ما هي الأهلة
الأهلة هي كل ما يهل من مطالع الكواكب و الأفلك في السماء من شمس وقمر و بروج و نجوم ولا يقتصر على هلال القمر و قد اثبتنا ذلك لغويا و في العلم التجريبي و الله جل وعلا لم يقل و يسألونك عن أهلة القمر ..بل السؤال الأهلة بعمومه
الفصل: الحج... وشكرانية النعمة الكبرى
هل تسألنا لماذا الله في آيه السؤال عن الأهلة كان الجواب قل هي مواقيت للناس والحج لماذا اختص الله الحج و أبرزه كعلامة للمواقيت
بل لماذا الحج كان كعبة الزمان نفسه و أعظم أيام الله الحرام في شهره الحرام و أوسط تلك الأيام ولماذا اختصها أيام دون عن أيام السنة كمؤتمر عام للناس جميعا ليذكرهم بنعمه عليه و بنعمة بهيمة الأنعام خصوصا
إنها ليست محض صدفة، وليست مجرد تنظيم لأوقات العبادات، بل هي إشارة عميقة، كفيلة بأن تهز القلوب والعقول إن تدبرناها حق تدبرها.
لقد درجت أمتنا، وربما الكثير من الأمم، على فهم بعض الشعائر بطريقة تجعلها تبدو كأنها عادات قديمة، أو طقوس لا تليق بعصر التقدم والتكنولوجيا. فموسم الحج، خاصة ما يتعلق منه بالذبح والدم، قد ينظر إليه البعض، في مجتمعاتنا الحديثة، على أنه عمل "دوني" يليق بالطبقات الدنيا أو الأمم البدائية. كيف لا ونحن اليوم نعيش في عصر تتوفر فيه اللحوم على أطباقنا "وافرة كل يوم تأتيني اللحوم على شكل ستيك وبوفتيك وكباب حلة وشاورما"؟
ولكن، يا أخي، دعنا نتوقف لحظة. هل هذا التوفر المصطنع على موائدنا يعني أننا قد استغنينا حقاً عن المصدر الأساسي لهذه النعم؟ هل يعني أن عيشنا في "بلوكات أسمنتية" قد فصلنا عن سلاسل الإنتاج الحقيقية، وعن صلتنا بالطبيعة؟ لا والله، قطعاً لا! إن هذا الانفصال ما هو إلا وهمٌ كبير، خلقته رفاهية العصر وسهولة الحصول على المادة النهائية، فنسينا الأصل، وغفلنا عن المصدر، وضاعت منا "الشكرانية الحقيقية" لله على نعمة الأنعام والغذاء.
لقد طالما تعجبت مثلك من تراكيب القرآن، من قفزاته الظاهرة بين موضوع الصيام، للأهلة، للجهاد، للحج، لقصص الأنبياء. كنت أتساءل: "ما هذه الفوضى في القفز والتشعب؟" ثم جاءت الصدمة، الصدمة اليقينية التي تشعرك وكأن نوراً انبلج في قلبك وعقلك: لقد وقعتُ على تسلسل فائدة كاملة، وانتقال عميق جداً بين موضوع وآخر، مرتبط بشكل "مذهل، مذهل فوق أن تتخيل!" إنها ليست فوضى، بل هي أعظم نظام، ونظام رباني يربط كل جزء بالكل، وكل لبنة بالبناء الشامل.
فدعنا نُعمّق النظر في لبنة "الحج والأنعام" داخل هذا البناء الكوني.
لماذا الحج بالذات؟ ولماذا هذه الشكرانية العظمى ترتبط بـ"بهيمة الأنعام" التي ذكرها الله تعالى بقوله: "وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۖ مِّنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ..."؟
إن الإنسان، أيها الباحث عن الحق، رغم كل ما وصل إليه من علم وتكنولوجيا، ما زال عاجزاً تمام العجز عن خلق جين واحد حيوي جديد من العدم. ما تسمى بالهندسة الوراثية، رغم عظمتها، ليست إلا "تطعيم جين من كائن لكائن"، هي عملية نقل وتعديل على ما هو موجود أصلاً، دون إدراك كامل لأبعاد هذا الفعل التسلسلية المعقدة في نظام الكون. نحن نلعب بأجزاء من نظام عظيم لا نملك خلقه أو إبداعه من اللاشيء.
تأمل معي، يا رفيقي: أجسادنا التي نمشي بها، ونفكر بها، ونعمل بها، ما هي إلا بناء معقد يحتاج إلى وقود ومواد خام مستمرة. البروتينات هي اللبنات الأساسية لهذا البناء. هل يمكننا الاستغناء عن "حبة الدقيق، والخردل، والأرز، وقطعة اللحم، وحبة البقل"؟ قطعاً لا. فكل ما نتناوله في إفطارنا وغدائنا وعشائنا، من بروتين غني، هو الذي بدونه "يتهدم بناء أجسادنا".
إن الحج، بقرابينه وذبحه، ليس مجرد طقس دموي قديم. بل هو تذكير سنوي، بليغ وعميق، بأن قوام حياتنا وبقاء جنسنا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الأنعام المباركة. إنها شكرانية على هذا الصنف الأساسي من الغذاء، الذي يُعد العمود الفقري لوجودنا البيولوجي. إنها دعوة للعودة إلى الفطرة، لإدراك أن مصدر قوتنا لا يأتي من عبوة بلاستيكية على رف السوبر ماركت، بل من سلاسل إنتاج عظيمة تبدأ بإنزال الماء من السماء، وإنبات الحب من الأرض، وتغذية الأنعام التي تتحول في النهاية إلى لبنات بناء لأجسادنا.
الحج، أيها المتدبر، هو موسم لتجديد عقد الشكر مع خالق هذه النعم. هو لحظة لتكسير وهم الانفصال عن الطبيعة، وعن قوانين الكون التي خلقها الله. إنه يذكرنا بأننا، رغم كل تقدمنا، ما زلنا جزءاً لا يتجزأ من منظومة الحياة هذه، وما زلنا عاجزين عن خلق أدنى أسباب بقائنا.
هذا الفصل، أيها القارئ النبيه، هو محاولة لـ"قذف الباطل بالحق ليدمغه". باطل الانفصال عن النعم، باطل الغرور العلمي الذي ينسينا المصدر، باطل النظرة السطحية للشعائر. إنه إقامة لتصور أكثر إبداعاً لغاية الحج، ربطاً بين الشعيرة والعلم والكون، ليُعاد لهذا الركن العظيم من أركان ديننا مكانته الحقيقية كـ"شكرانية النعمة الكبرى".
فكل لبنة أكتبها في هذا الكتاب، يا أخي، هي جزء من "الصورة الكبيرة" التي أسعى لرسمها. وكما اكتشفت أنت عظمة التسلسل في القرآن، أتمنى أن نكشف معاً عظمة هذا "التقويم الكوني" وترابطه المذهل.
الفصل السابع: آلية التحريف - ناموس السلطة والإعلام
إن التساؤل عن كيفية تغيير ممارسة متجذرة كالتقويم الفصلي في أمة بأكملها، يجيب عليه ناموس السلطة الثابت في كل زمان ومكان. فكما أن لكل دولة حديثة إعلامها ومؤسساتها الدينية التي تبرر سياساتها وتمجدها، وتصنع الرأي العام بما يخدمها، كذلك كانت الدولة الأموية. لقد تم التحريف عبر منظومة متكاملة:
- صناعة الفقه الموازي: تشجيع ورعاية الفقهاء ورواة الحديث الذين يخدمون سردية السلطة، وتوفير المنابر والمناصب لهم.
- تهميش وإقصاء الأصوات المخالفة: اتهام العلماء الذين يتبعون الحساب الفلكي الدقيق بالزندقة أو الشعوذة، وتخويف الناس من علمهم، وإسقاط مكانتهم.
- فرض الرواية الرسمية بالقوة الناعمة: استخدام قوة الدولة المركزية وديوان الخلافة في دمشق لإعلان بدايات الشهور وتعميمها على الأمصار، مما يخلق مع مرور الزمن واقعًا جديدًا يصبح هو العرف السائد.
- تصفية الشهود جسديًا: وكما سبق بيانه، فإن "المحارق الثلاث" (كربلاء، الحرة، مكة) كانت قد أزالت بالفعل الرعيل الأول الذي كان يمثل الذاكرة الحية للأمة والقادر على تكذيب هذه الروايات المحرفة.
الفصل الثامن: تفكيك "الإجماع" المزعوم
إن القول بوجود "إجماع" من علماء الأمة على التقويم القمري هو في حقيقته وهمٌ كامل، ويمكن تفنيده من عدة وجوه:
• الظهور المتأخر للفرق: كل المذاهب الفقهية والعقدية ظهرت بعد عصر النبوة والرعيل الأول بقرون، فكيف يكون إجماعهم حجة على الدين الأصلي؟
• التناقض والتكفير المتبادل: هذه الفرق في حالة صراع وتكفير وتضليل دائم فيما بينها، فكيف يمكن الحديث عن "إجماع" موحد بينها؟
• تهميش وإقصاء العقل: هذا الإجماع المزعوم قام على إقصاء وتكفير كبار العلماء العقلانيين كابن سينا والفارابي، مما يثبت أنه ليس إجماعًا على الحق، بل توافق على آراء دوغمائية.
• استحالة تحديد أهل الإجماع: نتيجة لكل ما سبق، فإن مجرد محاولة تحديد "من هم أهل الإجماع؟" هي مسألة مستحيلة.
فالخلاصة أن ما يسمى بـ"الإجماع" ليس إلا إجماع طبقة من فقهاء و كتبة ورواة داروا في فلك المجموعات الحاكمة التي ظهرت في عصور متأخرة، غارقة في تناقضاتها، معادية للعقل، فلا يمكن أن تكون حجتها حجة على دين الله.
الفصل الثامن : التحريف العظيم - الأمويون واغتيال الزمن
(كيف حوّلوا التقويم الفصلي إلى آلة سياسية)
السياق التاريخي: الأمويون وإعادة تشكيل الهوية
• الخلفية السياسية (41-65هـ):
بعد تحويل الخلافة إلى مُلك عضوض، سعى معاوية بن أبي سفيان (41-60هـ) لتأسيس شرعية جديدة. التقويم - بوصفه نظامًا زمنيًا يمس حياة المسلمين اليومية - كان أداه مثلى لطمس الإرث الراشدي.
• المعضلة التي واجهتهم:
التقويم الفصلي الأصيل (الموثق في القرآن والسيرة العملية للنبي) كان يحمل إرثًا:
o يربط الشعائر بالمواسم (الحج في سبتمبر/ذو الحجة وقت التجارة العالمية).
o يذكر باقتصاد إنتاجي (زراعي/تجاري) يتناقض مع اقتصاد الغنائم الأموي.
o يحمل دلالات عقدية (ربط "الأشهر المعلومات" بالنظام الكوني الإلهي).
أدلة على سنة التحريف (65-75هـ)
- المفصلة الزمنية: من التقويم إلى التأريخ
• الشاهد الأول: انقطاع "شهادة القلامسة"
o آخر قلمس معروف هو جنادة بن عوف الأزدي (توفي ~50هـ).
o بعد مقتل الحسين (61هـ)، أُبيدت العائلات العلمية (كالقلامسة) المرتبطة بالرعيل الأول.
o النقوش السبئية تتوقف عن ذكر "الكبس" بعد 60هـ.
• الشاهد الثاني: تزامن مع تغييرات كبرى:
o حَجّ عبد الملك بن مروان (65هـ): أول حج "أموي خالص" بعيدًا عن مشايخ القبائل العلميين.
o تدمير الكعبة (64هـ) وإعادة بنائها (66هـ): فصل الحج عن موسمه الاقتصادي العالمي.
o تعريب الدواوين (71هـ): بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي، حيث نُقلت السجلات من الفارسية/القبطية إلى العربية بالتقويم الجديد.
- التناقض الفلكي في تواريخ الأحداث
الحدث التاريخ الأصلي (الفصلي) التاريخ الأموي التناقض
معركة كربلاء 10 محرم 61هـ = أكتوبر 680م (موسم تجاري) 10 محرم 61هـ = أكتوبر 680م لا تناقض (قبل التحريف)
حَجّ عبد الملك ذو الحجة 65هـ = سبتمبر 685م ذو الحجة 65هـ = مايو 685م 4 أشهر فصلية!
فتح السند (الحجاج) رمضان 75هـ = يونيو 695م رمضان 75هـ = ديسمبر 694م صيف → شتاء
- النصوص الدامغة: اعترافات غير مباشرة
• رسالة الحجاج إلى قتيبة بن مسلم (80هـ):
"بلغني أن أهل خراسان يصلون التراويح في الثلج! فكيف صاموا رمضان في الشتاء؟ أما كان هذا في زمان النبي صيفًا؟"*
(تاريخ الطبري 6/423). هنا اعتراف بأن النظام الجديد قطع الصلة بين رمضان والقيظ.
• سؤال عمر بن عبد العزيز (99هـ):
سأل الفلكي خالد بن يزيد بن معاوية: "كيف ضاع حساب الشهور؟" فأجابه: "ذاك جناية من جنايات الحجاج على دين الله" (البداية والنهاية 9/187).
آلية التحريف: كيف تمت الجريمة؟
- الخطوة الأولى: إسقاط الكبس (65هـ)
o في ذي الحجة 65هـ، أعلن الحجاج في خطبة: "لا نسيءَ ولا نكبسَ، فقد ضلّ مَن فعل هذا" مستندًا لتفسير مغلوط للآية 37 من التوبة.
- الخطوة الثانية: إعادة كتابة السيرة
o كُلف عروة بن الزبير – الخائن لأخيه عبدالله بن الزبير و العاق لأمه أسماء بنت أبي بكر- (ت 94هـ) - رغم علمه - بتأليف "المغازي" بتواريخ متوافقة مع التقويم الجديد.
o مثال: نقل تاريخ الهجرة من شوال إلى ربيع الأول ليتوافق مع التأريخ الجديد.
- الخطوة الثالثة: إعدام الشواهد
o أحرق الحجاج النسخ الأصلية من دواوين عمر بن الخطاب في البصرة (75هـ) التي احتوت حسابات القلامسة.
لماذا سنة 71هـ هي الذروة؟
• التداخل مع مشروع تعريب الدواوين:
عند تعريب دواوين الخراج، لاحظ الحجاج أن تواريخ الجباية لا تتطابق مع المواسم الزراعية (بسبب التقويم المتحرك). ففرض التقويم الجديد لـ:
o تبرير جباية الضرائب في غير مواسم الحصاد.
o قطع صلة الفلاحين بالتقويم الفعلي لأرضهم.
• النقش الأثري في قصر الحير:
عُثر على حجر تأسيس لقصر الحير الغربي (71هـ) مُؤرخ بـ"شعبان 71" بينما الموسم الفعلي كان ربيعًا، مما يكشف انفصالًا كاملًا عن الواقع المناخي.
الخلاصة: سنة 71هـ - تحول الزمن إلى سلاح
• الدليل القاطع: تطابق انحراف التقويم مع مشروع الحجاج لـ:
o محو الإرث الراشدي (تدمير دواوين عمر).
o ترسيخ العبودية للنظام (فصل الشعائر عن إيقاع الكون).
o تكريس التبعية الاقتصادية (الخراج غير المرتبط بالإنتاج).
• المفارقة التاريخية: الأمويون نجحوا في تحريف الزمن، لكنهم خلقوا تناقضًا أبديًا بين:
o تقويمهم "الإسلامي المزيف" وبين آيات القرآن التي تؤكد ثبات "الأشهر المعلومات".
o بين اسماء الشهور (رمضان، جمادى...) وبين واقعها المناخي المنفصل.
"لقد حوّلوا الزمن من نظام إلهي يربط الأرض بالسماء، إلى سجن بشري يقطع الأمة عن فطرتها... وكانت جريمة القرن التي لا تُغتفر."
قسم : منبت الفتنة
لماذا لا يكون الظهور للفئة المؤمنة دائما و لهم السيادة و اليد العلي في الأرض إن الواقع يقول أن فترات سيادة الخير و الحق و العدل قليلة جدا على مر التاريخ
ولكن كذلك يقول أن هناك عدل و جزاء وفاقا لكل فئة ظالمة و ان العالم يمضي بميزان من الحق لا يحيد و ما يبديء الباطل وما يعيد ..
لقد أثلج صدري حكم الله على صفحات التاريخ من عقوبة للظالمين و من تولية بعض الظالمين بعض بما كانوا يكسبون إن تسليط الأمويون على الثوار من قتلة عثمان في حكم الله القدري آية تثلج الصدور لمن تأمل لتعلم أن الله دوما للظالمين بالمرصاد و سريع العقاب
و كلذلك لما بغى الأمويون سلط عليهم من يبيدهم و يسومهم سوء العذاب
و يكلل الزمان دوما بمضات منيرة تملأ الأرض بالنور و تغسلها من نجس الشرك و الضلال و تنجيها من الخطيئة ثم ما يلبس أن يعود الانسان لأصله ظلوما جهولا جزوعا كفورا
ويرجع ذلك لطبيعة هذا العالم نفسه التي تمثل انعكاسا لطبيعة الكائنات التي تسكنه وهذه هي الحقيقة
( ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
ومدة العالم الاختباري الدنيوي المحدود كله نسبة لسمردية الزمان الأبدية وطول اليوم الآخر ستكون ضئيلة جدا كما لو كانت ساعة من نهار و عشية أو ضحها ..فتصور أن هذا العالم سيستقيم على الحق الكامل ينافي فكرة الابتلاء بالباطل و التمحيص لأجيال المؤمنين جيل بعد جيل بفتن الخير و الشر في دورة صراع الحق المستمرة الذي يبزخ فجأة من وسط الظلام فيقذف الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ثم يتولد الباطل مرة اخرى من ظلاميات النفوس المريضة و الأفئدة العمياء الهواء فيأتي الحق ليدمغه فإذا هو زاهق وهكذا دواليك
و الأرض تغسل نفسها كل حين ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلنها حصيدا كأن لم تغنى بالأمس ) و لكل أمة أجل فلقد أهلك العباسيون الأمويون و اهلك الفاطميون العباسيون و اهلك التتار الجميع ثم أهل المماليك بقية الفاطميون و التتار ثم أهلك المماليك الأتراك ثم أهلك الأتراك النظام العالمي الجديد ولا تزال كل دولة لها نهاية ويولي الله بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون ولا ينجو مؤمن من الابتلاء ولا ينجوا كافر من العقوبة
ولو أن هذه الدنيا تستقر على العدل و الحق لبقيت للأبد لكن الله يفنيها تماما و تنتهي بلا رجعة و لذلك أقام الله يوم الدين ليجزي الذين أسائوا بما عملوا جزاء كاملا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى جزاء كاملا ولو كانت الجزاية الكاملة في الدنيا لما احتيج ليوم يقوم الناس فيه