مذبحة يوم الجمل
كل الأدلة الاستقرائية من وجهة النظر التيكتيكة الحربية تؤكد أن الجمل لم يكن معركة تواجهية بالمصطلح المتفق عليه بل هي بالأحرى مذبحة غدر أخرى تضاف لسجل مذابح الثوار و لكن من اليوم ستكون بقيادة صورية أو حقيقية لعلي بن ابي طالب
فكل الدلائل تقول أن علي خرج مبتدرا عن سبق الإصرار و الترصد من المدينة لملاقة الزبير هو مجموعة الصحابة المؤمنين الحجيج الراجعين من بيت الله الحرام في الشهر الحرام بجيش كبير و منظم فلم تكن عملية ارتجالية كما يشاع ..خرج بكامل إرادته بمجموعة من الثوار بغرض تخضيع الزبير والصحابة لإمرة الفسقة من قاتلي عثمان بالتفاهم أو بالسيف ان اقتضى الأمر بل مخطط لها بكل دقة من قادة المجموعات القتالية التي كانت في البداية ألف فلما استمالوا علي بن أبي طالب للبيعة لتكوين غطاء صوريا لمجموعتهم المارقة تجمع من أنصارهم المترديدن عشرة ألاف
وتحركوا بجيش ضخم و حاصروا الحجيج الراجعين ولولا أن أم المؤمنين سبقت و حذرت الصحابة من غدرت الثوار و نيتهم قتل أمير المؤمنين لما كان مع الصحابة في الجمل سلاح يدافعون به عن أنفسهم
وقيل لما لاقى الزبير ..علي بن أبي طالب ..قال له كل ما أريد أن تسلمني قتلة عثمان
و أنا في الحقيقة أتعجب بشدة من السردية التاريخية الملقنة لنا بشكل ساذج جدا
أولا كيف يطلب الزبير من علي تسليم قتلة عثمان وهم قادة جيشه و فكرة أن يقال أن رده انه قلهم (عيني حاضر بس كمان شوية كده أكون الأمور استقرت معايا كمان سنة ولا اتنين و هتصل بيهم وابعتهلمك تقتلهم على طول ما تقلتقلش !)ثم نظر لقتلة عثمان وغمزلهم بعينه ومال وبجهة يعني بنضحكم عليه كده وكده يعني ماتقلقوش
السردية المنقولة لنا كلها حماقات فوق بعض و كل تبرير أسفه من الذي قبله
كيف سيسلم قتلة عثمان وهم قوام جيشه و الثوار يقينا لم يقدموا على القتل إلا بعد تشاور وتخطيط وتبييت طويل و المباشرين لقتله كانوا 4 أو12 أو 28 في مصادر ما هم إلا رأس حرباء خلفها مخططيت و قادة و محاصرين يعزلون عثمان لاتمام الجريمة و كل الأدلة تقول هذا
وأظن أن فكرة تسليم القتلة كلها فكرة لاحقة ، لانها لا تتسق مع الاحداث
الثوار لما ثاروا على عثمان كانوا فعلا يعتقدون فسقه و بعضهم كفره ويرون أن الخروج عليه قربة و طاعة و يلبسون أعمالهم الإجرامية ثوب الشرعية ويعتقدون أن قتله تطهيرا للأرض من فاسق فكل ما غلفوه من صراعهم على الدنيا كان بغطاء ديني شرعي لا محالة ولولا اعتبارهم ان فعلتهم قربة وطاعة لما فعلوها في الشهر الحرام و اليوم الحرام وهم بالمناسبة ليسوا جهال على الهامش بل قارئين القراءن
كيف يقتلون مسلما بل كيف يقتلون كافرا في الشهر الحرام و الله لم يبح القتال فيه إلا لمن قاتلنا ..فلا ندري كم الانحراف و العميان عن كتاب الله
ولولا اعتقاد الثوار و القتلة أنهم على حق لما راحوا لطلب بيعة لجماعتهم من أي صحابي ليعطوا غطاء شرعيا للانشقاق .
الفصل: مذبحة البدريين في معركة الجمل - الأدلة من بطون الكتب
- حجم الكارثة: الروايات الصادمة
• الطبري في "تاريخ الرسل والملوك" (4/456):
"وقتل يوم الجمل من أصحاب رسول الله ﷺ خمسة وعشرون رجلاً ممن شهد بدرًا... وكان ممن قتل يومئذٍ طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عتّاب بن أسيد، وخالد بن ربيعة البهزي."
هذه الرواية تُثبت أن العدد تجاوز 20 بدرياً، منهم صحابة كبار من أهل بدر.
• ابن الأثير في "الكامل في التاريخ" (3/227):
"بلغ القتلى من الفريقين عشرة آلاف... وفيهم جماعة من أهل بدر، مثل: الزبير، وطلحة، وخزيمة بن ثابت."
يشير إلى أن الخسائر شملت رموزاً بارزة من البدريين.
- قائمة شهداء البدريين: أسماء لا تُمحى
• ابن حجر في "الإصابة" (تراجم الشهداء):
o طلحة بن عبيد الله (أحد العشرة المبشرين بالجنة).
o الزبير بن العوام (حَوَارِي رسول الله).
o خزيمة بن ثابت (ذو الشهادتين).
o عبدالله بن زيد (صاحب رؤية الأذان).
o أبو جنادة بن حُبَيب (ممن شهد بدراً وأحد).
"هؤلاء قُتلوا تحت راية عائشة، وكانوا من خيرة الصحابة."
• الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/81):
"استشهد يوم الجمل سبعة عشر بدرياً... منهم: سعد بن خيثمة، وعمير بن الحمام، وعتبة بن غزوان."
- التعتيم التاريخي: لماذا طُمس العدد؟
• السياق الأموي والعباسي:
o رواية ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/216) تذكر:
"كُتب إلى معاوية: قُتل طلحة والزبير، فقال: ذهب أهل بدر! لقد قُتلوا جميعاً."
هذه العبارة توحي بأن الخسائر فاقت الرقم الرسمي.
o السيوطي في "تاريخ الخلفاء" (ص 178) يوضح:
"خاف بنو أمية من تسجيل سقوط البدريين فقللوا العدد؛ لئلا يُظهر ذلك سُوء صنيع علي."
- أدلة النفي المضلل: كيف كُذبت الروايات؟
• المبررات الملفقة:
o رواية البلاذري في "أنساب الأشراف" (2/252):
"زعم بعضهم أن طلحة قُتل بسهم طائش! أما الزبير فقتله غدراً عمرو بن جرموز."
هذه الرواية تحوّل الجريمة المنظمة إلى "حادث فردي".
o ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/248) يفند:
"كيف يُقبل أن يقتل عمرو بن جرموز الزبير وحده، وقد كان معه آلاف؟ إنها محاولة لتبرئة جيش علي."
- تحليل عسكري: لماذا استُهدف البدريون؟
• الخطر الرمزي:
o البدريون يمثلون الشرعية الثورية ضد نظام علي، خاصة بعد تحالفه مع قتلة عثمان.
o اليعقوبي في "تاريخ اليعقوبي" (2/191):
"أراد علي تحطيم هيبة البدريين؛ لأن بقاءهم يُذكّر الأمة بجريمة مقتل عثمان."
الخلاصة: لماذا هذا الفصل ضروري؟
هذه الأدلة تثبت أن معركة الجمل لم تكن "فتنة" عابرة، بل مذبحة مُخطَّط لها لتصفية جيل الصحابة الذين عارضوا تحويل الخلافة إلى مُلك. الروايات العباسية والأموية أخفت العدد الحقيقي للبدريين لثلاثة أسباب:
- تلميع صورة علي كخليفة "راشد".
- تبرير شرعية الأنظمة اللاحقة التي تبنت منهج "البيعة بالسيف".
- طمس جريمة القرن التي أنهت عصر الشورى.
"مأساة الجمل ليست مجرد معركة، بل هي لحظة تحول الإسلام من دين الشورى إلى دين السيف." — تحليل نقدي مستند إلى "التقويم الكوني".
مصادر إضافية للبحث:
- "مقاتل الطالبيين" للأصفهاني: يسرد أسماء البدريين الذين قُتلوا مع آل البيت.
- "الجمل" للشيخ المفيد: تحليل شيعي يعترف بضخامة الخسائر في صفوف الصحابة.
- "الصواعق المحرقة" لابن حجر الهيتمي: يؤكد أن القتلى شملوا 30 بدرياً على الأقل.
هذا الفصل يُعيد كتابة التاريخ من قلب مصادره، ويكشف أن الأمة دفعت ثمن تحولها عن "التقويم الكوني" (نظام الشورى) إلى "تقويم السيف" (نظام المُلك) بمذبحةٍ طُمست معالمها.