل يرسل رسالة بهذه الخطورة مع "عيل صغير"، يسافر وحده من المدينة إلى مصر في طريق تاه فيه بنو إسرائيل أربعين سنة؟ ثم حين يذهب الغلام، يذهب في نفس طريق الثوار، وحين يسألونه من أنت، يقر بكل شيء ويقول للقتلة الذين يعرفهم: "عثمان عاوز يقتلكم، والرسالة أهيه!". وبعد ذلك، يتركه الثوار ويمضي، ويختفي "الغلام الفضائي" في الصحراء فجأة كما جاء فجأة.
هل بالله عليكم هذه قصة يمكن أن يصدقها عقل؟! ثم لماذا تركوه؟ وأين تلك الرسالة التي على أساسها خطط الثوار لقتل عثمان؟ ثم من كذبهم البيّن، هل لو أراد عثمان قتالهم كان يحتاج كل هذا اللف والدوران؟ ألم يثبت أنهم رجعوا إلى مصر بخطاب منه يلبي كل مطالبهم، حتى أنه ولّى عليهم قائدهم الثوري بدلاً من حاكم مصر الذي لم يعجبهم؟ لو كان يريد أن يفنيهم لأرسل إليهم خلال العام الكامل جيشاً يجتثهم عن بكرة أبيهم.
ثم أين هذه القصة في محاججتهم مع عثمان أصلاً وقت الحصار؟ هم جاؤوا لهدف واحد وواضح: "إما أن تخلع نفسك من البيعة وتترك لنا الأمر، أو نقتلك". هذه هي القصة الحقيقية، ولا تبرير لأفعالهم بأي ادعاءات باطلة.
أولاً: تفنيد رسالة القتل المزورة - أدلة قاطعة
تدعيماً للتحليل المنطقي السابق، هذه هي الأدلة التي تنسف الرواية من أساسها:
وجه التناقض التحليل المنطقي
الاستحالة العسكرية • عثمان كان قادرًا على تجنيد آلاف المدافعين (كابن عمر، الحسن بن علي) لكنه رفض القتال حرصًا على دماء المسلمين.
• لو أراد قتل الثوار لفعل ذلك عند أول تمرد (سنة 34 هـ) بجيش الشام.
تناقض شخصية عثمان • الثابت تاريخيًّا أنه قال: "والله لا أريق دم مسلم" (الطبري 3/470) حتى وهو تحت الحصار.
• رفض استدعاء جيش معاوية من الشام: "لا أريد أن يُفتح باب فتنة!" (الكامل لابن الأثير 3/65).
اختفاء النسخة الأصلية • لم تُعرض الرسالة على الثوار ولا على الصحابة.
• مروان بن الحكم (كاتب الديوان) أنكرها قائلاً: "ما خططت سوى بسم الله!" (الإصابة 3/456).
Export to Sheets
ثانياً: خريطة الأحداث الكاملة (من بداية الاحتجاجات إلى القتل)
إن تتبع مسار الأحداث يكشف عن تطور منهجي من الاحتجاج إلى الانقلاب، وليس مجرد ثورة عفوية.
المرحلة ١: بدء الاحتجاجات (سنة 34 هـ)
المطلب مثال واقعي رد عثمان
عزل الولاة • عبد الله بن سعد (مصر): اتهمه المصريون ببخس الغنائم.
• الوليد بن عقبة (الكوفة): شرب الخمر وصلّى بالناس سكران. عزل الوليد فقط، وأبقى ابن سعد.
توزيع عادل للأموال منع عطاء المهاجرين الجدد (كأهل البصرة) بينما فضّل بني أمية. وزّع خمس غنائم أفريقيا (500 ألف دينار) على أقاربه.
الشفافية المالية اتهام مروان بن الحكم باختلاس مال اليتامى (البداية لابن كثير 7/168). رد: "أنا أعطي مالي لمن أريد!" (أنساب الأشراف 5/50).
Export to Sheets
المرحلة ٢: المواجهات المباشرة (ذي الحجة 34 هـ)
• الوفد المصري: 600 رجل بقيادة محمد بن أبي بكر وعبد الرحمن بن عديس.
• مطالبهم: عزل ابن سعد، إرجاع الأراضي المصادرة.
• رد عثمان: وافق على المطالب، وكتب لهم كتابًا بالعهد.
المرحلة ٣: العودة والقتل (ذي الحجة 35 هـ)
بعد عام من الهدوء النسبي، عاد الثوار لتنفيذ المرحلة الأخيرة من خطتهم، مستخدمين حادثة العام الماضي كذريعة واهية.
اليوم الحدث الدليل على التخطيط
5 ذو الحجة عودة الثوار للمدينة بذريعة "الرسالة المزورة". • لم يطالبوا برؤية الرسالة الأصلية.
• لم يحققوا مع مروان.
8 ذو الحجة حصار دار عثمان. • قطعوا الماء 3 أيام (ابن سعد 3/70).
• منعوا الطعام عنه.
18 ذو الحجة الاقتحام والقتل. • سودان بن حمران: أول من دخل بالسيف (تاريخ دمشق 24/420).
• الغافقي بن حرب: قطع يده وهو يقرأ القرآن.
Export to Sheets
ثالثاً: قادة الثورة الفعليون وأدوارهم
لم تكن الثورة عفوية، بل قادها رجال محددون لكل منهم دوره.
القائد الإقليم الدور المصير
مالك الأشتر الكوفة • تمويل الثورة.
• تنسيق بين الكوفة ومصر. قُتِل مسموماً سنة 38 هـ بأمر معاوية.
عمرو بن الحمق مصر • قيادة فرقة الاقتحام.
• خطب تحريضية في المسجد. قُتِل وصلب في دمشق سنة 50 هـ.
حكيم بن جبلة البصرة • تجنيد قبائل عبد القيس.
• قطع طرق الإمدادات. قُتِل في معركة الجمل سنة 36 هـ.
سودان بن حمران البصرة تنفيذ الضربة القاتلة لعثمان. قُتِل في صفين سنة 37 هـ.
Export to Sheets
رابعاً: تحليل المؤامرة ودوافعها
لماذا اخترعوا قصة الرسالة؟
- تبرير العودة:
o بعد فشلهم في إجبار عثمان على التنازل في المفاوضات الأولى (سنة 34 هـ)، احتاجوا عذرًا لاقتحام المدينة.
- تعبئة الأتباع:
o الإعلان أن "عثمان يريد قتلنا" جعل المتشككين ينضمون للثورة (كابن عديس المصري).
- غسل سمعة قادة الثورة:
o محمد بن أبي بكر (ابن الخليفة الأول!) استخدم هذه الحجة ليتنصل من المسؤولية لاحقًا.
من صمّم المؤامرة؟ رواية اتهام مروان
تحاول كتب التاريخ في الفترة العباسية إلحاق دس الرسالة بمروان بن الحكم.
• أدلة مباشرة (حسب الرواية):
o اعتراف ضمني: حين سأله علي: "أنت كتبت الرسالة؟" سكت (ابن أبي الحديد 2/283).
o شهادة عبد الله بن الزبير: "مروان هو مَن دسّ الغلام، وأنا رأيته يُعلّمه ما يقول!" (الكامل 3/72 - رواية مرسلة).
• بزعم دوافع مروان في نظرهم:
الهدف الآلية النتيجة
- التخلص من عثمان تصعيد الثوار ضده. تمهيد لخلافة بني أمية.
- تصفية الثوار لاحقًا جعلهم يقتلون الخليفة فيصبحون "خوارج" يُستباح دمهم. قُتل معظمهم في صفين والنهروان.
- الوصول للسلطة تصفية الخصوم (عثمان والثوار) معًا. أصبح حاكمًا فعليًّا لعبد الملك.
Export to Sheets
لكن يجب التركيز على أن الرواية برمتها عباسية متناقضة وتبريرية، وأنها قد تكون كلها افتراء، لا مروان ولا رسالة ولا غلام، وهو تبرير تاريخي لاحق لا يستقيم مع العقل، ويشوش عن الغرض الحقيقي للثوار.
خامساً: الخلاصة التاريخية - أول انقلاب منظم في الإسلام
• المطالب المشروعة: فساد ولاة عثمان وتفضيله لبني أمية كان حقيقةً (حتى ابن عمر انتقده).
• الانحراف إلى الجريمة: تحول الاحتجاج إلى:
o انقلاب دموي بتخطيط محكم (اختيار زمن الحج، منع الماء، الاقتحام).
o تلفيق تهمة (الرسالة) لتبرير العنف.
• الضحايا الحقيقيون:
o عثمان (قُتل ظلمًا).
o الإسلام نفسه (انفتح باب الفتنة).
"لو كان قتلة عثمان أربعةً لما احتاجوا ألف رجل لحصار داره ١٢ يومًا! ولو كانت الرسالة حقيقيةً لَحمَلوها بيدهم لا بألسنتهم ثم لكانت موضع تفاوض أصلا أو تحقيق وهو ما لم يحدث و هي قصة غامضة كما أسفلنا فيستحيل حاكم يرسل رسالة استخبارتية فيها خطة بههذ الخطورة مع غلام ولنفس الثوار المطلوب اغتيالهم القصة تبدوا في غاية الاصطناع و المحالات."
هذه الرواية كُتبت لتمويه حقيقة أن الثوار ارتكبوا جريمة سياسية بدم بارد، واختلقوا ذريعةً لتمريرها.
منهجية التحقيق التاريخي: استلهامًا من شاهد أهل امراة العزيز و يوسف
قال الله تعالى: "وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ۚ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. وَإِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ. فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ" (يوسف: 25-28).
إن معالجة التاريخ لا تختلف جوهريًا عن التحقيق الجنائي المعاصر. فكما هو الحال في أكبر أجهزة التحقيقات الأمنية العالمية، نسعى لاستكشاف مسار الأحداث عبر اكتشاف التناقضات في أقوال المدعي وصاحب السردية المضادة. فكما قيل في المثل الدارج: "الكدب مالهوش رجلين"؛ لأن الكاذب يختلق نتيجة غير حقيقية، ثم يحاول سرد أحداثٍ زائفة أدت لتلك النتيجة. وتكمن المشكلة في أن الكاذب يصعب عليه إعادة تصور كل التفاصيل بدقة، وكثيرًا ما يكذب وينسى ما كذب، فتتضارب أقواله في المواقف نفسها.
إن منهجية شاهد أهل امرأة العزيز في حادثة اتهامها ليوسف - عليه السلام - تُقدم لنا النموذج الأمثل لهذا التحقيق:
لقد اعتمد الشاهد هنا على الدليل المادي (تمزق القميص)، وعلى المنطق الجنائي في تحليل موضع التمزق لبيان كذب المدعية وصدق المتهم. وهذا هو جوهر عملنا مع التاريخ.
التاريخ: سردية المنتصر والتوظيف السياسي
معظم الجرائم والأحداث الخطيرة تُخفى الأدلة المباشرة عليها بإحكام. وكل طرف أو خصم تكون له سرديته الخاصة التي تؤيد أحقيته أو سلامته، فيجد المحقق نفسه أمام أقوال متضاربة ومتناقضة.
إن العمل مع التاريخ يتطلب نفس النفس الاستقرائي؛ أن نقرأ ما بين السطور، وألا نأخذ تقريرات الخصوم وكأنها حقائق مطلقة. يجب أن نكتشف عدم منطقية السردية نتيجة لعدم تناسقها ومطابقتها لطبيعة التسلسل الافتراضي للأحداث.
ومن المعلوم أن التاريخ المكتوب هو غالبًا تاريخ المنتصر. فالمهزوم ليس له قولٌ يمكننا الرجوع إليه. وهنا، تستعصي المسألة على الباحث الجنائي الاستقرائي؛ لأنك لا تملك إلا قول طرف واحد، كقول امرأة العزيز، وسوف تحاول بناء تصور للقول الآخر (المقتول) بناءً على قطع بازل قليلة جدًا.
وعند النظر إلى التاريخ الإسلامي المبكر، معلوم أن الكتابة والتدوين تأخرت جدًا. فقد بدأت في العصر الأموي، ثم بعد مذبحة العباسيين لهم، طُمست أغلب مخطوطات هذا العهد. وجاء العصر الذهبي لتدوين الحديث في العصر العباسي، ليعيد صياغة السردية بعد القضاء على خصومهم من الأمويين أولًا، ثم من آل علي ثانيًا. وقد أخذت السردية مزيجًا يوافق توجه الدولة السياسي آنذاك، في اعتبار ما جرى "فتنة يجب السكوت عنها".
كان لآل العباس ميلٌ نحو علي بن أبي طالب؛ لكونه من بطن كنانة، أي الأقرب من ذرية أبي طالب جدهم، ولاعتبار معاوية مخطئًا، وهو تنافسهم مع بني أمية. وفي الوقت نفسه، كانت السياسة العباسية براغماتية وذكية جدًا؛ فقد اعتمدت على أصل السياسة الأموية، واستفادت من كم الأحاديث التي رسخت طاعة الحاكم وشيطنة الخوارج وتكفيرهم، لترسيخ دولتهم "العضوضية الوراثية".
المهم أن السردية في كتب الحقبة العباسية، من أول الطبري مرورًا بابن إسحاق حتى البخاري ومسلم، تدور في فلك تلك السردية الموجهة. (الاعتذار لعلي بن ابي طالب في كل ما جرى –اعتبار الصحابة الذين قاتلوه في جمل له ظالمين – والذين قاتلوه في صفين مخطئين وليسوا أولى الطائفين بالحق و كأن كلاهما قريب أو يكان و غلب أحدهما للحق قربا! إم الزبير وطلحة ظالمين !- الاستفاضة في فضائل علي – التغاضي عن ما كتب في عصر الأمويون عن ما يسمى بفضائل معاوية التي أضافوها )
سرديات الدول: من الفراعنة إلى العباسيين
قاعدة "تاريخ المنتصر" لا تقتصر على عصر التدوين العباسي، بل هي معلومة وتجدها في كل الأمم.
فالجهة الإعلامية في الصين أو كوريا الشمالية، أو حتى أمريكا التي ترى نفسها العظيمة تنقذ الأمم في فيتنام وأفغانستان والعراق عبر "السوبر هيرو" الجندي الأمريكي حمامة السلام، في حين أن الواقع أنه غزو إجرامي مكتمل الأركان. كل دولة لها سرديتها الإعلامية التي تحشد فيها شرعيتها وشيطنة أعدائها. وهذا طبيعي، ولكن ما ليس طبيعي هو أن نُعامل سرديتها على أنها الحقيقة المطلقة لمجريات الأحداث وتفسيرها.
من أكبر الأدلة على هذه القاعدة: النقوش الفرعونية في عهد رمسيس الثاني، المرجح كونه فرعون مصر في عصر الخروج. السردية الإعلامية لا تذكر أي شيء عن بني إسرائيل، حتى أن علماء المصريات ينكرون دخول بني إسرائيل لمصر أصلًا، رغم علمهم أن كثيرًا من شعوب البحر استوطنوا مصر في فترة ما بعد الهكسوس.
لكنهم لا يفسرون اختفاء كتابات طبقة الكهنوت فجأة ومكانتهم في أواخر عهد الفرعون بعد حادثة اجتماع السحرة والناس وموسى. ولا يفسرون الانهيار الدراماتيكي للدولة المصرية بعد هلاك فرعونهم الأعظم، الذي كان يُعد في أوج قوته، فجأة في عهد ابنه تهجم عليها الليبيون وأهل السودان وشعوب البحر من كل جانب، حتى أن تلك الدولة ما فتئت ترسل حملات بمن بقي من جند هنا وهناك، ولم تستطع صد أحد، حتى انهارت الدولة بالكلية بعد بضعة عقود يسيرة.
وهذا لا يحدث إلا في حالة كون كل جيران الدولة علموا أن الوحدات الرئيسية من جيش فرعون وكبار دولته قد تم القضاء عليهم. وإلا لما تجرأوا على كل هذه الهجمات المنظمة ومن كل الجهات دون تنسيق. إن الواضح من بين الأحداث أنه قد بلغهم جميعًا ذلك، فهاجموا دون تنسيق من كل اتجاه، مستغلين ضعف الدولة المركزية المهول بعد فراغ قيادتها وغرقهم في اليم.
أما الحجر الوحيد الذي ذكر فيه بنو إسرائيل، فهو ما جاء في عصر ابن فرعون عن حملة أرسلها لشعوب البحر لتتبع بني إسرائيل، فقالت الحملة إنها لم تجدهم وتوقعت هلاكهم. وهذا توقع خاطئ لعيون فرعون الابن؛ لأن بني إسرائيل في هذا الوقت كانوا في التيه بعد رفضهم دخول الأرض المقدسة. ولو جمعت قطع البازل، ستجد الأجوبة كاملة حين تضع قصة الخروج بجوار سردية الفراعنة.
لكن علماء المصريات يتوقعون أن يجدوا حجرًا أو بردية تقول: "لقد استعبدنا بني إسرائيل في الأعمال الشاقة في بناء المقابر والمعابد والقصور، وعذبناهم بأمر فرعون، وقتلنا أبناءهم بنبوءة السحرة، وكنا مجرمين وظلمة، وتتبعناهم للبحر وهلك فرعوننا بالغرق في اليم هو وهامان وكبار جنده". ما هذه السذاجة يا علماء المصريات! أين ستجدون تلك البردية بالله عليكم؟
البرديات لا تذكر الأعداء خاصة لو هم مجرد عبيد و إن ذكرت الأعداء تذكرهم بالتحقير، لا بأنسابهم، وتعتبرهم حثالة و مذلولين. والدولة الفرعونية كانت تؤله فرعون، وكل النقوش والبرديات هي للتسبيح بحمد هذه السلطة وذكر مناقبها، ولا تذكر أي سرديات حقيقية للأحداث.
وكذلك كتب التأريخ العباسي بالتأكيد ستكون بوق دولة سيف دموية أقامت أنهارًا من المذابح ضد معارضيها وأسلاف الحكم من الأمويين والمناوئين من العباسيين، حتى سُمي مؤسسهم بـ"المنصور السفاح"، ولأبي مسلم الخراساني رئيس جندهم الأميز مذابح لا تحصى. هل يستحيي هذا النظام عن تسخير مجموعة كتاب لرصد الرؤية الإعلامية للدولة؟
ودراسة نفسية الدولة العباسية وجذورها وتوجهها وخطها السياسي قبل نشأتها، ستجعلك تتوقع كل سردياتهم التاريخية قبل كتابتها. فهي معبرة عن فكرهم قبل استغلال ثغرة فوضى الدولة الأموية في نهايتها، وحشدهم للقوة تحت راية الثأر للحسين والحسن، ثم قتل آل الحسين والحسن بعد استتباب دولتهم واستشهادهم على وجوب الطاعة "العضوضية" بأحاديث بنية أمية.فقد قاموا بخلط ميكس أيدولوجي شيعي أموي برجماتي لتثبيت أركان دولتهم
تلك الحالة البراغماتية هي التي توضح خط السياسة العباسية من أول فتيل الفتنة. فلا غرو أن تميل لعلي حتى لو كان مملئًا لقتلة عثمان ضد معاوية. ومن الطبيعي أن تُطمس أي دور للصحابة الكرام في المقاومة للقتلة بقيادة علي، كالزبير وطلحة وأهل المدينة في الجمل، وتصويرهم في صورة البغاة الظلمة الذين يقاتلون علي بن أبي طالب وهم له ظالمون. وهو عجبٌ عجاب، وحكمٌ ظالمٌ لا ينطلي إلا على أصحاب السردية التي تؤيد العلويين من بطن أبي طالب على أعدائهم، حتى لو كانوا أكابر الصحابة آنذاك وهم على حق في طلب القصاص لدم أمير المؤمنين من مجموعة قتلة و حثالة وقطاع طرق متهجمين في الشهر الحرام وتبرر ذبحهم وقتلهم بدم بارد بواقع أنه فتنة لم تكن بيده. وهؤلاء القتلة للإمام المسالم في الشهر الحرام و اليوم الحرام وفي أيام الحج الأكبر لا يستحقوا قصاصا عاديا بل هم أولى الناس بقصاص المفسدين في الأرض ،
عودة من الحج: صدمة الحقيقة و"الخيانة العظمى"
تصوّر معي المشهد: أنت، كفرد من أهل المدينة، قضيت أشهر الحج المباركة في مكة، برفقة كبار الصحابة كـ الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وأم المؤمنين عائشة. تؤدون المناسك بسلام، وقلوبكم مطمئنة لترك المدينة تحت إبير أمير المؤمنين عثمان.
ثم تبدأون رحلة العودة إلى المدينة، وكلكم شوق لدياركم. لكن في الطريق، تبدأ الأنباء الغريبة تتسرب: "عثمان قُتل!"، "المدينة في فوضى!"، "الثوار سيطروا!"... الصدمة الأولى، ثم الغضب العارم. من يقتل خليفة المسلمين في الشهر الحرام وداخل المدينة النبوية؟!
وعندما تقتربون أكثر، تصل الصاعقة: "علي بن أبي طالب بُويع خليفة!".
هنا تتوقف الأنفاس. كيف؟ متى؟ وأين كبار الصحابة؟
التحليل كمحقق جنائي (بمنظور من عاد من الحج):
• الجريمة وقعت في غياب شهود عيان مؤثرين: مقتل عثمان (ذي الحجة 35 هـ) تزامن مع موسم الحج. هذا يعني أن أقوى رجال المدينة، وأكثرهم قدرة على التدخل أو محاسبة الثوار، كانوا غائبين. هذه ليست "مصادفة" بل توقيت مثالي لمن أراد تنفيذ جريمة دون مقاومة كبيرة أو شهود ذوي نفوذ.
• وتخيل معي بشكل أعمق في عهد عثمان كانت الفتوحات توسعت و كثر أهل الاسلام و من بقي من الصحابة أعمارهم كبرت ففي هذا السن كان من في المدينة يقر بها لم يخرج لجهاد و كان مال الصحابة وقتهم وفيرا و تجارتهم كبيرة و إننا لنرى عوام المسلمين اليوم ممن فتح الله عليهم بالحج تطوق نفوسهم للحج كل عام رغم كون حج زامننا غير مرتبط بأي مصالح اقتصادية وليس كالقديم فقد كان موسم شهادات المنافع و كتابة الحجج و شكرانية التجارة و الحصاد و الأنعام فكيف يكون حال أغلب الصحابة إلا وهم قد ارتحلوا للحج و لم يبق إلا القليل لقد اغتم الصحابة غما شديدا لما صدوا عن المسجد الحرام في وقت صلح الحديبية و الكفار يسيطرون عن الحرم فما بالك بعام قد كثر مالهم و اطمأن حالهم كيف تكون قلوب أغلب كبراء الصحابة الي حج البيت هذا العام
• إن المعروف أن المدينة كانت شبه خاوية من رجالها و لذلك استغل الفجار هذا الوقت الذي كان يتورع عنه أفسق فساق الجاهلية و لا أعرف كيف يمكن التجاهل و التغييب و التغاضي عن هذا الكفر البواح ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أشد من القتل ) ..فما بالك والثوار جمعوا كل ذلك فتنوا الناس عن دينها بل فتنوا إمامهم و حرقوا في بيوت الصحابة و ارعبوا هل المدينة وهم أغلبهم نساء و اطفال وقليل من شباب و رجال وإمام عجوز عادل حنون القلب عثمان ابن الثمانين رجل لو ان خادم أو أجير لوقفت له إجالال لسنه لو كنت جالسا و أكرمته بالجلوس ، لو كنت تعبر الطريق لاخذته حانيا لتعبر به مخافة التعثر ..فما هذه القلوب المجرمة التي حاصرته و منعت عنه الماء أيما حتى ذبحوه ظمأنا على مصحفه الذي لازل كل المسلمين ينهلون من جهد حفظ كتاب ربهم لليوم
• والله أن هؤلاء القوم الصعاليك أشقياء مجرمون لا وزن لهم في الدنيا ولا في الآخرة أهان الله كل من أكرمهم وتوالهم و أكرم الله كل من نابهم وعاداهم شياطين في صورة بشر ألبسوا إجرامهم لباس الدين و الشرع و عبدوا الدنيا و قدسوا الذهب و الفضة وقتلوا عليه خيرة خلق الله في زمانهم وادعوا انما فعلوا ذلك قربة ومافعلوه إلا اجراما وإضلالا وإفسادا .
• السيطرة الفورية على السلطة: الثوار، الذين كانوا يحاصرون عثمان، استغلوا الفراغ السياسي مباشرة بعد قتله. لم يُمهلوا أحدًا،. هذا يؤكد أن هدفهم لم يكن مجرد "الإصلاح" بل الاستيلاء على السلطة وفرض الأمر الواقع. ثم إن تلك الرواايات العجيبة التي يقولون فيها إنهم بحثوا عن أحد يباعيونه تتبين كذبها الصراح .فيقولون تارة عرضوها على عبدالرحمن بن عوف ..ومن كذب تلك الرواية لم يدري أن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه مات قبل مقتل عثمان بفترة فكيف عرضوا عليه البيعة و قد قالوا عرضوها على سعد بن ابي وقاص وغيره فرفضوها . و تبرأوا من القتلة و لم يبايعوا علي بن ابي طالب حتى مماتهم و هنا تلك الروايات على فرض صحتها في حجة عليهم أن من بقي من قلة في المدينة رفض الاعتراف بهم ..ثم أين بقية و كبراء الصحابة الذين كانوا في الحج كالزبير و طلحة و غيرهم من البدريين ؟! إن الأمر بالتأكيد لم يحال للشورى بين المؤمنين وهذا أمر متوقع تماما هؤلاء الناس لم يردوا الأمر شورى بل أرداوا انقلابا و استيلاء على السلطة و هي أو عملية انقلابية و تبديل حقيقي للشورى
• و قد قيل أن أول من حول الأمر شورى وحول الأمر غلبة بالسيف كان الأمويون و هذا خطأ .أول من ابتدعه الثوار و على رأسهم إمامهم علي بين أبي طالب و من شايعه واختلفوا بعد ذلك نجعلها وراثة كآل علي أو نجعلها ملك عضوضيا كآل عباس ..لكن كلاهما صنع العجل الأول عجل( الإمامة و الطاعة ) طمعا في ذهب وفضة الشام وجعلوه دينا يفتنون عليه الناس و أول من قاتل الناس حتى يدينوا بالطاعة له لا بالطاعة لله كان علي بن ابي طالب و الثوار من تحته
• بيعة علي : سنجد دائما أن كلما ذكر علي بن أبي طالب في موقف فيه مشانة ذكروا سردية بكائية لطمية أنه لم يكن راضي وان الثوار اجبروه وانه لا حول له ولا قوة أراد التوفيق ( إن أردنا إلا إحسانا و توفيقا ) كما قال المنافقون بعدما أفسدوا في الأرض و دمروا الأخضر و اليابس ..واولها هذا القول الذي يطفح سخرية و سذاجة أن علي بايعهم مكرها .، وسؤال ماذا أكرهه أليس الرواة قالوا عرضنا البيعة على كبار الصحابة فرفضوا فلما لم يسلك مسلكهم و يستنكف و يانف و يأبى أن يضع يده في يد هذه الشرذمة الأثمة و الصعاليك الملحدين في الشهر الحرام ؟!
• ثم اعتذروا له بعذر أقبح من ذنب : قالوا أرد ان يحاصر الفتنة و يحقن الدماء وهل بيعة القتلة و إضفاء إمامة لهم من ابن عم النبي صلى الله لعيه وسلم هل التي تحاصر الفتنة أم تزكيها والله لقد قرب هؤلاء القتلة و الثوار و جعلهم أئمة جيشه و قوام قوته و قتل بيهم الصحابة و آل الحقيقين كزوجة النبي في الجمل و قتل بهم من انكر عليه أفعاله في صفين من أهل النهروان و بالغ في المذابح في المؤمنين ليطيعوه لا ليطيعوا الله و أخذ الإمامة دون شورى بالسيف وقولهم أن الصحابة أجمعوا على بيعته و هو خليفة رابع بالإجماع كلام لا أعرف مدى جنونه ..إن كان قتل أغلب الصحابة في الجمل و كبرائهم بالاتفاق فكيف شارهم هل شارهم وهو يذبحهم كطلحة و الزبير أم شار عائشة وهو يسوقها أسيرة هودجها قد صار كالقنفد من كثرة السهام أم سعد بن أبي وقاص الذي لم يباعه حتى مات في المدينة من هم من بايعوه إلا بطانته و اعيان معدودون على اصابع اليد الواحده من لاصحابة بايعوا مكرهين علي ومن معه من ثلة المجرمين وقالوا مثلما قال هارون ( ان القوم استضعفوني وكادوا يقتتلوني فلا تشمت بي الأعداء ) إن من بايع علي من الصحابة وكان حيا بعد معركة الجمل بالتأكيد خاف على نفسه القتل من هؤلاء الغوغاء الذين لم يتورعوا عن قتل إمام المؤمنين أعزلا في الشهر الحرام و نحره كما تنحر الشاة لأجل خلافات أقل ما يقال أنه تافهة و مصطنعة خلفها طمع جم في الدنيا ..حتى قيل أن هؤؤلاء الثوار جيش علي نهبوا بيت مال المسلمين واكلوه سحتا ..رغم ان زعمهم القتال لأقامة شرع الله في المال فكان شرع الله في نظرهم هو ابتلاع المال في بطونهم عياذا بالله إنما يكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا
•
o الثوار بحاجة لشرعية: الثوار كانوا "قطاع طرق" سياسيين. كانوا بحاجة ماسة لـواجهة شرعية تحميهم من انتقام القبائل والعالم الإسلامي الذي سيرفض جريمتهم. من أفضل من علي بن أبي طالب؟ ابن عم الرسول، زوج ابنته، من أوائل المسلمين، صاحب المكانة الكبرى. بيعته كانت طوق نجاة للثوار، وشرعية زائفة لجرائمهم.
o علي وافق على "الصفقة": علي لم يكن غافلًا. كان يعلم من هم هؤلاء الثوار، وأن أيديهم تقطر دمًا من عثمان. قبوله بيعتهم يعني ضمنًا إضفاء شرعية على وجودهم كقوة حاكمة، هذا قرار سياسي بحت، يهدف للوصول إلى للحكم، حتى لو كان الثمن هو التحالف مع ثلة من قطاع الطرق و صعاليك القبائل و انباط المنافقين و سفلة ملحدي الحرم قاتلي الإمام المؤمن في يوم الحج الأكبر ذبحوه كما تذبح الشياه ففي وقت يذبح الحجيج هديهم و يقضون تفثهم و يوفون نذورهم و ينحرون ذبائحهم قربة إلى الله كان هؤلاء يقضمون في ذات الوقت أعظم قربة للشيطان بدم إنسان مؤمن وليس أي انسان انه الإمام المهاجر السابق الذي اشترى الله منه نفسه و ماله نحسبه كذلك والله حسيبه رحمه الله اختار أن يكون خيري ابن آدم على أن يهرق دم امرء من شك ولو بنسبة مليون في المئة أنه مؤمن ..وليقيم الحجة العظمي على قاتليه أنهم أفجر الناس والله لو كان دافعهم أو قاتلهم ما عرفنا أن بين ظهرانينا شياطين أشر من مشركي قريش يقولون بأفوههم كلمة الإيمان
o خاتمة علي بن أبي طالب : التي كانت مبايعة القتلة و تكوين جيش من الشياطين يقتل من لم يخضع له من الصحابة و يحول بين قصاص الله فيهم و ييعيثوا في الأرض فسادا فكان جيش هذا الرجل أول من سن سنة قتال المسلمين لأجل أغراض السياسة و الحكم و ما أنجس الغاية و ما أعظم الحرمة فإن أكن أول من سنها هو ورجالهم كعمرو بن الحمق و مالك بن الأشتر و محمد بن أبي بكر ..فسأينالون نصيب كل من استن بسنتهم وقاتل لأجل ترسيخ حكمه ظلما و فتن المؤمنين تحت أي راية كانت كل ما حدث من مذابح من الأمويون و العباسيين و الفاطميون و المماليك و العثمانيون و ل من ركب باسم الدين يقتل المسلمين و نبذ الشورى و استضعف الناس و فتنهم واستعبدهم حكما و جعل تخضيعه لهم دينا و قصوره نعيما وسحتا كل هؤلاء ما هم إلا من استنوا بسنة بن ابي طالب
o ان خاتمة هذا الرجل : مهولة السوء دماء لا حصر لها من أطهر الصحابة من المهاجرين و الأنصار و من أفاضل طوائف جيشه الذين استفاقوا بعد ان وجدوه في صفين يهادن معاوية على دنيا فاكتشفوا أن ما يقاتلون عنه ليس دينا أنما هي مصالح عاجلة فاعتزلوا في النهروان وكانت سنته عن كل من يأبي بيعته سيفه الذي يفتنه عليهم ولعل قول الله تعالى ( ما كان محمد ا أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) لتؤكد حقيقتان أنه لا توجد إمامة نسلية فالله عافى أمة محمد من الافتتان بوجود ابن من صلب النبي فيستحي المؤمنين أن يختاروا أحدا غيرهم وان كان اصلح للإمامة دينا و حكما و عقلا و جسدا فعافهم الله ولم يجعل للنبي أبناء ذكور ..ولو كانوا موجودين لكان نص تلك الأية تأكيد أنه لا وراثة في الولاية الدينية و أن الأمر شورى بين المؤمنين و أكرم المؤمنين أتقاهم لا تفضيلات نسلية بعد ذلك و لا نبوة بين البشر
o إنه ايذانا أن البشر فطموا ولا يحتاجون بعد لمن يفضل بجنسه و نسله ونبوته ليقود الناس دينيا : فنزل قرآنا فرقانا كامل النعمة و نضج العقل البشري بدرجة جعلته لا يحتاج وصاية وصار الاختيار موكل للثلة المؤمنة و أمرهم شورى بينهم هما ثلاث كلمات يمثلون دستورا كاملا فلا هي ديمقراطية للأكثرية و الغوغاء ولا هي فردية استبدادية و لا هي إمامة وراثية و نسبية
o الإمامة في الآل : و إن كان البنوة المباشرة لو وجدت لما صلحت للإمامة فالأولى أن اولاد العمومة و الأسباط و ما في نحوهم لا يفضل الله فيهم احد في إمامة وهم كغيرهم من المؤمنين عليهم ما عليهم و لهم ما لهم و هذا هو المجتمع تام النضج لا أحاديث مكذوبة تقول الإمامة في قريش لتسوغ تحكمات بني أمي ولا بنو طالب و لا نصوص تفرض الإمامة لسبط معين و لا لنسل خاص و لا لعربي أو أعجمي فهي مسألة عقلانية و آلية معتدلة صرفة تعمل على المساوة المطلقة على اساس موضوعي متعلق بالنضج و الإيمان و بالمناسبة هي ليست شورى بين ما سموا بأهل الحل والعقد ..هذا كلام يتجاوز المقصود بالشوري الشوري بين المؤمنين جميعا
o الخلاصة إننا أمام مسألة صنمية صرفة لم أكن أتوقع أن تكون بهذه الحدة : إننا أمام أن نختار فريق عثمان رضي الله عنه المغدور به و نختار المهاجرين و الأنصار و أهل المدينة و مكة من الصفوة التي ذبحت في موقعة الجمل أو نختار جانب الثوار و القتلة و إمامهم العجل الذهبي الذي يعكفون عليه الإمام الذي ورثوه الدين صوريا بعد قتل الإمام الحق بحجة أحقيته بالولاية و لقد بدأت أشك في كل ما تم أفكه من فضائل علي في السير ومبالغات لا حد لها حتى ذهب بعض غلاة الشيعة أن الآية أذ يقول لصاحبه إذ هما في الغار لا تحزن إن الله معنا ..
o الحكم علي الأعيان : حين نتكلم عن علي بن أبي طالب و نتخيل نفسته وقت البيعة فهل نحكم عليه إن الحم المعين على أي انسان أمر لا يمكن أن يجتريء عليه إلا جاهل فالله اعلم به هل الله طهره قبل موته بما لاقاه من فتن حتى قتل فأمره إلى الله لكننا لنا الظاهر من أوخر أيمه و ما سن من سننة سيئة و إذا تعمقنا في نفسيته عند مبايعته فيكم أن نعيش داخله لنعرف ما الذي دفعه إنه ليسوا كما يصور انه تم مبياعته وهو مغيب او كما قيل أنه اراد وأد الفتنة وهو من أزكاها و نفخ فيها و ضخمها حتى غيرت وجه العالم فما صرات بعد بيعته لهم كما قبلها وتدحرجت الأمة كلها إلى قاع لم تخرج منه لليوم لكن للنظر ماالذي كان يجول فيه قلبه آن ذاك من الواضح أنه يعتقد داخليا فعلا بوجوب إمامته أو أنه كان عقيدته مثل عقيدة الثوار يرى أنهم اناس يحقون الحق و يوالون الضعفاء ضد الخليفة من بني أمية على حد زعمهم و قد يكون صادف ذلك تلك المنافسة المعمقة في الجاهلية بين بنو طالب و بنو أمية فرجعت نعرات الجاهلية تضفي على طبيعة الصراع و هذا من أقبح ما يكون فكيف يكون قتل عثمان رضي الله عنه لكونه من بني أمية قد يقبل ولو عرضا لانه أقرب لسيطرة بنو طالب
القصاص من الثوار أضحوكة العذر المؤجل بعد اتمام البيعة : لا أعرف من كذب هذه الكذبة في إلقائه السردية التاريخية لا يبدوا الأمر عقلانيا البتة إن كما قلنا الثوار مجموعة منظمة في غاية التنظيم و أمرائهم تحركوا و بيتوا و لم يكونوا يفعلوا خطوة إلا بتخطيط و تواطئ وقتل الإمام عثمان كان مبيتا و محل إجماع و تنسيق بكل الشواهد فكيف أصلا سيون مطروحا على علي بن أبي طالب فكرة انه سيتعذر للصحابة حين يطاليهم بالبيعة و يطالبوه بتسليم القتله ..لا أظن أن الزبير كان يطلبه بذلك أصلا كيف يطالبه بتسليم القتلة و كبرائهم هم قواد جيشه يعني تخليل معي أن يكون وزير الدفاع مثلا بذاته هو من يريده خصوم دولة ما فمثلا تتفاوض الصين مع اليابا ن على تسليم وزير دفاعهم و ووزير داخليتهم و اغبب الجند ممن كانوا من المحاصرين و المخططين لقتل أميرهم ..انا لا أكد أعقل ان هذا مطلب كان ليطرح أوحتى يأتي في رأس الزبير أو حتى علي بن طالب ...أظن أنها كلها تعذرات و تلفيقات لاحقة للمسلك العباسي الذي يري قتل عثمان خطيئة و يريد أن يوفق بين متناقضات كولاية علي التي يعتبرونها حقا فجمعوا المتناقضات
وأول سبلهم تصوير فتلة عثمان أنهم بضعة انفار سيتم تسليمهم والسلام لا انهم قادة جيشه و العمود الفقري لنظامه الإمامية الذي بياعوه كإمام فتنة كانت المدينة خاوية من رجالها في الحج الأكبر
و كل الأدلة الاستقرائية تقول ذلك فقد أسرع الثوار بالبيعة في عدة أيام يسيرة لم يكن الحجيج قطعا قد رجعوا
فمسألة أسلمنا القتلة و سنصطلح شيء غير مفهوم البتة فلا يمكن أن يضع أي نظام على طاولة المفاوضات هدم ذاته و تسليم سلسة قيادته و كذلك خصومه ليس من المنطق أن يطالبوه بذلك
والذي يتضح أن علي توافقت مصالحه مع تلك الثلة و قد كان مشبعا تماما بفكرة انه أحق بالإمامة وربما هذه الحالة جعلته لا يلقي بالا بإيدهم الملوثة بدماء أطهر الناس و لا إلحادهم في الحرم بل ساعدهم و اتفقوا على ترسيخ أن قتالهم دينا و هذه هي الحقيقة أن علي بن ابي طالب و مالك بن الاشتر يعتقدون أن فعلتهم دينا وإلا لما فعلو كل هذا الاجرام في الاشهر الحرام
وسنرى أن موقعة الجمل هي مذبحة غيلة و تبييت بالليل و ليست معركة عسكرية متكافئة و أن علي خرج لها قاصدا متقصدا بكل قتلة عثمان و الثوار اللذين حاصروه لم ينقص منهم واحد بل واجتمع معه كل غوغاء القبائل و انباط البادية و منافقي الأعراب طمعا في اموال الشام ومصر و خزائن الفيء و الغنائم بعد القضاء على كبراء الدولة المؤمنة فانطلق بجيش عرمرم قوامه آلاف كثيرة و كانوا أضعاف الصحابة المؤمنين من أهل مكة و المدينة الذين اردوا استعادة الأمر للمؤمنين قبل ان تحل اللعنة و لكن التيار الشيطاني لأبناء قابيل قاتل إخيه قد حان دوره و اتخذ الله من أصفيائه شهداء ليكونوا حجة على علي بن أبي طالب انه ذبحهم وهو لهم ظالم وابتدرهم بالقتال و لم يبتدروه و بيتهم ليلا في غدر و خيانة و غيلة
كل السرديات التي ضد هذا الواقع كلام محض تلفيق و تجميع بين متناقضات و روايات يكذب بعضها بعضا و مكذوبات على النبي محالات لا تعقل و كل واحد في الفتنة يكذب ما يوثق تقريراته كما دابوا بعد الغوص في الدماء كان الكذب على الله و النبي أيسر و اسهل و إن كانوا لم يتورعوا عن ذبح المؤمنين أيتورعون عن جرة حبر فيها كلمة مكذوبة ترسخ حكمهم و نهمه الزائل عن دنية بخيسة و أغراض دنيئة و أطماع خسيسة و أفعال رذيلة قبيحة
لقد بدأت الفصل وأنا أظن أن بني أمية وحدهم يتحملون كل ما جرى في الأمة من إجرام و تحريف لكني بعد تغلغي في الأحداث وجدت الشرخ أعظم من ذلك و أن كل الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا لم يكونوا من أمر النبي من شيء ..وأن صناعة و تأصيل عبادة العجل كانت أعمق من ذلك و أكبر و أن هناك شراكة مشتركة بين منافقي بنو طالب و بنو أمية و أعراب المنافقين في صنعها و إن كان لهم سلف أكبر و سامري أعظم فما الأمويون إلا تلاميذ لهذا الدجال الأكبر الذي خطط لقتل الأمام المؤمن ثم تمترس بابن عم رسول الله ليزيد الفتنة عمقا ثم ابلغ في المؤمنين قتلا وفتنة وما تلمياعات بني أمية ثم بنوا العباس للعجل الذهبي واقتتالهم عليه و اعتكافهم حوله من دنيا ودنانير فضية وذهبية فارغة و حكم زائل باسم الدين و تطويع للرقاب بالسيف على سحت و نهب باسم إمامة قرشية أو علوية أو عباسية طالبية إلا تبعات لهاذا الأصل الجاهلي و الله المعافي ورحم الله السابقون الأولون الذين فضلوا الشهادة على التبديل ولاقوا الله على الحنيفية الخالصة ولم يقبولوا الا السلم الدخول في السلم كافة
الغلو في الصالحين و الأنبياء : ان من الابتلاء ان يعبد الأنبياء و الصالحون و الرسل و هذا الأمر ليس جديد فالمسيح عبده اتباعه لما تأخر عليهم الزمن و تحول الأحبار و الرهبان لأداة في أيدي الطاغوت و الغريب أن الغلو التأليهي في الطوائف العلوية يشبه إلي حد بعيد عقائد النصارى المغالين في عيسى عليه السلام .
و لكنتب الاحداث بعين منصفة من اول الفتنة سألين الله الهداية -فمنه واحده تكون- و عدم التجني و الهدف هو احقاق الحق و اللطف بالمؤمنين و ليس النيل من أحد
الثوار و بذرة الطمع والحسد : ثلة من الأفراد في المجتمع المسلم تتملكهم صفات المنافقين من حسد الناس على ما آتاهم و الطمع في الدنيا و صاروا يلمزون المؤمنين في الصدقات و علي رأسهم إمام المؤمنين
المجاهدين و الانتفاع : تسرب على الواجهة الأخرى ان الجهاد و القتال صار عن قوة المسلمين و غلبتهم و بدأت مخالفات المنافقين الذين بدأوا ادخال لسحت و ظلم لأمم و استحلال للاغتصاب و النهب بغطاء الجهاد و لاتساع الرقعة الإسلامية و قلة اخلاص بعد المنتفعين بدأت مخالفات من تحت الغطاء
فكان هااذن القطبان المتنافران يشعلون الفتنة فئة تتجمع فيها أموال السحت وفئة تطمع في الأموال المتراكمة
إمام المؤمنين : يسعى إمام المؤمنين بكل جهده أن يسدد و يقارب ولكن الأمر يخرج عن سيطرته لأنها إرادة الله و سنته فالنفوس تغيرت و لن يصلح فساد الرعية ورع الإمام ولو كان الرعية مصلحهم إمام لانصلح حال بنوا اسرائيل ومعهم ( فقخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسف يلقون غيا ) ولإرادة الله ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) ( فمنهم من آمن ومنهم من كفر )
بداية صناعة العجل :بعد أن حملت الأمة أوزارا من زينة القوم في الغزوات و طمع المنافقين فيها خرج سامري الأمة وهو من نجهله عينا لكنه روح الثور التي قادها محمد بن أبي بكر و مالك الاشتر و عمربن الحمق و غيرهم و بدأوا يشرعنون أطماعهم و رغبتهم في الدنيا و يلبسونها لباس الدين ثم ما لبست شعارتهم دينا يدينون به و يعكفون عليه و يفتنون الناس و قد جمعوا مأخذ على عثمان رضي الله عنه أغلبها مناقب ومنها جمع المصحف ..أما تقريب بني أمية فإن كان فيه أخطاء بالفعل فلا يخلوا امرء من خطأ ولو كان نبيا و حلها نصح و احترام و ما كان أسمعه لنصح الناصحين عثمان رضي الله عنه بل نزل عن رغبة الثوار وأمر عليهم محمد بن أبي بكر ولم يحسن تدبير مصر وكان والي عثمان الذي انتقدوه قبله أفضل منه فإنما خلاف الثوار معه خلافا أداريا تافها هم صعاليك لا يدرون عن أمور الإدارة شيء فقد ثبت اقتاحمهم وقت الحرم و التجارة كما أخبرنا أنهم صعاليك لا أهل تجارة ينشغلون بها ولا أهل جهاد ينشغلون به إنما قطاع طريق يطمعون في الجعالات
وعلي النقيض فالقطب الأخر من بعض المنافقين في صفوف الولاة بدأ يشرعن و يلبس أعمال الاغتصاب و النهب على أمم العجم ثوب التدين
قربة الشيطان : ذبح الإمام المؤمن في الشهر الحرام و اليوم الحرام تذكر أن عجلهم الذي اشربوه قد قربوا له قربانا شيطانيا أعظم باقتحامهم أكبر حرام يمكن تخيله
بيعة الفتنة : بايعات ايدي الدم على حين غرة إماما تمترسوا به ليكون عملهم له غطاء شرعية في عبادة العجل
فتنة المؤمنين : إما البيعة أو القتل
صفقة الذهب : الصلح مع معاوية طمعا في جعالات كنوز الشام المدفونة بدلا من قتله و خسرانها .
الثأر للإمام المؤمن : كانت عقوبة الله شديدة فبعد أن اغتر الثوار و صاروا أمراء على الأمصار في المدينة و البصرة و الكوفة و مصر نصر الله عليهم بني أمية وسامهم سوء العذاب أما علي بن ابي طالب فخذله الثوار وقتلوه كما قتلوا عثمان ..فالجماعات الثورية سريعة الانقسام و كيميائها عنيفة وقد صار علي أعدائوه كثر بعد أن أوغل في الدماء و أطراف لا حصر لها تسعى للنيل منه ثأرا لما وقع عليها .
وبعد أن علمت واقع ما جرى صرت أرى سيوف بني أمية هي عقوبة قدرية على القتلة ( فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل ) و لما أسرف الحجاج في القتل و قتل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه انتقم الله من الأمويون بسيف العباسيون لاحقا .وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون
لقد برد قلبي بعد أن نظرت إلى التاريخ بتمعن ان سنة الله و عدله و لطفه أبعد مما نتخيل ولا ينجوا ظالم بفعلته في الدنيا و الآخرة
لب من ذهب و فضة و غطاء من دين وورع :