الليبرالية والحقوق الفردية للإنسان التي تهوي بالإنسان نفسه !
ولذلك، ما أتى النداء في القرآن بصيغة المفرد ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ﴾ إلا توبيخًا له على اغتراره، أو توصيفًا لمعاناته وكدحه. وما ذُكر الإنسان منفردًا إلا وكان محور الكلام عن نرجسيته وأناه، وشحّه وجزعه، وضعفه وكفرانه، وكبده ومعاناته وكدحه. إنه تشخيص إلهي دقيق لحالة الفرد حين يغره غروره و يظن استغناءه عن توجيه إلهه و أمره و يتخذ إلهه هواه ويصير لديه عجب بهواه و رأيه وحمقه و ضعف بصيرته و لا حق له إلا لنفسه وهذا هو حال الانسان المعاصر خارج فطرة الله و نظامه و بعيد عن أولياءه المؤمنين.
ويالته نال حريته حقا إنما صار ترسا في محرقة الرأسمالية التي تكدس الأموال بلا غاية و لينهار الانسان ولتبقى الحجارة.